خرج المصمم الفلسطيني، جهاد ناجي (29 عاما)، بفكرة إبداعية لتصميم عملة فلسطينية مع مرور أكثر من ستة عقود على اختفائها بعد النكبة الفلسطينية بفترة وجيزة مع إنشاء المشروع الاستعماري الصهيوني، وفرض عملة الشيكل على الفلسطينيين.
وقال ناجي لموقع "ميدل إيست آي" الإخبار التحليلي إن الفكرة راودته بعدما سأله صحافي بريطايني في إحدى الأيام، بنبرة جدية، عن العملة التي عليه استخدامها خلال زيارته إلى غزّة المحاصرة.
وأشار ناجي إلى أنه اضطر لأن يشرح له أنه لم يعد هناك وجود لعملة فلسطينية وأن عليه استخدام الشيكل الإسرائيلي بالطبع.
وعن ذلك، قال ناجي للصحيفة: "ليس لدى الناس الذين يعيشون خارج فلسطين أدنى فكرة بأن الاحتلال يعني أنك لا تستطيع أن تقرر حتى عملتك الخاصة".
وذكر ناجي أن أصعب ما واجهه خلال تصميم فئات العملة المتخيلة، كان اختيار الشخصيات الفلسطينية التي سيضع صورها على الأموال، لذا اختار أن يصمم فئات العملة المختلفة مع خلفية رموز فلسطينية، وشخصيات من شتى المجالات.
استخدم الفلسطينيون الجنيه الفلسطيني خلال الاستعمار البريطاني لفلسطين (1927-1948)، لكن توقف إصدار العملة بعد النكبة. وفي غزة، استُخدم الجنيه المصري منذ عام 1951، بينما في الضفة الغربية تم استخدام الدينار الأردني منذ عام 1952. وقد استخدم الشيكل في كلتي المنطقتين منذ احتلال عام 1967.
وذكر ناجي للموقع، إن زوجته حنين سمهدانة، ساعدته في اختيار ألوان فئات العملات، في المشروع الذي امتد نحو 13 شهرا.
وأردف ناجي: "استندت اختياراتي إلى إيماني بأن هذه الشخصيات الرمزية ساهمت في النضال السلمي الفلسطيني. رغم أن ياسر عرفات وعبد القادر الحسيني يمكن أن يكونا شخصيتين مثيرتين للجدل فيما يتعلق بالمقاومة السلمية".
وقال ناجي إنه عندما ذهب إلى متجر الطباعة، لطباعة تصميماته، لفت انتباه صاحب المكان الذي أخبره أنه يُفضل استخدام هذه العملات المتخيلة على استخدام الشيكل الإسرائيلي.
وأوضح ناجي للموقع أنه يأمل بأن يؤدي عمله إلى استئناف النقاش حول العملة الفلسطينية.
كما يريد ناجي أن يصل مشروعه إلى "المسؤولين على المستوى الوطني والعالمي. لأن منح الناس إمكانية السيطرة على قراراتهم لا ينبغي أن يتعلق بالماضي".
التعليقات