29/09/2022 - 15:09

"منصّة علم النفس التحرُّريّ": برنامج جديد في "مدى الكرمل"

تشمل هذه المنصّة قراءات وكتابات حول الحالة الفلسطينيّة من منظور علم النفس التحرُّريّ، بالإضافة إلى أدبيّات توثّق لتجارب شعوب أخرى عاشت، وما زالت تعيش تجارب مشابهة في أماكن مختلفة من العالم.

خلال مؤتمر لـ"مدى الكرمل" في الناصرة ("عرب 48")

يستعدّ "مدى الكرمل"، المركز العربيّ للدراسات الاجتماعيّة التطبيقيّة، لإطلاق "منصّة علم النفس التحرُّريّ"، التي سوف تشكّل قاعدة لبناء ومراكَمة معرفة تحليليّة من منظور سيكولوجيّ سوسيولوجيّ تحرُّريّ لواقع الفلسطينيّين كشعب يرزح تحت القهر والاستعمار، ولمسعاهم التحرُّريّ.

وتشمل هذه المنصّة قراءات وكتابات حول الحالة الفلسطينيّة من منظور علم النفس التحرُّريّ، بالإضافة إلى أدبيّات توثّق لتجارب شعوب أخرى عاشت، وما زالت تعيش تجارب مشابهة في أماكن مختلفة من العالم.

وعلم النفس التحرُّريّ هو مقارَبة ترمي إلى فهم سيكولوجيّة الأفراد والمجتمَعات المضطهَدة والمفقَرة، وذلك بواسطة مقارَبة نظريّة وعمليّة للنُّظُم والبنى الاضطهاديّة التي يعيشون فيها مجتمَعًا وأفرادًا.

وتتحدّى هذه المقارَبة المفاهيم الغربيّة التقليديّة لعلم النفس الاجتماعيّ، بإضافتها بعدًا تحرُّريًّا لمقارَبة وفهم الظلم والقهر بين الأفراد والمجموعات، وتتميّز بأنّها لا تكتفي بعلاج الحالات النفسيّة الفرديّة، بل تنظر كذلك إلى السياق الاجتماعيّ السياسيّ العامّ والبنى السياسيّة القهريّة التي تسهم في إنتاج الحالات الفرديّة.

ويفتح هذا التوجُّه بابًا واسعًا لدراسات تتعمّق في خبايا الإنسان الخاضع لاشتراطات تخلُّف محيطه الاقتصاديّ والاجتماعيّ والسياسيّ والعلميّ. وهي كمقاربة مناسِبة على نحوٍ خاصّ لمجتمَعات تعاني من القهر والقمع على نحوٍ منهجيّ ومتواصل كالشعب الفلسطينيّ عمومًا -على سبيل المثال- وبضمنه الفلسطينيّون في إسرائيل.

ويرمي مدى الكرمل من خلال هذا البرنامج، إلى رفع الوعي النقديّ للسياق الاستعماريّ الذي يعيش فيه الفلسطينيّون كمجموعات وكأفراد، وإلى تحليل ظواهر سيكولوجيّة بالنظر إلى سياقها الاجتماعيّ السياسيّ من خلال زيادة انكشاف المعالِجين والاختصاصيّين النفسيّين والاجتماعيّين لتنظيرات عربيّة وعالميّة حول سيكولوجيّة المقهورين والفعل التحرُّريّ لديهم.

ويبتغي البرنامج إنتاج معرفة بديلة فلسطينيّة أصلانيّة، وذلك من خلال نشر مقالات وعَقْد ندوات حِواريّة وورشات أكاديميّة تسهم في تفكيك ومعالَجة السياق العامّ لمشاكل وظواهر يواجهها الأفراد والمجتمعات المقهورة في حياتهم اليوميّة، الأمر الذي من شأنه أن يسهم في توسيع منظور التشخيص وتوجيه التدخُّلات المناسبة.

وكمرحلة أولى، شُكِّلت لجنة توجيهيّة للبرنامج مكوَّنة من: د. مهند مصطفى، والبروفيسورة نادرة شلهوب - كيفوركيان، والاختصاصيّ النفسيّ د. مصطفى قصقصي، والاختصاصيّات والمعالِجات النفسيّات: نجلاء عثامنة، ويعاد غنادري – حكيم؛ وإيناس عودة - حاجّ التي تركّز البرنامج.

ويسعى مدى الكرمل، من خلال برنامجه، إلى التشبيك مع مبادَرات فلسطينيّة وعالميّة مختلفة في الصحّة النفسيّة التحرُّريّة، لتتضافر الجهود نحو صياغة علم نفس تحرُّريّ فلسطينيّ ينطلق من فرادة التجربة الفلسطينيّة المستمرّة مع القهر والاضطهاد، ويبني على تنظيرات لتجارب شعوب أخرى عاشت القهر والاستعمار.

وستُطْلَق قريبًا المنصّة على الموقع الإلكترونيّ، لمركز مدى الكرمل الذي دعا جمهور المختصّين/ات والباحثين/ات والمعنيّين/ات لمتابعة المنصّة والإسهام فيها، سواء أكان ذاك من خلال كتابات تحليليّة، أَمْ من خلال مراجَعات لنصوص ذات صلة.

التعليقات