25/02/2024 - 17:22

غزّة: رحيل الفنّان التشكيليّ الفلسطينيّ فتحي غبن بعد منع الاحتلال مغادرته للعلاج

تميّزت لوحاته بإبراز جمال الطبيعة الفلسطينيّة والتراث الفلسطينيّ، بمضامين هادفة تعبّر عن حياته اليوميّة ومعاناة شعبه تحت الاحتلال...

غزّة: رحيل الفنّان التشكيليّ الفلسطينيّ فتحي غبن بعد منع الاحتلال مغادرته للعلاج

(الفنّان الراحل فتحي غبن)

توفّي صباح اليوم الأحد الفنّان التشكيليّ الفلسطينيّ فتحي غبن، وذلك بعد عدم سماح سلطات الاحتلال له بمغادرة قطاع غزّة لتلقّي العلاج، بعد صراع طويل مع المرض.

وكانت وزارة الثقافة الفلسطينيّة، قد نعت الفنّان الفلسطينيّ الكبير، وقالت في بيان "إنّ غبن الّذي كان يعاني من مشاكل حادّة في الصدر والرئتين، وبحاجة للسفر للخارج لاستكمال علاجه بسبب نقص الأدوية والأكسجين في غزّة، إلّا أنّ سلطات الاحتلال لم تسمح له بمغادرة القطاع".

وتلقّى غبن في الأيّام الأخيرة العلاج في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، على أمل الخروج من القطاع لتلقّي العلاج في الخارج، إلّا أنّ الاحتلال لم يسمح له بذلك، على الرغم من استكمال كلّ الإجراءات المطلوبة.

لوحة للفنّان الراحل فتحي غبن

وقالت الوزارة إنّ المئات من المرضى يعانون من عدم تلقّي العلاج اللازم بسبب منع قوّات الاحتلال إدخال الدواء والمعدّات الطبّيّة للقطاع الّذي يتعرّض لحرب إبادة جماعيّة منذ 142 يومًا.

وأضافت أنّ رحيل غبن يشكّل خسارة للفنّ الفلسطينيّ الّذي شهد على يده انتقالات هامّة تجاه تجسيد الحياة الفلسطينيّة واللجوء الفلسطينيّ والمخيّم وتقاليد الحياة في البلاد الّتي نذر حياته لتخليدها في فنّه.

وقال وزير الثقافة عاطف أبو سيف، إنّ غبن الّذي يعتبر من الروّاد في الفنّ التشكيليّ الفلسطينيّ بعد النكبة، حيث عاش حياة المخيّم بكلّ تفاصيلها ورسمها بدقّة متناهية وخلّد حياة القرية الفلسطينيّة الّتي أرادت النكبة أن تمحوها، مستذكرًا قريته "هربيا" الّتي ولد فيها، فرسم الحقل والبيدر والعرس والحصاد والميلاد ورسم البيوت والوجوه والطرقات، وكانت فلسطين دائمًا حاضرة بكلّ تفاصيلها في أعمال غبن الّذي حمل معه حياة القرية الفلسطينيّة والمخيّم واللجوء إلى العالم.

وأضاف أنّ فتحي عاش حياته في خيمة ومات في خيمة، إنّ الخيمة ليست قدر الفلسطينيّ لكنّها تعني أنّ الاحتلال أيضًا سيزول مثلما ستزول الخيمة.

لوحة للفنّان الراحل فتحي غبن

وولد فتحي غبن في قرية هربيا داخل أراضي الـ1948 في 12 تشرين الثاني/نوفمبر 1946، وهي ملاصقة تمامًا لبيت لاهيا، حيث بالإمكان رؤية أراضيها من هناك، وقد أثّر هذا على الفنّان غبن طوال فترة حياته، رؤيته لقريته وعدم القدرة على الاقتراب منها.

وكان من الفنّانين الّذين طغت موهبتهم على التقنيّات، فشارك في عشرات المعارض سواء في فلسطين أو العالم العربيّ والعالم، بما فيها المعارض الشخصيّة والجماعيّة، كما احترف النحت بالطين، واستخدم في رسوماته مختلف الأدوات والألوان، كما قام بتدريب عدد كبير من الهواة على أساسيّات الرسم.

وتعلّم غبن الفنّ بالممارسة، وعاش في مخيّم جباليا، وقد احترف الفنّ منذ عام 1965، وعمل مدرّسًا في مدرسة النصر النموذجيّة الإسلاميّة في غزّة، قبل أن يصبح مستشارًا في وزارة الثقافة، وقد أطلق عليه بعض النقّاد والأصدقاء "فان كوخ غزّة".

وتميّزت لوحاته بإبراز جمال الطبيعة الفلسطينيّة والتراث الفلسطينيّ، بمضامين هادفة تعبّر عن حياته اليوميّة ومعاناة شعبه تحت الاحتلال.

التعليقات