10/03/2020 - 10:13

"مشكي وعاود"… فيلم يكشف شخصية التونسي بعد الثورة

أطلق فيلم "مشكي وعاود" التونسي مؤخرًا، واعتبره النقاد توجها جديدا في السينما التونسية بالتخصص في الأفلام الكوميدية التي قطعت مرحلة من السينما الملتزمة، محققا إيرادات عالية ونسب مشاهدة مرتفعة.

ملصق فيلم "مشكي وعاود"

أطلق فيلم "مشكي وعاود" التونسي مؤخرًا، واعتبره النقاد توجها جديدا في السينما التونسية بالتخصص في الأفلام الكوميدية التي قطعت مرحلة من السينما الملتزمة، محققا إيرادات عالية ونسب مشاهدة مرتفعة.

وعرضت قاعة الكوليزي الفيلم بالعاصمة للمخرج قيس شقير، بطولة نجوم الكوميديا التونسية بسام الحمراوي وجعفر القاسمي وكريم الغربي، ويعدّ هذا العمل الأول السينمائي في مسيرة المخرج الذي أخرج عدة مسلسلات كوميدية من بينها "الهربة" و"إلي ليك ليك" و"دنيا أخرى".

وتدور أحداث العمل حول الواقع التونسي بعد ثورة 2011 جامعًا ثلاثة أطياف سياسية في تونس؛ المتطرف الديني والشيوعي و"التجمعي" أي المنتسب إلى حزب التجمع الدستوري الديمقراطي سابقا (حزب بن علي)، ويذكر أن "مشكي وعاود" هو لفظ يطلق على لعبة "الورق" عند انتهاء كل جولة وبعثرة الأوراق وخلطها من جديد والانطلاق في جولة ثانية.

ويتناول الفيلم حياة ثلاث شبان تعرضوا لعملية سطو مسلح في ليلة من ليالي شتاء سنة 2019 من قبل عصابة تتزعمها امرأة تدعى "سوسو" في غابة خالية من الناس، تحدث حينها ظاهرة طبيعية غريبة ويعود بهم الزمان ما قبل الثورة في سنة 2009 في عهد زين العابدين بن علي.

في بداية الفيلم جسد كريم الغربي دور المتطرف دينيا "الأمير أبو خنجر" الذي يتاجر بالدين، ولعب جعفر القاسمي شخصية "ربيع" التي جسدت دور الرأسمالي الثري الفاسد المختنق بالديون، أما بسام الحمراوي فقد تقمص دور النقابي والمدافع عن حقوق العمال"حمودة" والمتزوج بـ "أسماء باركينغ" التي جسدت دورها الممثلة "جوليا الشواشي".

ولخص هذا المشهد الواقع الحاصل في تونس حاليا والذي تقسمه الأيديولوجيات وتحكمه السياسة وتتقاذفه صراعات الهوية، لكن بالعودة إلى سنة 2009، صدم الثلاثي بشخصياتهم، فمثلا وجد القاسمي نفسه منخرطا في حزب التجمع التابع لرئيس تونس الأسبق زين العابدين بن علي (المخبر والمتملق)، أما الحمراوي وجد نفسه ذلك الشيوعي الذي كانت تخونه حبيبته.

وحاول سيناريو الفيلم أن ينبش النفاق الاجتماعي الذي يتظاهر به البعض وأن يثير عديد القضايا بطريقة كوميدية كالتعصب والإرهاب والفساد والعنف والاجرام والاستغلال والشذوذ الجنسي، ويصنف الفيلم في خانة "الكوميديا السوداء" التي تعالج قضايا الواقع الراهن ولكن بطريقة ساخرة تجعل الجمهور يضحك على آلامه.

ورغم ذلك لم يخل الفيلم من المشاهد الدرامية ذات البعد التراجيدي التي جعلت الجمهور يتأثر حد البكاء مثل مشهد عودة جعفر القاسمي لمنزل والدته ووجدها على قيد الحياة بعد أن ظن أنها متوفاة.

وقدم الفيلم صورة تعكس التفاصيل الجديدة التي أصبح المجتمع التونسي يحملها بعد عشر سنوات من اندلاع شرارة الثور، وبعودتهم إلى ماضيهم، اكتشف هؤلاء الثلاثي واقعهم الأصلي لذلك أرادوا أن يقلبوا قواعد اللعبة وإعادة خلط الأوراق من جديد.

فبخلط الأوراق من جديد تنقلب حال الشخصيات مرة أخرى حيث أصبح كريم الغربي برجوازيا ورجل اعمال ثري وجعفر القاسمي أصبح أميرا سلفيا وبسام الحمراوي أصبح ذلك النقابي المفرط في مبادئه.

وبين هذه التحولات، مرر كاتب السيناريو، سليم بن إسماعيل مشاهد مضحكة اعترضت هذا الثلاثي خلال رحلتهم في الفيلم، ولقائهم بشخصيات ثانوية، وعلى امتداد ساعتين من الزمن، تفاعل الجمهور مع كل مشهد مرة بالتصفيق و مرات بالضحك إعجابا بالمشاهد الساخرة والكوميدية للفيلم.

ورافق أبطال الفيلم أسماء معروفة في الساحة الفنية التونسية وهم سفيان الداهش والشاذلي العرفاوي ولطفي بندقة وصلاح مصدق وفاطمة بن سعيدان.

التعليقات