28/01/2023 - 09:43

انطلاق المنتدى السنوي لفلسطين.. محاضرة افتتاحية لعزمي بشارة

وتنتظم هذه الدورة (28-30 كانون الثاني/ يناير) في محور بحثي عام، يقدم فيه باحثون فلسطينيون وغير فلسطينيين من أنحاء العالم كله يعملون على أبحاث تتعلق بالموضوع الفلسطيني.

انطلاق المنتدى السنوي لفلسطين.. محاضرة افتتاحية لعزمي بشارة

د. عزمي بشارة

افتتح، اليوم السبت، في العاصمة القطرية الدوحة، المنتدى السنوي لفلسطين في دورته الأولى التي ينظمها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومؤسسة الدراسات الفلسطينية، وافتتحت جلسة أعمال المؤتمر، الباحثة د. آيات حمدان.

وتنتظم هذه الدورة من أعمال المؤتمر التي تنعقد على مدار 3 أيام محور بحثي عام، يقدم فيه باحثون فلسطينيون وغير فلسطينيين، من أنحاء العالم كلّه يعملون على أبحاث تتعلق بالموضوع الفلسطيني.

تصوير "عرب 48"

وتناقش جلسات المؤتمر الموزعة على عدة جلسات أوراق بحثية على مواضيع متعلقة بفلسطين وتاريخها، والقضية الفلسطينية، ونظام الأبارتهايد والاستعمار الاستيطاني، وفلسطين في العلاقات العربية، وفلسطين في العلاقات الدولية.

وتقدم خلال أيام وجلسات المؤتمر نحو 62 ورقة علميّة محكمة اختيرت من ضمن 375 طلبا للمشاركة قُبل منها 140 مقترحا تعرض في ورش عمل متخصصة، إضافة إلى عدد من ورش العمل العامة التي تخص الشأن الفلسطيني.

د. آيات حمدان

وقدم رئيس مجلس أمناء مؤسسة الدراسات الفلسطينية، د. طارق متري، كلمة افتتاحية، استعرض من خلالها واقع القضية الفلسطينية والتحديثات التي تواجهها، مشيرا إلى أهمية دراسة الماضي وتاريخ القضية الفلسطينية، بغية الحفاظ على الذاكرة والهوية الجماعية للشعب الفلسطيني.

د. طارق متري

وأوضح متري أن دراسة الماضي يهدف إلى فتح أمام أعين الشعب الفلسطيني والعالم أجمع ما أغلق عليهم من الوقائع والحقائق والحاضر والنظر إلى المستقبل، إذ أن التطلعات وحسن التقدير لما هو قابل للتحقيق.

وأشار إلى أن أعمال المنتدى تأتي من أجل التفكير في قضايا المستقبل التي ليست محكومة بالخيار السياسي لما يسمى حل الدولتين الذي يجمع الغالبية بسقوطه واستحالة تنفيذه على أرض الواقع بسبب السياسات الاحتلالية الاستعمارية التي فرضتها إسرائيل، وسط مصارعة نظام الأبارتهايد وتعالي الطرح الذي يطالب بالمواطنة داخل الدولة الواحدة.

وأكد متري أن إسرائيل ما زالت تمارس سياسة مزودجة تعتمد على الاستعمار الاستيطاني والفصل العنصري ضد الشعب الفلسطيني، إذ يبدو جليا أن الأغلبية الحاكمة في إسرائيل ترفض أي تسوية وتمارس الفصل العنصري وتستثمر الخلافات بين الدول العربية وحالة الانقسام الفلسطيني لتصفية القضية الفلسطينية، وهو الأمر الذي يدعو الفلسطينيين الإحجام عن اللهاث وراء التسويات، واعتماد نهج مقاومة بمقدوره أن يجمع الشعب الفلسطيني وإعادة قوة موقعه بداعم وتضامن من الشعوب العربية والمناصرين للقضية الفلسطينية حول العالم.

