12/03/2023 - 15:14

أم الفحم: افتتاح المسرح العربي وقلق من الحد بالمضامين

رئيس بلدية أم الفحم: إن "الفائدة من المسرح لا تعود فقط على أم الفحم، بل المجتمع العربي برمته، لأن هذا المسرح سيضم العديد من الطاقات والقدرات من المجتمع العربي..."

أم الفحم: افتتاح المسرح العربي وقلق من الحد بالمضامين

جانب من حفل الافتتاح (عرب 48)

افتتح، أمس السبت، المسرح العربي في المركز الجماهيري في مدينة أم الفحم، وسط مشاركة المئات من أهالي مدينة أم الفحم والمجتمع العربي.

حضر الافتتاح مجموعة من الفنانين والكتّاب والأُدباء ورؤساء سلطات محلية عربية. وافتُتح المسرح العربي بعد فوز مدينة أم الفحم بالمناقصة التي أعلنت عنها وزارة الثقافة لإقامة مسرح احترافي منتج في المجتمع العربي.

بدأ الاحتفال بإزالة الستار عن شعار المسرح العربي، ثُم عُرض فيلم قصير، صُوِّرَ بعدة بلدات عربية يتحدث عن المسرح العربي الجديد، وأهميته للمجتمع العربي الفلسطيني في البلاد، بالإضافة إلى عرض موسيقي لجوقة "الكروان" الموسيقية.

وقال مدير المركز الجماهيري في أم الفحم، محمد صالح إغبارية، في مقابلة مع "عرب 48" إن "افتتاح المسرح يأتي بعد فوزنا بالمناقصة التي أعلنت عنها وزارة الثقافة، بحيث تنافست على هذه المناقصة مجموعة من البلدات العربية، وفي النهاية ربحنا بالمناقصة التي منحتنا إقامة مسرح عربي ينتج باللغة العربية، لكل الجماهير العربية في الداخل الفلسطيني، إذ أن الدعم الحكومي للمسرح يقدر بـ3.7 مليون شيكل سنويًا، صحيح أن الميزانية قليلة لكنها توفر لنا إقامة مسرحيات على مستوى عال".

محمد صالح إغباريّة - مدير المركز الجماهيري في أم الفحم

100 عرض مسرحي

في ما يتعلق بالإنتاجات القادمة أوضح إغبارية أنه "خلال العام الجاري 2023، ستكون ثلاثة إنتاجات مسرحية راقية جدًا ستعرض في مختلف المناطق في المجتمع العربي، إذ سيكون لدينا أكثر من 100 عرض لهذه المسرحيات خلال العام الجاري".

ولفت إغبارية إلى أن "الجميع يعلم أن المسرح العربي يعيش أزمة، من جانب الميزانيات والإهمال الحكومي للمسرح العربي، ولكن المسرح العربي في أم الفحم، سيوفر للجماهير والفنانين والمشاهدين أعمال راقية جدًا ستُعرض، وهكذا ستكون فسحة ومكان لهؤلاء الفنانين والمنتجين والمبدعين العرب للتعبير على خشبة المسرح العربي في أم الفحم".

حول التحديات والصعوبات، قال المدير الفني للمسرح العربي في مدينة أم الفحم، الفنان هشام سليمان لـ"عرب 48" إن "المسرح سيكون بيتا لكل شخص يريد أن يكون جزءا من الحراك الثقافي، إن المسرح بالوقت الحالي في مرحلة تأسيس، وتم توفير ميزانية ثابتة لمدة 5 سنوات، إذ بمعنى أنه بعد خمس سنوات تتم عملية تأسيس المسرح ونحن في القوت الحالي بمرحلة التأسيس، وحتى يتم الموافقة على تأسيس المسرح بشكل نهائي يجب أن تتم الموافقة على مجموعة شروط، ومنها شروط صعبة جدًا، وإنتاج أعمال مسرحية عالمية وهذا ليس سهلا أبدًا، لأنه بحاجة لميزانيات كبيرة جدًا بالإضافة إلى طاقم".

أعمال مسرحية عالمية

وأشار سليمان إلى أن "المسرحية الأولى التي سنقوم بعرضها اسمها ‘كافيار وعدس‘، هذه المسرحية تعد حلما وسنقوم بعرضها كأول عمل لنا، وهذا يعتبر تحد بالنسبة لنا، وسيشارك بها قرابة 15 فنانا وممثلا مسرحيا، وهذه أول خطوة لنا، وسيكون لدينا عمل مسرحي عالمي من الوطن العربي، سيطرح قضايا سياسية واجتماعية حارقة وهامة لمجتمعنا، وسنعمل على طرح أعمال تهم مجتمعنا بالأساس من الجانب الاجتماعي".

