23/11/2019 - 12:12

العبرة بالخواتيم: زين الرافعي من حطام درعا إلى أبطال "مارفل"

من تحت شبح القصف في درعا جنوبيّ سورية، إلى أحد الأحياء الأكثر فقرًا في بيروت، حتّى تجسيد دور البطولة في الفيلم اللبناني "كفرناحوم"، ثمّ إلى بساطٍ أحمر في مهرجان كان السينمائيّ حيثُ عُرِضَ الفيلم حاصدًا في ختامه تصفيقًا حارًّا من

العبرة بالخواتيم: زين الرافعي من حطام درعا إلى أبطال

سلمى حايك وزين (تويتر)

من تحت شبح القصف في درعا جنوبيّ سورية، إلى أحد الأحياء الأكثر فقرًا في بيروت، حتّى تجسيد دور البطولة في الفيلم اللبناني "كفرناحوم"، ثمّ إلى بساطٍ أحمر في مهرجان كان السينمائيّ حيثُ عُرِضَ الفيلم حاصدًا في ختامه تصفيقًا حارًّا من الجمهور نحو 13 دقيقة، وصولًا إلى عالم "مارفل" السينمائيّ والذي يروي قصص خياليّة لأبطال خارقين.

هذه الرّحلة المُختزلة لحياة زين الرافعي اللاجئ السوريّ، الذي لا يتعدى الـ 13 عامًا، والذي أعطى للطفولة ولمعنى الحياة، "فرصة أخرى" منذ اشتراكه في فيلم كفرناحوم، للمخرجة اللبنانيّة نادين لبكي، والذي لعب دور البطل للطفولة المسحوقة، ولم يصطنع هذا الدور، هو جسّد حياته ومراحلها وظروفها في فيلم خرج إلى النور، ولم تختلف قصّته عن قصّة باقي الأطفال التي راحت براءتهم رهينةً للحرب واللجوء، وتناول الفيلم، قضايا اجتماعية قاهرة كعمّالة الأطفال والزّواج المبكر وانعدام الجنسية والفقر.

المحطات المتفاوتة التي تأرجح زين على سلالمها، لم تتوقف عند رحلة اللجوء في النرويج وبيروت ولا عند وصول فيلم كفرناحوم إلى القائمة القصيرة لترشيحات جوائز الأوسكار عن فئة أفضل فيلم أجنبي، أعلنت الممثلة الأميركيّة لبنانيّة الأصل، سلمى حايك، في 17 تشرين الثاني/ نوفمبر، عن مشاركة زين في فيلم "The Eternals" (الأبديون)، والذي يعود إلى سلسلة أفلام عالم مارفل للخيال، وعليه يصبح زين الموهوب مسلوب الطفولة، أوّل لاجئ سوريّ يلعب دور بطلًا خارقًا في السلسلة المذكورة.

وعلّقت مخرجة فيلم كفرناحوم نادين اللبكي، على الخبر معبّرةً عن فرحها اللامتناهي، قائلةً، "قلبي يكاد ينكسر من السعادة"، وتفاعل جمهور حايك كذلك، فقال أحدهم عن زين، "إنه البطل الخارق الحقيقي"، واعتبر آخر أن "زين يُمثل كل طفل سوريّ" ولاحظ كثيرون الكوفية، أو "الحطة" الفلسطينية التي يضعها زين على عنقه، وهذا ما دفعهم للقول "فلسطين حرة" و"تحيا فلسطين". 

هل ما يجري مع زين حاليًا نوع من أنواع "التعويض"؟ تعويض عن طفولة شاهدة على حرب ولجوء؟ أو تعويض عن العيش في الفقر والحرمان من الذهاب إلى المدرسة؟ أو الاثنان معًا؟

فرّت عائلة زين من درعا عام 2012، وهو في السابعة من عمره، بعد إتمامه الصف الأول، بحثًا عن الأمان في لبنان، تحديدًا في أحد أكثر الأحياء فقرًا في بيروت، قبل أن تنتقل بعد ست سنوات إلى النرويج عقب قبول إعادة توطين العائلة بمساعدة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وكانت المفوضية قد قالت، إن زين "ينام منذ ستة أعوام مع والديه وثلاثة أشقاء، على فرشات رثة على الأرض في شقتهم الضيقة والباردة"، وكان اللقاء الأول بين لبكي وزين، في أحد شوارع بيروت، ثم اختارته بطلًا للفيلم، تقول لبكي، أنّه "عندما رأيت زين كان من الواضح أنه سيكون بطل الفيلم هناك حزن ظاهر في عينيه وهو يعرف المعاناة التي نتناولها".

معاناة زين وصلت إلى مهرجان كان السينمائي عام 2018، بعد تصوير 500 ساعة خلال 6 أشهر، ومونتاج دام سنةً ونصف السنة، وتلا مشاهدة الفيلم تصفيقٌ استمر نحو 13 دقيقة، قبل أن يُعلن فوزه في نهاية الدورة من المهرجان بجائزة لجنة التحكيم، في حضور زين بكامل أناقته، وزغاريد لبكي.

وقال زين آنذاك، "شعرت بأنني عاجز عن الحركة تمامًا ولم ألقَ يومًا تصفيقًا حارًا كهذا، وكان ذلك أفضل ما في الحفل".

التعليقات