وقدم مدير المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الدكتور عزمي بشارة، محاضرة افتتاحية لأعمال المنتدى السنوي لفلسطين 2023، الذي استعرض أهمية انعقاد هذا المنتدى، وعزا ذلك إلى وجود غزارة في الأبحاث المتعلقة بفلسطين تاريخا وحاضرا، بلدا وطنا ومجتمعا، والتي لم تعد تقتصر على مؤسسات بحثية وجامعية فلسطينية ولم يعد إنتاجها في الجامعات الغربية وصدورها في دور النشر الأكاديمية والدوريات المتخصصة يعتبر استنثاء

وقال إن هذه الظاهرة الجديدة "يحار في تصنيفها، حيث ترى مقاربة متشائمة أنها تؤشر على أن قضية فلسطين أصبحت جزءًا من التاريخ، وأن البحث فيها من منطلق الانحياز للسكان الأصليين لا يزعج المؤسسات الأكاديمية الغربية، بل يغنيها بالتنوع، ولا سيما في إطار ثقافات فرعية أكاديمية داخل الجامعات مثل ما بعد الكولونيالية ونقد الاستعمار والدراسات الجندرية، ولكن من دون إسقاطات سياسية مهمة على مستوى مواقف الدول في سياساتها الخارجية".

وأضاف أن مقاربة أخرى بمقدورها تفسر نشوء هذه الظاهرة، وتعدها دليلًا على "التغير النوعي، الناجم عن استمرار لبرلة الأكاديميا الغربية، المهددة من اليمين الشعبوي، والتراكم الكمي المتمثل بازدياد ملحوظ في أعداد الأكاديميين الفلسطينيين المتخصصين في العلوم الاجتماعية والإنسانية والذين يستخدمون أدوات ومناهج البحث العملية للبحث في قضايا شعبهم وإثارتها بهذا الأسلوب على المستوى الأكاديمي".

وأوضح بشارة أن هذه الظاهرة مهمة على كل حال وأن تغير الخطاب الأكاديمي بشأن فلسطين في الغرب والشرق أمر في غاية الأهمية حتى لو لم تكن له آثار سياسية مباشرة، فإنه يؤثر في الثقافة السياسية والرأي العام من خلال حلقات وسيطة متعددة تنفذ إلى وعي المتخصصين بما يسمى قضايا الشرق الأوسط الذين ترفد بهم المؤسسات الإعلامية أو التعليمية، أو حتى المستويات الصانعة للقرار.

وأشار إلى أن هذه الظاهرة "تنتج الخبرات المتحررة من الرواسم الصهيونية المبتذلة عن فلسطين والعرب، وتسهم في تقويض هيمنة الخطاب الإسرائيلي على قطاع ما يسمى المحللين والخبراء في الغرب".

وعن البحث العلمي والانحياز لقضايا الشعوب، قال بشارة إن الباحث بمقدوره أن "يجمع الموضوعية بوصفها مسألة متعلقة بالمنهج العلمي، والانحياز بوصفه مسألة أخلاقية، ولا تناقض بين الأمرين إطلاقًا، ويمكن أن نكون موضوعيين في منهج البحث ومنحازين معياريًا، فمثلا اعتبار إسرائيل مشروعًا استيطانيًا كولونياليًا يتولد عنه نظام أبارتهايد هو تقييم موضوعي، وهو يؤسس لسياسات منحازة ضد الأبارتهايد في الوقت ذاته".

وتحدث بشارة عن الاعتبار الثاني وراء تأسيس المنتدى السنوي لفلسطين وهو "وجود فراغ مؤسسي على مستوى الشعب الفلسطيني عامةً، أي على مستوى العالم كله، وهذا يطرح مسألة الحاجة إلى أطر تجمع الفلسطينيين من أماكن وجودهم كافة"، وأضاف أنه "لا ندعي أن المراكز المراكز البحثية يمكنها سد هذا الفراغ مؤسسيًا بل من خلال الإسهام فيه، مثلًا من خلال منتدى دوري يتحاور فيه باحثون ليس بتقديم الدراسات فقط وإنما أيضًا بالتشاور وفي الأروقة والتواصل".

وقال إن " الهدف هو إطلاق صيرورة عنوانها مد الجسور بين الباحثين الفلسطينيين وبين باحثين ونشطاء عرب وأجانب بما يتجاوز وسائل التواصل الاجتماعي، إلى الحوار العقلاني والمنتظم والمسؤول وهذه ديناميكية لا يمكن إلا أن تكون إيجابية مقارنةً بالوضع الراهن".

