28/04/2013 - 16:54

أبطاله من فلسطينيي الداخل: لبنان تحظر فيلمًا للمخرج زياد الدويري صورت أجزاء منه في إسرائيل

منعت السلطات اللبنانية عرض فيلم للمخرج اللبناني زياد الدويري، صورت أجزاء منه في تل أبيب، بطلب من مكتب مقاطعة إسرائيل التابع لجامعة الدول العربية، وهو قرار وصفه المخرج بأنه "قرار غبي".

أبطاله من فلسطينيي الداخل: لبنان تحظر فيلمًا للمخرج زياد الدويري صورت أجزاء منه في إسرائيل

منعت السلطات اللبنانية عرض فيلم للمخرج اللبناني زياد الدويري، صورت أجزاء منه في تل أبيب، بطلب من مكتب مقاطعة إسرائيل التابع لجامعة الدول العربية، وهو قرار وصفه المخرج بأنه "قرار غبي".

والفيلم مقتبس عن رواية "الهجوم" للكاتب الجزائري ياسمينة خضرا، وهو يروي قصة طبيب إسرائيلي يكتشف أن زوجته نفذت عملية استشهادية في تل أبيب.

ويأتي ذلك بالتزامن مع نيل الفيلم جائزة الجمهور وجائزة النقاد الخاصة في الدورة السابعة عشرة من مهرجان الأفلام الفرنسية في هوليوود.

الفيلم مؤيد للفلسطينيين في مضمونه

وقال وزير الداخلية وفقا لوكالات أنباء عربية وعالمية: "لقد وافقنا على عرض الفيلم ولم تكن لدينا أي مشكلة فيه، لكن عندما تلقينا رسالة الاحتجاج كان علينا أن نلتزم بها"، وأضاف شربل "علما أن الفيلم مؤيد للفلسطينيين، بحسب ما علمت".

وأوضح زياد الدويري أنه صور جزءا من فيلمه في تل أبيب "لأن جزءا كبيرا من القصة يدور هناك"، وأنه عمل مع ممثلين إسرائيليين أيضا.

مروان الدويري: قرار غبي ولست نادمًا

وكتب الدويري على صفحته على موقع فيسبوك: "يؤسفني إعلامكم أن وزير الداخلية اللبناني مروان شربل قرر معاقبتنا من خلال منع الفيلم (..) بحجة أني ذهبت إلى إسرائيل لتصوير" مقاطع منه هناك، وأضاف الدويري "هذا قرار غبي" و"غير عادل".

وكان الفيلم قد نال رخصة لعرضه في لبنان قبل أشهر، إلا أن السلطات اللبنانية عدلت عن قرارها بعدما طالب مكتب مقاطعة إسرائيل في جامعة الدول العربية بمنع عرضه، ليس في لبنان فحسب، بل في كل الدول العربية.

ويقول على صفحته على "فيسبوك": "لست نادما، ولا أشعر بأنه يتوجب علي أن اقدم اعتذارا لأحد".

ويضيف: "هناك الكثير من الأفلام الفلسطينية التي صورت في إسرائيل، ومع ممثلين إسرائيليين، لا بل وبتمويل إسرائيلي، ورغم كل ذلك عرضت هذه الأفلام في بيروت"، ويتساءل: "هل ينبغي على اللبنانيين أن يكونوا فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين؟".

منع الفيلم من الترشح للأوسكار باسم لبنان

وبحسب الدويري، فإن السلطات اللبنانية رفضت أيضا أن يكون الفيلم ضمن الترشيحات اللبنانية لجوائز أوسكار، للأسباب نفسها التي أدت إلى منع عرضه.

ومن المرتقب أن يخرج هذا الفيلم إلى صالات العرض في التاسع والعشرين من أيار / مايو في فرنسا، على أن يعرض في الولايات المتحدة اعتبارا من 21 حزيران / يونيو.

ومع أن لبنان يتمتع بحرية واسعة في استخدام الإنترنت وانتشار نسخ غير قانونية من كافة الأفلام والأعمال الفنية والثقافية الصادرة في مختلف أنحاء العالم، إلا أن السلطات تلتزم بالقائمة السوداء التي يعدها مكتب مقاطعة إسرائيل التابع للمنظمة العربية.

التطبيع

أما الرقابة الداخلية فيقوم بها جهاز الأمن العام اللبناني، ولا يتعرض إجمالا سوى للأعمال التي يرى فيها إثارة للمشاعر الطائفية، أو نيلا من المقدسات الدينية، أو انتهاكا للآداب العامة، أو ترويجا للتطبيع مع إسرائيل.

وغالبا ما تكون القرارات الصادرة عن الأمن العام بمنع عمل فني أو ثقافي محل انتقادات حادة من الأوساط الثقافية والحقوقية في لبنان.

الرواية

يذكر أن أحداث رواية ''الهجوم'' المقتبس عنها الفيلم تدور حول شخصية الجرّاح الفلسطيني أمين جعفري، وهو من فلسطينيي الداخل ويعيش في تل أبيب مع زوجته سهام، وقد استطاع أن يحقق معادلة مستحيلة بالاندماج في المجتمع الإسرائيلي، وستمكنه مهارته كجراح بارع يعمل في واحد من أكبر المستشفيات في تل أبيب من حيازة وضع اجتماعي غير اعتيادي.

يعيش أمين مع زوجته الجميلة، سهام، وهي مسيحية ليبرالية، في جو نموذجي، وفي بحبوحة تشكل نموذجًا لوضع يقدمه لنا المخرج على أنه فرضية ممكنة التحقق. الأمان الداخلي والسلام الاجتماعي سيهتزان بعد أن يفلح تنظيم فلسطيني في تجنيد سهام وإقناعها بتنفيذ عملية استشهادية سيجري التخطيط لها بدقة، وتحين  ساعة الصفر كي تفجر سهام نفسها في مطعم صغير في محطة بنزين يؤمه أطفال وقت الغداء، والسبب يظهر في رسالة بعثتها إلى زوجها "لحاجة إلى الوطن."

اهتزاز الثقة

تهتز الثقة الرغدة بين الفلسطيني الجراح الماهر صاحب الكفاءة العلمية وأصدقائه الإسرائيليين، ليعود كلٌّ إلى موقعه وإلى الاحتماء بجداراته الجاهزة.

وحتى بعد خضوع أمين جعفري  لتحقيق من "الشاباك" والتأكد من أن زوجته هي الاستشهادية المنفذة، يسلك جعفري طريقه الخاص في كشف ملابسات القضية وكيف استطاع التنظيم الفلسطيني اختراق عقل هذه السيدة الجميلة التي كانت تتمتع بكل أسباب الحياة المرفهة المرفهة.

وللإجابة عن تساؤلاته المحيرة، يذهب إلى نابلس ورام الله لكشف الحقيقة، وهناك يلتقي  عائلته التي كانت على صلة بها، والشيخ الذي جندها ابن شقيقته الذي لعب دور المؤطر، والقس القيّم على الكنيسة التي تنتمي إليها، وتدور حوارات غاية في الأهمية حول الوطن والهوية والعدو والسلام، ليعود إلى تل أبيب محطمًا وفي حالة تشويش كبرى، ويفقد ثقة الجانبين، الإسرائيلي الذي بدأ يضع علامات الاستفهام حول إخلاصه للوطن المكتسب، والفلسطيني الذي يعدّه ناكرًا لوطنه ولا يشعر بالامتنان والفخر حياله، سوى لأن زوجته قامت بالعملية الاستشهادية.

التعليقات