26/07/2020 - 14:42

الروزنا تنظّم حواريّة لمناقشة "مأزق دولتين أم دولة واحدة؟"

الغاية من النشاط هي "لمناقشة الخيارات المتاحة أمام الشعب الفلسطيني من أجل التحرر من الاستعمار الإسرائيلي والعوامل التي أدّت إلى المأزق الذي وقع فيه الفلسطينيون، بفشل حل الدولتين وغياب إمكانيّة تطبيق حل الدّولة الواحدة".

الروزنا تنظّم حواريّة لمناقشة

من اللقاء الحواري (تصوير شاشة)

نظّمت مجموعة الروزنا الشبابية في الدوحة، أمس السبت، حوارية رقمية بعنوان "بحثًا عن أولوية التحرّر: مأزق دولتين أم دولة واحدة؟".

وأصدرت المجموعة بيانًا توضيحيًا لمجريات الحواريّة وقالت إن الغاية من النشاط هي "لمناقشة الخيارات المتاحة أمام الشعب الفلسطيني من أجل التحرر من الاستعمار الإسرائيلي والعوامل التي أدّت إلى المأزق الذي وقع فيه الفلسطينيون، بفشل حل الدولتين وغياب إمكانيّة تطبيق حل الدّولة الواحدة".

شارك في الحواريّة؛ أستاذ العلوم السياسيّة والدراسات الدوليّة في جامعة بيرزيت، علي الجرباوي، وأستاذ العلاقات الدوليّة ودراسات الصّراع في جامعة تافتس في الولايات المتحدة، نديم روحانا، ويسّر الحواريّة الزميل الصحافي أحمد دراوشة.

وجاء في البيان: "أكد الجرباوي في بداية الحوارية على أن حل الدّولتين ما كان بالإمكان تحصيله منذ بداية التفكير به نتيجة لخمسة عوامل، وهي: أولًا، تلهّف الجانب الفلسطيني لتوقيع اتّفاقيات مع إسرائيل وارتكابه لعدة أخطاء استراتيجيّة، فقد دخل الجانب الفلسطيني إلى مفاوضات مع إسرائيل بدون حسم مسألة الاستيطان، فقبل باتفاقيات أوسلو مع استمرار الاستيطان، وقبل تقسيم الضفّة الغربيّة إلى ثلاثة أقسام (أ، ب، ج)، وقبل استمرار السلطة بدون سقف زمني واضح، إضافة إلى أنّ الجانب الفلسطيني دخل مفاوضات مع الإسرائيليين بمطلب قليل، وهو دولة على حدود ال67".

وأضافت الروزنا: "وثانيًا، عزم المستعمِر الإسرائيلي منذ البداية على عدم حصول الفلسطينيين على دولة. وثالثًا، عدم جديّة المجتمع الدّولي لتحقيق حل الدّولتين على أرض الواقع في ظل الهيمنة الأميركيّة على موازين القوى في النظام الدولي. ورابعًا، عدم وجود دعم للفلسطينيين من المحيط الإقليمي العربي المفكّك الذي يتقارب مع إسرائيل على حساب الفلسطينيين. وأخيرًا، وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإدارته إلى البيت الأبيض، وبدا واضحًا كيف انحاز ترامب وإدارته إلى إسرائيل، وكيف ضربت هذه الإدارة كل القوانين الدولية بعرض الحائط".

وأشار روحانا إلى مجموعة من الأسئلة التي تطلب من الفلسطينيين التفكير بها والإجابة عليها عند الحديث عن حل الدولة الواحدة، ومن أهمها: "هل يمكن إنشاء دولة ثنائيّة القوميّة مع مجموعة قوميّة استعماريّة استيطانيّة؟ أم أنّ الجانب الفلسطيني سوف يطالب إسرائيل بالتنازل عن البعد الاستعماري الكولونيالي أي التنازل عن الصهيونيّة؟ في هذا السياق، شدّد روحانا على أهميّة إدراك الفلسطينيّين أنّ حل الدولة الواحدة هو تنازل عن حلم الدولة الفلسطينيّة المستقلّة".

وقال روحانا إن "المستعمِر الإسرائيلي يرفض بشكل تام حل الدولة الواحدة، فهو يرى بأنّه أصعب من حل الدّولتين، وتساءل إذا لم توافق إسرائيل، بوصفها المستعمِر المتحكّم بمصير الفلسطينيين على حل الدّولة الواحدة وقرر الفلسطينيّون فرضه عليها، فكيف سنفعل نحن الفلسطينيّين ذلك ونحن لسنا جزءًا من الدولة وليس لدينا مواطنة فيها؟".