وعن الاعتبار الثالث وراء تأسيس المنتدى، قال بشارة إنه "ضرورة تضافر جهود الباحثين الفلسطينيين والعرب لمواجهة المحاولات المتواترة لتسلل أفكار صهيونية إلى مقاربة عامة الناس إلى تاريخ فلسطين عمومًا وتاريخ الصراع على أرضها وتشويه قيم التحرر ومقاومة الاستعمار في الثقافة العربية، ويرافق دس قوالب التفكير هذه، سياسات تطبيع العلاقات مع إسرائيل من دون حل عادل للقضية الفلسطينية، ويندرج ضمن إعداد المتطلبات اللازمة لاستقبال هذه السياسات على مستوى الأخلاق العمومية والثقافة، من خلال إسقاطها على التاريخ وتشويهه ويحدث هذا بعد أن حذفت قضية فلسطين في غالبية الأقطار العربية وأصبح تشويه الوعي في الإعلام ووسائل التواصل أكثر سهولةً مما مضى ولاسيما أن النشاط الإسرائيلي على المستويين الأخيرين لا يتوقف".

وأوضح أنه "ليس المقصود بالتصدي لتحريف الخطاب العودة إلى خطاب بعض الأنظمة العربية قبل هزيمة 1967، ولا نفي الآخر ولا احتكار دور الضحية على مستوى الإقليم، بما يعمي الأبصار عن رؤية معاناة الآخرين، بل المقصود تثبيت السردية الفلسطينية بالوقائع وإثبات واقع الاحتلال الاستيطاني بالتحليل العقلاني كأساس لتدعيم الموقف الأخلاقي الرافض له ولواقع الأبارتهايد المتولد عنه".

وقال الدكتور بشارة في محاضرته إنه "ليس من واجب الباحثين الرد على هذا التشويه بالمزايدات واستدرار العواطف، بل بخطاب عقلاني وأخلاقي يمكن توجيهه إلى العرب واليهود والشرق والغرب، ولا تخشى ترجمته إلى أي لغة".

وأضاف أنه "احترت كثيرا في ما أرغب في قوله لكم اليوم. وقد تبين لي حين شرعت بصياغة كلمتي أن التردد ناجم عن الإصرار على أن آتيكم بجديد كما في محاضرة أكاديمية تدعي الجدة في طرح الأسئلة، إن لم يكن في تقديم الإجابات عنها. ولكن هذه الافتتاحية ليست ورقة بحثية، ولا يكمن التحدي أحيانا في قَول الجديد، وإنما في الإصرار على ما يجب التمسك به، لأن نظام الاحتلال والاستيطان يريدنا أن نتعب من تكراره".

تصوير "عرب 48"

وتابع بشارة أن الذهنية التي تبرر الصمت على ما يجري في الأرض المحتلة، باعتبار تراجع قضية فلسطين على جدول الأعمال الرسمي العربي والدولي أمرا واقعا، هي الذهنية التي تحول الأمر الواقع الذي تدعو إلى قبوله إلى الواقع بـ"أل" التعريف، وتعد البدائل الممكنة والواقعية، إذا توفرت الإرادة، أضغاث أحلام في الوقت ذاته. وهذا هو حالنا مع قضية فلسطين التي يُصادف هذا العام الذكرى الخامسة والسبعين لظهورها على مسرح التاريخ مع نكبة عام 1948، حينما طردت غالبية الفلسطينيين من وطنهم، وأُعلنت دولة يهودية على أرض فلسطين.

وأوضح أنه على الرغم من هذا كله فحين أتحدث عن التمسك، إنما أقصد التأكيد على عدالة قضية فلسطين، وعلى أن النضال يجب أن يستمر من أجل تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني. وليست لدي أوهام أن هذا يكون بعقد المؤتمرات الأكاديمية وتقديم الأوراق البحثية التي باتت تنشر حتى في الدوريات الأكاديمية الغربية، فلهذه أهمية أخرى سبق أن أشرت إليها في بداية كلامي، وإنما بالفعل السياسي ضد نظام الاحتلال الاستيطاني ونظام الأبارتهايد في فلسطين.

