12/01/2023 - 12:32

الناصرة: المخاطر والتحولات المُتوقعة في سياسات التربية والتعليم تحت ظل الحكومة الإسرائيلية

حضر العشرات من المهتمين، مساء أمس، ندوة عقدت في الناصرة بعنوان "المخاطر والتحولات المُتوقعة في سياسات التربية والتعليم تحت ظل الحكومة الإسرائيلية الجديدة".

الناصرة: المخاطر والتحولات المُتوقعة في سياسات التربية والتعليم تحت ظل الحكومة الإسرائيلية

من الندوة في الناصرة، مساء أمس (عرب 48)

نظمت جمعية الثقافة العربية في قاعة فندق "رمادا - أولفييه" بمدينة الناصرة، مساء أمس الأربعاء، ندوة بعنوان "المخاطر والتحولات المُتوقعة في سياسات التربية والتعليم تحت ظل الحكومة الإسرائيلية الجديدة".

وشارك في الندوة، رئيس لجنة متابعة قضايا التعليم العربي، د. شرف حسان، وطالبة الدكتوراة والمحاضرة في موضوع التربية، داليا حلبي، وتغيب عن الندوة بروفيسور خالد أبو عصبة، لأسباب خاصة، وحاور الضيفين الزميل الصحافي أحمد دراوشة.

وتمحورت الندوة حول التبعيات والإسقاطات المُرتقبة للحكومة الإسرائيليّة الجديدة على سياسات التربيّة والتعليم في المدارس العربيّة، والمخاطر التي يواجهها جهاز التربية والتعليم العربي في ظل صعود الحكومة الإسرائيليّة الأكثر تطرفًا خلال السنوات الماضيّة.

وأكد المتحدثان على أنهما لا يتفقان مع من دخلوا في حالة من الهلع مع صعود اليمين المتطرف إلى الحكم.

وقال د. حسان إن "جهاز التعليم العربي واجه التحديات طوال الوقت، لكن هذه التحديات كانت تختلف بين مرحلة وأخرى".

وأضاف أنه "لا أرى كارثة في الصورة الشاملة، ولكن هنالك ثلاث قوى تؤثر على جهاز التعليم عادة، وهي التي تخلق التحديات، وهي أولا، القوى المهيمنة في دولة إسرائيل اليهودية، وكما يظهر اليوم فإن هذه القوى هي القوى الاستيطانية والصهيونية الدينية وهي التي تتحكم بالميزانيات وكيفية صرفها. ثانيا، القوى الاقتصادية المهيمنة التي تسعى عادة إلى تحسين مستوى التعليم من أجل تطوير سوق العمل وبالتالي التأثير على الصورة بين مجموعة دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD. والأمر الثالث هو نضالنا كجماهير عربية في هذه البلاد، وهذا النضال هو ما حقق معظم الإنجازات لجهاز التربية والتعليم على مدار السنوات الماضية".

ووصف د. حسان الواقع بأنه مركّب، على الرغم من زيادة الميزانيات بشكل ملحوظ في السنوات العشر الأخيرة، لكنه أكد بأن "الوضع حاليا يحتاج إلى دراسة وتقييم وفهم الصورة المركبة في ظل الحكومة الجديدة"، داعيا إلى "ضرورة تغيير الخطاب التربوي بحيث لا ينحصر في التحصيل العلمي وإنما في احتياجات المجتمع، والأولوية لضمان عدم انزلاق المزيد من الطلاب الضعفاء للالتحاق بعصابات الإجرام وهو الخطر الأكبر الذي يهدد المجتمع".

ومن جانبها قالت داليا حلبي إنه "لا حاجة للهلع المفرط من الحكومة الجديدة فسياسة التربية والتعليم موجودة منذ قيام الدولة، ومن أبرز مميزاتها الرقابة المشددة على جهاز التعليم، والإهمال والإجحاف بحق المجتمع العربي، وسياسة التجهيل كانت موجودة على مدار سنوات، لكنها شهدت صعودا وهبوطا حسب مراحل وحكومات مختلفة".

وأكدت أن "القلق الوحيد، اليوم، هو إدخال جهاز رقابة أقوى على المعلمين والمديرين والمضامين. وهناك جو عام نحو تقييد الحرية وتضييق الهوامش، ونحن نعمل وفق رقابة ذاتية اكتسبناها من خلال التجربة ويعرف المعلمون العرب حدود هذه الهوامش الضيقة".

وجرى حوار خلال الندوة حول أزمة التعليم اللامنهجي التي تعصف بالمجتمع الإسرائيلي، وأثرها على المجتمع الفلسطيني في الداخل، والتحديات المتوقعة في كل ما يتعلّق بسياسات التعليم الملائمة لتطلعات المجتمع العربي، من خلال استشراف المستقبل بواسطة مُختصين في هذا الجهاز من مجالاتٍ عدة.

ورأى المتحاورون أنه في المقابل أيضًا سيتم تحديد مدى جهوزية الدور المُناط بالقوى السياسيّة والمدنيةّ في المجتمع الفلسطيني في الداخل، من أجل مواجهة تلك المخاطر والتحديّات.

كما تطرقت الندوة إلى الفوارق بين الطلاب العرب واليهود ومستوى الفقر في المجتمع العربي الذي يساهم في اتساع الفجوة، نظرا للاستثمار الأكبر بالطالب اليهودي ليس فقط من ميزانيات التعليم وإنما بالدعم الذي تقدمه السلطات المحلية، وهو ما لا توفره السلطات المحلية العربية.

وناقشت الندوة تأثير انتخابات السلطات المحلية التي ستجرى، يوم 31 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، على التعيينات في جهاز التعليم، وأتفق المتحدثان على أن التعيينات السيئة تضر جهاز التعليم، لكن التعيينات عن طريق السلطات المحلية هي قليلة جدا وغالبيتها الساحقة تتم من قبل وزارة التربية والتعليم.

التعليقات