وفي باب المقارنة بين الحالة الفلسطينيّة والأبارتهايد في جنوب أفريقيا قال الجرباوي إن "ثمة جانب مهم يجب التركيز عليه عن استحضار هذه المقاربة، إذ أن السّود كانوا مواطنين في جنوب أفريقيا مثلهم مثل البيض، وكان البيض يمارسون الفصل العنصري ضدهم، وعلى عكس الفلسطينيّين الذين يعتبرهم المستعمِر الإسرائيلي خارج نطاق السيادة، وليسوا مواطنين، وليسوا جزءًا من الدّولة".

واستطرد روحانا حديثه عن رفض إسرائيل لحل الدّولة الواحدة بالتأكيد على أنّ "إسرائيل دولة عنصريّة يزداد فيها تحكّم المفاهيم الدينيّة بشكل يومي، لذلك فهي لا ترغب ولن ترغب بإعطاء المواطنة للفلسطينيّين بعد قيامها بضم أراضي من الضّفة الغربيّة، وهي تسير باتجاه المعازل الفلسطينيّة بوصفه حلًا للتخلّص من الكتلة البشريّة الفلسطينيّة، فهذه المعازل عبارة عن تقسيم الكتلة الفلسطينيّة الكبيرة في الضفّة الغربيّة إلى كتل صغيرة معزولة عن بعضها البعض تحت حكم إسرائيل، ولكنها ليست جزءًا من إسرائيل، ولا الفلسطينيين مواطنين فيها".

وتحدث الجرباوي عمّا أسماه عمليّة "النقل القانوني" للفلسطينيّين الذي قامت به إسرائيل للتخلص من الكتلة الديمغرافية الفلسطينيّة من خلال إيجاد السّلطة الفلسطينيّة، وجعل الكتلة الديمغرافية الفلسطينيّة تابعة لها قانونيًا مع إعطاءهم حكم ذاتي، ولكن بدون أرض، وبدون مواطنة. ووصف جرباوي هذه الحالة بأنها "اختراع إسرائيلي لم يرد مثيلًا له في التاريخ".

اتّفق جرباوي وروحانا على أن "حل الدّولتين كان من الممكن تحقيقه في حال وجود إرادة دوليّة جديّة، ودعم عربي وإقليمي، ولكن هذا غير موجود حاليًا، ولن يكون موجودًا في المستقبل القريب".

وقد شدد روحنّا على أن "الحل يكون باجتماع الفلسطينيّين في كل مكان سواء في الضفّة الغربيّة وغزّة وفي الأرض المحتلة عام 1948 وفي الشتات تحت مظلّة مشروع تحرّر وطني هدفه إنهاء الاستعمار الإسرائيلي وتحقيق الكرامة والمساواة للإنسان الفلسطيني".

وقال روحانا يجب أن يكون "مشروع الفلسطينيين للتحرر مشروعًا قادرًا على مخاطبة الفلسطيني والعربي والعالم والآخر. وأضاف طالما أنّنا في حالة انتظار يجب أن يكون انتظارنا فعّالًا، فيجب على الجميع أن يساهم بتحديد ماذا نريد من أجل التحرر من الاستعمار؟ وما هو السبيل لتحقيق ما نريد؟ ومن جهته أكّد الجرباوي على أهميّة تعزيز وجود الفلسطينيين وتحقيق استمراره على أرضه وتحسين سبل الحياة أمامه من صحّة وتعليم وغيره لمنع الكفاءات الفلسطينية من الخروج من الكتلة البشريّة الفلسطينيّة الموجودة على أرضها".

وختمت مجموعة الروزنا بيانها قائلة إن "هذه الحوارية هي التاسعة ضمن سلسلة حواريات بدأتها المجموعة في أيلول/ سبتمبر 2019، تسعى من خلالها إلى البحث في سؤال كيف يتحرر الفلسطينيون من الاستعمار الإسرائيلي؟ وكما يُذكر بأن الروزنا هي مجموعة شبابية تطوعية مستقلة، أسسها مجموعة من الناشطين والباحثين الشباب في مدينة الدوحة عام 2015، تعمل على إثبات حضورها في المشهد الثقافي الفلسطيني خارج الأرض المحتلة، وتحرص على دعم ارتباط الشباب الفلسطيني والعربي بالقضية الفلسطينية، والإسهام في دمج الموروث الثقافي الفلسطيني مع الموروث الثقافي العالمي، مستفيدة من التنوع الثقافي لجمهورها ومشاركيها ومتطوعيها".

التعليقات