وتابع بشارة بأنه شهدنا في السنوات الأخيرة زيادة عدد الحكومات العربية المتخلية عن قضية فلسطين، ليس بسبب فلسطين ذاتها، وإنما بسبب تطوير مصالح مشتركة مع النظام الإسرائيلي، وذلك بقدر ما تتوسع الفجوة بينها وبين الرأي العام العربي.

وأوضح أنه أقصد بالمصالح المشتركة، تلك القائمة على مستوى الرغبة في إنشاء لوبي مشترك مع إسرائيل في الغرب، وتحديدا في الولايات المتحدة للـتأثير في سياستها الشرق أوسطية، وعلى مستوى "الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة" ضد احتمالات التغيير، وضد التأثير في مسائل مثل حقوق الإنسان وغيرها.

تصوير "عرب 48"

والجديد أن التحالف مع إسرائيل، يضيف بشارة، أن "يقرب أركانَه من اعتبار النضال الفلسطيني ضد الاحتلال أحد التهديدات للأمن والاستقرار في المنطقة. هذا هو المعنى الحقيقي للتعامل مع قضية فلسطين كأنها عبء. إن من دفعوا ثمنا من أجل فلسطين لا يعتبرونها عبئا، بل هم الأقل شكوى على الرغم من الخيبات، وهم الأكثر حرصًا على فلسطين".

وأكد أنه لا يجوز إغفال تبرير التحالف مع إسرائيل بالتهديدات الإقليمية، فهذا ما يجاهر به. والحقيقة أن قوى إقليمية تقدم المبررات بجمعها بين التدخل في سيادة الدول العربية والدعم العلني لقوى مسلحة داخلها، وبين دعم المقاومة الفلسطينية والتشديد على مركزية قضية فلسطين.

وأضاف أنه يعتقد بأن هناك من يشدد على قضية فلسطين لكي ينزع الشرعية عن إثارة أي قضايا أخرى بوصفها انحرافا من القضية المركزية. مشيرا إلى أن هذا النوع من التشديد يسيء إلى فلسطين. وهذا غير التشديد على مركزية قضية فلسطين لأنها آخر قضية استعمارية، ولأن إملاءات سياسية واقتصادية وثقافية لا حصر لها تفرض على العرب جميعا بموجب حاجات الاستعمار الاستيطاني لفلسطين، ولأنها باتت مكونا في بؤرة الهوية العربية يتحدى واقع التجزئة.

ومن ناحية أخرى، يقول بشارة إن "الأنظمة العربية التي تتخلى عن قضية فلسطين تقدم التبريرات لقوى إقليمية أخرى لملء الفراغ الحاصل".

ويتزامن هذا الوضع الإقليمي، يقول الدكتور بشارة، "مع نشوء أزمة حركة التحرر الوطني الفلسطيني، إذ كانت منظمة التحرير الفلسطينية بمكانتها العربية والدولية تشكل عائقا رئيسا أمام حصول مثل هذا التدهور إقليميا".

تصوير "عرب 48"

وأوضح أن هذه الأزمة تجلت بأمرين مترابطين: أولهما التخلي عن إطار حركة التحرر وأهدافها ومؤسساتها وخطابها منذ منتصف التسعينيات، وخصوصا بعد الانتفاضة الثانية، مقابل الاعتراف الإسرائيلي وبدء عملية سلام لا تجري بناء على قواعد ومبادئ، وليس لها أهداف متفق عليها.

وما تمخض عن ذلك، يقول إن "تحويل قضية فلسطين إلى خلاف بين طرفين يخوضان مفاوضات بإشراف أميركي، ومن ثم تحييد أي تضامن نضالي شعبي دولي مع قضية فلسطين بوصفه متطفلا على اللعبة الأساسية من خارجها. وقد تمر المفاوضات، أو ما يسمى عملية السلام، بأزمات، ولكنها تبقى اللعبة الوحيدة التي تتمسك بها القيادة الفلسطينية الرافضة لأي إستراتيجية أخرى"

وفي ظل ذلك، يقول بشارة إنه ألغت إسرائيل عمليا ما تبقى من اتفاقيات أوسلو، لناحية استكمال الانسحاب والتفاوض على قضايا ما سمي في حينه الحل الدائم، وهي تخطط حاليًا لضمّ المنطقة "ج" عمليا، وحصر الحكم الذاتي في المنطقتين "أ" و"ب" المأهولتين بالسكان بكثافة. وسبق أن توقعنا مثل هذا السلوك الإسرائيلي المستمر منذ عام 48، والقائم على مبدأ ضم أكبر قدر من الأرض بأقل عدد من السكان.