الفنان هشام سليمان - المدير الفني للمسرح العربي في أم الفحم

أما في ما يتعلق بالميزانية، أفاد سليمان أن "الميزانيات التي اعتدنا عليها بعالم المسرح في المجتمع العربي على مدار السنوات لم تكن تتخطى الـ2% وهذا غير منطقي وغير مقبول أبدًا. نشكر كل شخص عمل على رفع الميزانيات بالرغم من أنها غير كافية، يُذكر أن ميزانية الثقافة مليار و500 مليون شيكل، لا يعقل أن المجتمع العربي لا يأخذ حقه من هذه الميزانيات، لكن تأسيس المسرح عمل مبارك، سنعمل على تأسيس المسرح حسب الشروط المطلوبة حتى نطالب بالميزانيات المستحقة للمسرح كالميزانيات التي تعطى للمسارح وسط البلاد".

الخشية من فرض تقييدات على المضامين

وبخصوص فرض تقييدات على المضامين، أوضح سليمان أنه "على مدار عملي منذ قرابة 15 عامًا في مسرح ‘الفرنج‘، لم أواجه أي تقييد بخصوص المضامين التي نقدمها، لكن في ظل هذه الحكومة اليمينة المتطرفة، نخشى من محاولات الحد من الحرية، ولكن بحال تمت محاولات لكم الأفواه لن نسمح لهم وسنقدم كل المضامين، حتى يكون الفن على المسرح دون فرض قيود".

معالجة أزمة العنف

وفي حديث لـ"عرب 48" مع رئيس بلدية أم الفحم، د. سمير محاميد، قال إن "هذه قفزة نوعية نشهدها في مدينة أم الفحم، جاءت بعد جهد من العاملين في المركز الجماهيري والبلدية، نجحنا الفوز بالمناقصة، وأمس قمنا بالخطوة الأولى وهي افتتاح المسرح الذي سيعالج العديد من مشاكل المجتمع العربي ومن بينها أزمة العنف".

رئيس بلدية أم الفحم، د. سمير محاميد

وأضاف رئيس بلدية أم الفحم أن "الفائدة من المسرح لا تعود فقط على أم الفحم، بل المجتمع العربي برمته، لأن هذا المسرح سيضم العديد من الطاقات والقدرات من المجتمع العربي ومن بينهم، ممثلون، وكتاب، ومخرجون وعاملون من مختلف أنحاء المجتمع، وفي النهاية أبارك لأهالي مدينة أم الفحم والمجتمع العربي الفوز بهذا المسرح ونأمل أن يكون رافعة حقيقية للمجتمع".

وقال مسؤول ملف الثقافة في بلدية أم الفحم، وجدي جبارين لـ"عرب 48" إن "إقامة مسرح عربي يمثل كل المجتمع العربي في البلاد، هو إنجاز كبير لكل المجتمع العربي، سنعمل على أن يكون المسرح مرآة للمجتمع من حيث المضامين التي سيقدمها، والقيم الاجتماعية والأخلاقية والثقافية والرواية الحقيقية لمجتمعنا".

وجدي جبارين مسؤول ملف الثقافة في بلدية أم الفحم

مسرح لكل المجتمع العربي

وأضاف جبارين أن "المسرح سيقدم العديد من المسرحيات، إذ يضم المسرح العديد من الممثلين والنقاد الأدبيين، وخلال الفترة القريبة ستكون مسرحية من تأليف الكاتب السوري الكبير محمد الماغوط، إذ أننا نعمل مع اللجنة الإدارية للمسرح على دراسة روايات لكتاب وأدباء وشعراء، لتقديم مسرحيات على المسرح العربي في مدينة أم الفحم".

وبخصوص فرض تقييدات على المضامين من قبل السلطات الإسرائيلية، أعرب أنه "من الوارد جدًا أن يتم فرض تقييدات علينا في ظل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، ولا سيما الحكومة المتطرفة الحالية التي تعمل بكل الطرق للحد من حرية التعبير عن الرأي، إذ أننا نعمل وفق ما يمليه علينا القانون بل أكثر من ذلك نعمل وفق ما يمليه علينا الضمير العربي والإنساني، إذ أننا لن نرضخ لأي محاولات تحاول الحد من حريتنا، وسنعمل وفق ما يمليه علينا القانون".

التعليقات