21/06/2023 - 10:38

25 عاما على تأسيس جمعية الثقافة العربية: يوبيل فضي من الإنجازات وطموحات مُستقبلية

ستعلن الجمعيّة في الاحتفاليّة عن انطلاقة سلسلة من الدّورات، والورشات، والتّدريبات، التي تعمل على التّمكين المجتمعيّ الفاعل في المشهد الثّقافيّ الفلسطينيّ في الداخل، وهي ورشات تحاكي تطلّعات الجمعيّة حول رؤياها بشأن تشكيل مُجتمع مُنتج للثّقافة والأدب والنقد والمعتز بهويته.

25 عاما على تأسيس جمعية الثقافة العربية: يوبيل فضي من الإنجازات وطموحات مُستقبلية

تحتفي جمعيّة الثّقافة العربيّة هذا العام بذكرى مرور خمسة وعشرين عامًا على تأسيسها تحت شعار "نُربّي الأمل"، وذلك من خلال احتفاليّة جماهيرية وسلسلة من التّدريبات، والدورات، والأيام التطوعيّة، والتي ستمتدّ حتّى انتهاء الموسم الحالي في نهاية العام.

وستُكلّل الجمعيّة يوبيلها الفضّي وتراكم إنجازاتها الممتدّ على مدار ربع قرن باحتفاليّة مركزيّة تُقام، يوم الجمعة 14 تموز/ يوليو 2023، في قاعة كريغر، حيفا، يتخللها عرض فنيّ بعنوان "نوتة في بحر" مع الفنّان والموسيقي حبيب شحادة حنّا، إضافة إلى نخبة من الفنّانين والفنّانات في القطاع الثقافي والفنّي المحلي والعربي، وهم: شادي دكور، ورنا إدريس، ورنا خوري، وميرا عازر، وجوقة الجليل. كما سيتخلّل البرنامج كلمات احتفاء، وفقرات شعريّة غنائيّة، وشريط فيديو يُلخّص مسار الجمعيّة وتاريخ نشأتها وأهمّ مشاريعها على مدار كلّ هذه الأعوام الماضية.

وسيرصد ريع الاحتفاليّة لدعم برنامج المنح الدراسيّة من خلال صندوق "سِماك" الذي أُنشئ في الأسابيع القليلة الماضيّة، ويهدف إلى توفير أكبر عددٍ ممكنٍ من المنح الدراسيّة للطّلبة الفلسطينيين في داخل الخط الأخضر. والمنحة تُغطّي قرابة 80% من القسط الجامعي، وتمتدّ على مدار 3 سنواتٍ يتم خلالها تقديم دعمٍ أكاديميٍّ ومعنويّ للطّالب/ة، بالإضافة إلى برنامجٍ تثقيفيٍّ يهدف إلى تنمية جيل مُبادر ومعطاء. وجاء إنشاء الصندوق ثمرة عملٍ دؤوبٍ وتراكمات لمنح سابقة وحالية خرجّت الجمعيّة من خلالها أكثر من 1150 من الطّلبة الفلسطينيين الذين تعلّموا في المؤسسات الأكاديميّة على جانبي الخط الأخضر.

وستعلن الجمعيّة خلال الاحتفاليّة المذكورة عن انطلاقة سلسلة من الدّورات، والورشات، والتّدريبات، التي تعمل على التّمكين المجتمعيّ الفاعل في المشهد الثّقافيّ الفلسطينيّ في الداخل، وهي ورشات ستحاكي تطلّعات الجمعيّة حول رؤياها بشأن تشكيل مُجتمع مُنتج للثّقافة والأدب والنقد والمعتز بهويته.

وقال المدير العام لجمعية الثقافة العربية، مصطفى ريناوي: "إننا نحتفي بمرور 25 عامًا على تأسيس واحدة من أهم المؤسسات العربية في البلد، ونحتفي بتعب وعمل المؤسسين والأشخاص الذين ساهموا في قيادة رسالة ورؤية الجمعية، بمن في ذلك مديرة الجمعية السابقة، الراحلة د. روضة بشارة - عطا الله، وكمحفز للاستمرارية والتطور ودخول ساحات جديدة ضمن المسار الثقافي والتربوي اللامع للجمعية، قررنا في هذا العام تطوير سلسلة من الدورات والتدريبات المساهمة في الإنتاج الثقافي والأدبي، والتي ستمتدّ حتى الأشهر القادمة، كما سنقوم بتنفيذ أيام تطوعية واسعة في عدد من البلدات للمساهمة في نشر المساحات الثقافية وتأثيرها بين الشباب، وننظر إلى الأمام وأعيننا تتجه نحو بدء أعمال ترميم المركز الثّقافي العربي في حيفا خلال الأسابيع القادمة، بعد أنّ تخطّينا عراقيل كثيرة واجهت المشروع على مدار العقد الأخير، ليتصدّر هذا العام بدء تنفيذ مشروع وطني مركزي هام من خلال طاقم من المختصّين المهنيين ومجموعة داعمة ومتطوّعة من إدارة الجمعية وأصدقائها".

ولفت رئيس الهيئة الإداريّة للجمعية، أنطوان شلحت، إلى أن "هذه الاحتفالية هي في الوقت عينه بمثابة احتفاء بصاحب فكرة تأسيس جمعية الثقافة العربية، وهو المفكر العربي د. عزمي بشارة، ومشروعه السياسي الوطني والثقافي المعرفي الذي هجس فيه في مرحلة حرجة، هي مرحلة ما بعد اتفاقية أوسلو سيئة الصيت التي تُرك فيها فلسطينيو الداخل لقمة سائغة في فم الأسرلة بما في ذلك من طرف القيادة الفلسطينية، وسعى من خلاله لحماية الهوية الوطنية عبر الثقافة وكل ما يرتبط بالتنشئة الاجتماعية بموازاة مشروعه السياسي المقاوم للصهيونية".