وأشار إلى أنه تحلل إسرائيل من التزاماتها، حتى المرحلية، ونسفها عملية التفاوض برمتها، وتكثيفها الاستيطان على نحو يُقوّض أُسسَ أي دولة فلسطينية ممكنة، بما في ذلك تجريدها من عاصمتها، فرصة تلو الأخرى للسلطة الفلسطينية للتحول من طرف في مفاوضات وهمية، عبثية، إلى مؤسسات تدير مجتمع تحت الاحتلال، أو تحت الحصار، وتخضع سياسيا لهيئة عليا تجمع الشعب الفلسطيني، وهي منظمة التحرير الفلسطينية التي لا بد من أن يعاد بناؤها بعد عقد مؤتمر وطني فلسطيني جديد بأجيال وطاقات جديدة.

وأوضح أن السلطة ما زالت مترددة في في تأزيم الأوضاع من طرفها على الرغم من تلويحها المتكرر بهذا الخيار، مع أن سياسات إسرائيل صدامية وتأزيمية على مستوى الاستيطان والممارسات الاحتلالية الأخرى، وحتى على مستوى الصدام مع السلطة ذاتها، قالا إن "الشعب الفلسطيني كله يأمل أن يكون الإعلان الأخير بوقف التنسيق الأمني خاتمة هذا التردد".

والأمر الثاني، يقول الدكتور بشارة "هو الانشقاق السياسي – الجغرافي للشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة في عام 1967، وهو لا يقل خطورة، في رأيي، عن اتفاقيات أوسلو ذاتها، وإن كان من نتائجها. ففيما عدا أثره الهائل فلسطينيا، فإن أثره السياسي في الساحات الدولية والإقليمية ذات الشأن بالنسبة إلى قضية فلسطين كان، ولا يزال، مدمرا. ويزيده كارثية قصر نظر أولئك الذين بات جل طاقتهم موجه للصراع على سلطة من دون دولة، ومن دون سيادة".

وأكد الدكتور بشارة في محاضرته أن قضية فلسطين أكبر من الضفة الغربية وحدها، وغزة وحدها، وعرب 48 وحدهم، واللاجئين وحدهم. ومن المهم تذكر ذلك، ولكنها ليست أكبر من الشعب الفلسطيني، ولا هي متناقضة مع هموم الناس الحياتية اليومية. ولا بد من أن يحملها إطار يمثل الشعب الفلسطيني كله.

ومن ناحية أخرى، يقول بشارة إن "تشابكها مع المسألة العربية على المستوى الإقليمي، استخدام قضية فلسطين عربيا من جهة والتخلي عنها في خدمة أجندات داخلية وصفقات خارجية، ومع المسألة اليهودية على المستوى العالمي، تمثيل إسرائيل للمسألة اليهودية عالميًا واحتكار دور الضحية، واللوبيات الصهيونية على أنواعها، يجعلها كبيرة إلى درجة تصعّب السيطرة عليها لصالح الشعب. ويمكن تحويل هذا التشابك من مصدر ضعف إلى مصدر قوة فقط بوجود قوة فلسطينية منظَّمة فاعلة على المستويات.

فمن دونها، قال بشارة، "يخضع نضال الشعب الفلسطيني لتعقيداتهما: عربيا على مستوى بناء محاور إقليمية على حسابها، أو على مستوى استخدامها لتبقى قضية عائمة فوق مصالح الشعب الفلسطيني والشعوب العربية، ودوليًا بغياب عنوان قادر على تجنيد التضامن على المستوى الشعبي والرسمي والاستفادة منه".

لتفاصيل أكثر عن المحاضرات والمداخلات في برنامج المنتدى على مدار الأيام الثلاثة: اضغط/ي هنا

التعليقات