22/01/2024 - 19:28

الحواريّة | غزّة وقطاعها... سياسات الإبادة

الحواريّة سعت إلى الإجابة عن أسئلة مختلفة، يتقاطع فيها السياسيّ والأخلاقيّ والقانونيّ والثقافيّ؛ بما في ذلك ما يتعلق بإعادة تأطير وهيكلة القانون الدوليّ، ومفهوم الحصار المفروض على غزّة وقطاعها ومساهمة سياساته في فعل الإبادة.

الحواريّة | غزّة وقطاعها... سياسات الإبادة

(أ.ب.)

عقدت مجلّة فُسْحَة – ثقافيّة فلسطينيّة التابعة لموقع "عرب ٤٨"، حواريّة إلكترونيّة بعنوان "غزّة وقطاعها... سياسات الإبادة"، وذلك يوم الأربعاء الماضي، في محاولة لـ"الإجابة عن أسئلة مختلفة، يتقاطع فيها السياسيّ والأخلاقيّ والقانونيّ والثقافيّ" على خلفية الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وعقدت الحوارية بمشاركة باحثات/ ون ممّن ساهمن/ وا في ملفّ مفتوح بعنوان ‘غزّة... حروب إسرائيل والطوفان‘، الّذي نُشِرَت موادّه في المجلّة على مدار 100 يوم من الحرب على قطاع غزّة، هم: إيهاب بزاري، وجاد قعدان، ومجد أبو عامر، وهبة بعيرات. وقد أدارت الحواريّة الباحثة قسم الحاجّ.

وسعت الحواريّة إلى الإجابة عن أسئلة مختلفة، يتقاطع فيها السياسيّ والأخلاقيّ والقانونيّ والثقافيّ، من بينها: كيف يمكن اليوم إعادة تأطير وهيكلة القانون الدوليّ، لقراءة حالة الاستعمار الاستيطانيّ المركّبة في فلسطين، ولا سيّما مع وصول ملفّ غزّة إلى محكمة العدل الدوليّة في لاهاي؟ وهل ثمّة إمكانيّة لإيجاد بديل عن القانون الدوليّ المُهَيْمَن عليه غربيًّا لتناول حالة فلسطين وشبيهاتها في العالَم؟.

كما تساءلت الحواريّة عن مفهوم الحصار المفروض على غزّة وقطاعها، والمستمرّ منذ أكثر من 17 عامًا؛ كيف يُفْهَم المكان المحاصَر وما هي احتمالاته وإمكانيّاته، وكيف تساهم سياساته في فعل الإبادة؟ تساءلت الحواريّة أيضًا عن المجتمع الفلسطينيّ المُجَنَّس إسرائيليًّا، من حيث موقعيّته في هامش المدنيّة الإسرائيليّة المنهارة في سياق الحرب، وكذلك موقع إسرائيل، مجتمعًا وأجهزة دولة، إزاء ’المواطنة‘ ومفهومها.

وفي مداخلته المعنونة بـ"الإبادة فعل سياسيّ- عن غزّة وحروبها"، أشار مجد أبو عامر، وهو باحث وشاعر وقاصّ من غزّة، إلى أنّ "إسرائيل لا تملك هدفًا من وراء قتل الغزّيّ إلّا قتله، حيث القتل فعل سياسيّ، من خلال التخطيط المستمرّ للفاجعة البطيئة والكثيفة، قائلًا إنّ ‘هذه الحرب ليس كمثلها حرب في تاريخ القضيّة الفلسطينيّة؛ أن يكون هناك أكثر من 2 مليون إنسان يعيشون الحصار منذ أكثر من 17 عامًا وتمتدّ إليهم السكاكين من البرّ والبحر والجوّ‘، مؤكّدًا على أنّ هذه الحرب تجاوزت كلّ الخبرات السابقة لأهالي قطاع غزّة الّتي لم تجعلهم حتّى قادرين على التأقلم معها".

وفي إطار الإجابة عن سؤال كيفيّة إعادة هيكلة القانون الدوليّ وموقعه من الحرب، قالت الباحثة والمحامية الفلسطينيّة الممارسة في الولايات المتّحدة الأميركيّة، هبة بعيرات، في مداخلتها المعنونة بـ"القانون الدوليّ الّذي تحتاج إليه فلسطين"، إنّه "لم يبقَ هناك في قطاع غزّة على امتداد 3 أشهر من المقتلة أيّ انتهاك للقانون الدوليّ لم يجرِ ارتكابه"، مشدّدة على أنّ "القانون الدوليّ ليس كيانًا مستقلًّا قائمًا بذاته، وليس عالميًّا أو محايدًا بكلّ تأكيد، ولا يقف نفس المسافة من الدول كافّة".

وفي سياق الحديث عن سياسات الحصار والحرب الإسرائيليّة، أشار الباحث المختصّ في علم النفس وعلم الاجتماع، إيهاب بزاري، في مداخلته المعنونة بـ"سياسات الحصار ورفضها"، إلى أنّ "الحرب الأخيرة على قطاع غزّة بحاجة إلى قراءة نقديّة لتفسير حالة الفوضى الّتي خلقتها وأظهرتها، فبالرغم من دخول الاستعمار الصهيونيّ الحرب بأهداف معلنة وواضحة، إلّا أنّ مجريات الحرب تؤكّد على أنّها لم تتعلّق بتلك الأهداف، لكنّها عبّرت عن شهوة للتدمير والقتل والامتلاك؛ فبالرغم من أنّ الحرب تشعرنا بكمّ كبير من الأسى، لكنّها ليست معزلوة عن تاريخ الحرب الصهيونيّة الطويلة على الفلسطينيّين، المدفوعة بالشهوة إلى امتلاك الأرض لمجرّد امتلاكها والتدمير المرافق لتلك العمليّة".

وفي سياق العلاقة ما بين غزّة وبقيّة الجغرافيا الفلسطينيّة، وبشكل خاصّ الأراضي المحتلّة عام 1948، تناول الباحث جاد قعدان، طالب الدكتوراه في الدراسات الإدراكيّة اللسانيّة، في مداخلته المعنونة بـ"تهافت هامش المدنيّة الإسرائيليّة زمن الحرب"، مسألة أن "ترتكب جماعة قوميّة معيّنة هذا الكمّ من المجازر وتحافظ على تصالحها وتوازنها النفسيّ، وفي هذه الحالة الإسرائيليّون"، مفسّرًا ذلك بثلاثة أسباب؛ أوّلًا، امتلاك الإسرائيليّين لما يعتقدون أنّه سلطة الحياة والموت وقدرتهم على الإماتة والإحياء للفلسطينيّين؛ ثانيًا، اعتقاد الإسرائيليّين أنّ الفلسطينيّين يريدون إبادة اليهود؛ ثالثًا، العقلية الاستعماريّة الاستشراقيّة الّتي تفترض أنّ الثقافة العربيّة الإسلاميّة الشرقيّة دونيّة والغرب هو المثال الأعلى دومًا، وبالتالي شرعنة الإبادة من خلال صناعة الدونيّة.

التعليقات