وأضاف شلحت أن "بشارة وضع الثقافة كبوصلة للهوية الوطنية والقومية ولتنشئة أجيال تكفل حمل الراية وتناقلها وترسيخها. وهنا يتعين أن نذكر أن للجمعية تعاونًا واسعًا مع جهات خارجية ومع كل فئات الشعب العربيّ الفلسطيني بهذا الشأن بما يصب في هدف محاربة التجزئة وتحقيق الوحدة الوطنية. ولا بد من الكلام عن المنحة التي تقدمها الجمعية وتحمل اسم روضة بشارة - عطا الله، والتي ترهنها ببرنامج تثقيف واكتناز معارف تخدم أهداف الجمعية في تنشئة أجيال الفلسطينيين في الداخل على التمسك بالهوية الوطنية والقيم الإنسانية الجوهرية مثل العدالة والمساواة والحرية".

وأشار إلى أن "رؤية الجمعية الفكرية، التي صاغها بشارة، مستمدة من القيم الإنسانية الخالدة وفي طليعتها الاعتزاز بالهوية القومية، والحرية، والمساواة، والعدالة، والرهان على الثقافة بوصفها أداة تنشئة على أساس الأخلاق واحترام الغير والآخر والمختلف".

وختم شلحت بأن "أهمية استمرار عمل الجمعية تكمن في كونها الوحيدة العاملة في حقل تعزيز الهوية من خلال الثقافة. كما أنها تسعى لعقد شراكات للدفع قدمًا بهذه الرسالة السامية. كذلك ما من بديل عن الجمعية في موضوع منح الطلاب الجامعيين ذات الأهداف الأبعد من الدعم الاقتصادي. كما أنها العنوان الأبرز لتواصل الفلسطينيين في الداخل مع كل فئات وأجزاء شعبهم الفلسطيني ومع امتدادهم القومي في العالم العربي".

وبالإضافة إلى الاحتفالية التي ستركّز على إظهار دور الجمعية واستعادة سيرتها ومسيرتها، يجري العمل على فعاليات ومنشورات تسلط الضوء على مساهمة برامج، مشاريع، أنشطة وإصدارات الجمعيّة الكثير والمتنوّعة في مجالاتٍ عدّة، على مرّ سّنوات عملها، في تحصين مفاهيم مجموعاتيّة تحمل هويّة وطنيّة وثقافيّة، بالأخص بين أوساط الشّباب والعاملين في قطاع الإنتاج الثقافي، فقد عملت الجمعية منذ تأسيسها عام 1998 في قطاعات عديدة، أهمّها ما يلي: تّأكيد مكانة اللّغة العربيّة، من خلال إصدارات بحثيّة قدّمتها أمام الجمهور العام اعتراضًا على السياسات والمناهج التدريسيّة التي تقوم بها مؤسّسات الدولة، إضافةً إلى إصدارات ثقافيّة ونشرات دوريّة. ودعم الطلّبة من خلال تقديم المنح الأكاديميّة بالإضافة إلى مشاريع عملت بها مع طلّبة المدارس في شتى المراحل المختلفة. وجولات الهويّة والجذور، التي تجسّدت بتنظيم الجمعيّة زيارات إلى بلداتنا الصّامدة منها والمهجّرة على مدار سنوات. وإثراء المشهد الثقافي والموسيقي في البلاد بالإضافة إلى التّمكين الثقافي للفنانين والفنانات. والحفاظ على العمارة الفلسطينيّة ومبادرات لترميم والحفاظ على التّراث المبني. وإقامة عدّد كبير من المعارض الأرشيفيّة والفنّيّة التي استقبلت الآلاف من أبناء الشّعب الفلسطيني في الداخل.

كما عملت الجمعيّة على مدار هذه السنوات في الحقل التربوي - التعليمي وحقل إتاحة الثّقافة للناس، فنظّمت عشرات معارض الكُتب المتنقّلة، والتي أثمرت قُبيل سنواتٍ عدّة عن معرض حيفا للكتاب، الذي يستقبل بشكلٍ سنويّ آلاف الأفراد من الجمهور العام من كافة الأعمار والأطياف، والذي تكلل مؤخرًا بترتيب زيارات من قبل عشرات المدارس مع الطلاب بهدف تشجيع القراءة والكتابة الإبداعيّة. علاوةً على ذلك، ساهمت في رفع مكانة التّفكير النّقديّ حول مواضيع الثّقافة والفنّ، من خلال دورات الكتابة النّقديّة، المناظرة والخطابة، الّتي أثمرت عن تخريج عشرات الكُتّاب الذي لهم اليوم مكانة متميّزة في المشهد النّقدي على الصعيدين المحلّي والعربي. وساهمت أيضًا في إتاحة الثّقافة من خلال مشاريعها وإنتاجاتها التي عُرضت أمام الشعب الفلسطيني في الداخل من خلال عروض سينمائيّة، موسيقيّة تراثيّة، ملتقيات أدبية والعديد من المشاريع.

وعلى ضوء كلّ ذلك، اعتُبرت جمعيّة الثقافة العربيّة من المؤسّسات الرائدة في الحقل الثّقافيّ والوطنيّ فلسطينيًا وعربيًا، وبرز هذا الأمر من خلال هذه المشاريع الرّياديّة التي لاقت صدى في أنحاء البلاد وفي العالم العربي.

التعليقات