14/07/2023 - 12:22

حيفا: قراءة في كتاب "فلسطين: مسائل في الحقيقة والعدالة" لعزمي بشارة

"لا يقدّم لنا الكتاب نصًّا بحثيا ومعرفيا، إنما يقدم لنا نصا سياسيا، فيه دمج ما بين إنتاج الباحث من جهة، والمشروع السياسي الذي يقدمه د. عزمي بشارة من تجربته كمناضل فلسطيني، كان جزءا من القضية الفلسطينية".

حيفا: قراءة في كتاب

جانب من الندوة (إيناس مريح - "عرب 48")

عقد مدى الكرمل - المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية، أمس الخميس، ندوة ثقافية في حيفا، لقراءة في كتاب "فلسطين: مسائل في الحقيقة والعدالة" لعزمي بشارة، الصادر عام 2022.

وافتتح الندوة المدير العام لمدى الكرمل، د. مهند مصطفى، وقال إن "الكاتب في كتابه ليس محايدا أخلاقيا ولا سياسيا في تناوله لقضية فلسطين، ولكن هذا لا يمنعه أن يدرس ويكتب حول هذه القضية، بموضوعية تامة، مع انحياز تام لهذه القضية".

وأضاف: "لفت انتباهي العنوان: ’مسائل في الحقيقة والعدالة’، وللحديث عن هاتين الكلمتين: الحقيقة من جهة والعدالة من جهة أخرى، فإن موضوع الحقيقة، يعني أن فلسطين لا تقبل المضاربات السردية؛ الأمر ليس سردية فلسطينية، بل هنالك حقيقة حول فلسطين، هذه الحقيقة تتمثل بتهجير شعب من وطنه، وتتمثل بمشروع استعماري قادته الحركة الصهيونية لتهجير شعب فلسطين، هذه الحقيقة غير قابلة لأي نقاش سردي، وهذا هو مفهوم الانحياز الأخلاقي والسياسي والبحثي لقضية فلسطين. نحن لا نساوم على سردية فلسطين".

جانب من الندوة (إيناس مريح - "عرب 48")

وتابع: "أما مسألة العدالة حيث يربط الكاتب موقفه من قضية فلسطين بموقف سياسي أخلاقي، يتحدى بمفهوم العدالة، أن أي تعامل مع قضية فلسطين يتجاوز مفهوم العدالة للشعب الفلسطيني: العدالة التاريخية والسياسية المتمثلة بالمساواة والتحرر من فلسطين، فإنه بدونها، لا يمكن الحديث عن حل سياسي فلسطيني، لذلك فإن الكاتب لم يختر بعنوانه على سبيل المثال ’فلسطين مسائل في الحقيقة والحلول السياسية’، إنما اختار موضوع العدالة كعتبة أساسية في أي تعامل ومقاربة سياسية لقضية فلسطين، لذلك، فإن الكتاب ليس كتابا بحثيا فقط، وهذا ما يقوله الكاتب، بل يحمل بُعدا شخصيا. ويقول د. بشارة إن الكتاب هو مسألة شخصية".

وقال مصطفى: "لا يقدّم لنا الكتاب نصًّا بحثيا ومعرفيا، إنما يقدم لنا نصا سياسيا، فيه دمج ما بين إنتاج الباحث من جهة، والمشروع السياسي الذي يقدمه د. عزمي بشارة من تجربته كمناضل فلسطيني، كان جزءا من القضية الفلسطينية".

وفي حديث لـ"عرب 48"، قال أستاذ العلاقات الدولية ودراسات الصراع ومدير مركز دراسات الشرق الأوسط في كلية "فليتشير" للقانون والدبلوماسية في جامعة "تافتس"، بروفيسور نديم روحانا: "تكمن أهمية الكتاب، في إصداره باللغة الإنجليزية، وهو يضيف للمكتبة الغربية دراسة وافية ورصينة وعميقة، تتموضع القضية الفلسطينية في جذورها، وليست كقضية نزاع حدودية كما تحولت وصُورّت بعد النكسة عام 1967، وبعد عملية أوسلو".

كتاب "فلسطين: مسائل في الحقيقة والعدالة"

وأضاف روحانا وهو زميل بحث في مدى الكرمل: "بالإضافة لذلك، يحاول المؤلف أن يطرح مقومات لإستراتيجيات تحرّر، ويحدد ما هي هذه المقومات من ناحية المواطنة الديمقراطية، والمساواة لكل الشعب الفلسطيني داخل فلسطين، والمساواة بين الشعب الفلسطيني واليهودي الإسرائيلي، وكيف يتشكل هذا الحل السياسي، سؤالا مختلفا يعتمد على العمل السياسي بحد ذاته، ولكن في الوقت ذاته، التشديد على المبادئ بهذه الإستراتيجيات، هو في نظري تجديد مهم لكل من يريد أن يعمل للوصول إلى حل عادل للقضية الفلسطينية".

وفي حديثها لـ"عرب 48"، قالت الأستاذة المشاركة في العلوم السياسية في جامعة "ماستشوتش"، د. ليلى فرسخ، إن كتاب "فلسطين: مسائل في الحقيقة والعدالة"، "يقدم خلاصة لكل ما كتبه د. عزمي بشارة عن القضية الفلسطينية، من حيث التركيز على البعد العربي للقضية الفلسطينية، وعلى البعد الاستعماري والصهيوني الذي شكّل حقيقة أبارتهايدية (أبارتهايد) في الضفة والقطاع، وبنى نظاما سياسيا متينا يسمح بالديمقراطية فقط لليهود".

وذكرت أن الكتاب "يركز على ما تحدث عنه د. عزمي بشارة من قبل، بأننا نتعامل مع وجود صهيوني خلق شيئا اسمه قومية إسرائيلية، وبأنه يوجد شعب يهودي إسرائيلي لديه حقوق، يجب أن تكون مساوية للحقوق الفلسطينية، هذا الحق ناتج عن أن المشروع الصهيوني وصل لأرض كان عليها وجود قومي عربي فلسطيني، واعٍ لقضيته القومية، وليس فقط للهوية الإسلامية".

وشدّدت على أن "الأهمية الكبرى كذلك في الكتاب، بسماحه للجيل الجديد، بأن يفهم تاريخ القضية الفلسطينية، بحيث يركز على التمييز بين التاريخ القومي، الذي من الممكن أن يكون له أكثر من سرد، وعلى تاريخ الأرض التي لديها ثوابت أساسية، تتلخص بكونها أرضا يسكنها الفلسطينيون، وقدِم إليها مشروع استيطاني، كوّنه يهود غربيون، بخلق دولة حديثة لصالح اليهود فقط، وتأسيس نظام أبارتهايدي لبقية الفلسطينيين، كما يركز على أنه لا يجب علينا فقط ألا ننسى التاريخ، بل يجب علينا التركيز على إستراتيجية مبنية على حراك شعبي، يرتكز على الديمقراطية، وعلى البعد العربي للقضية الفلسطينية، هدفه التأسيس لنظام ديمقراطي يحقق العدالة، لكل من يسكن الأرض".

("عرب 48")

التعليقات