22/08/2014 - 16:42

المخرج منير بكري يؤسس "كواليس" ليرسخ نهجه المسرحي

ويقول إن بين المسرح الجديد ورواية "عزازيل"، التي يعكف على إخراجها "بند مشترك وهو نقد التزمّت باسم الدين". ويشدد على أن "الإنسان المسرحي هو ليس على خشبة المسرح فقط.. المسرح نهج حياة وفكرة". ‬

المخرج منير بكري يؤسس

بعد قرابة العام من التأسيس والبحث والبناء، يعمل المخرج الفلسطيني منير بكري، في الأيام الأخيرة، على إنتاج العمل الأول لمشروع حياته، "مسرح كواليس"، أو جمعية كواليس، التي شرع بكري  ببنائها منذ بداية العام الماضي، ويضم العديد من الفنانين والمبدعين، وتديره إدارياً داليا بشيتي، وفنياً المخرج منير بكري. ‬

‫يعد "مسرح كواليس" مشروع حياة بالنسبة لبكري، فهو المسرح الذي يريد له المخرج أن يكون نهجه المسرحي الخاص، وخادم للفنانين والمبدعين، والفضاء الفنيّ الذي طالما حلم المخرج بإنشائه. ‬

‫ودرس بكري المسرح في موسكو، وحاز على اللقب الثاني في الإخراج المسرحي من معهد الفنون المسرحية في كييف- اوكرانيا. ومن ثم عاد إلى البلاد في بداية العام ١٩٩٥، وأخرج العديد من المسرحيات، منها: خادم السيدين، المغتربان، البيت، رجال في الشمس، بيت برنردا ألبا (باللغة العبرية) والعديد من الأعمال الأخرى. ‬

‫وقال بكري في لقاء أجراه"عرب ٤٨"، إنه "بعد العمل مع عدة مسارح، لاحظت دوماً النقص في المساحة التي يحتاجها الممثل العربي في البلاد. ومن هنا أتت الحاجة لـ "كواليس"، حيث يشكّل مسرح كواليس، مساحة للفنانين والمبدعين، بالإضافة إلى حاجتي الخاصة لبناء مكاني الخاص، الذي أستطيع من خلاله تمرير نهجي المسرحي، في مسرحي الخاص". ‬

‫وعن أولى أعمال "كواليس"، قال بكري: "ينتج في هذه الأيام مسرح كواليس أولى أعماله الفنية، وهي مسرحية  "زوم"، من إخراج وتمثيل حنّا شماس، وتشاركه الممثلة ميلينا نجّار، وهي مسرحية تطرح مشاكل إجتماعية بصورة ساخرة في خانة الـ ’كوميديا السوداء’". ‬

‫وتابع بكري حديثة عن الأعمال المقبلة، وعن العمل الأكثر أهمية وهو إخراج رواية "عزازيل"، للكاتب المصري الكبير يوسف زيدان، أعدّها طاهر نجيب ويخرجها منير بكري. ويشارك فيها كل من الممثلين: صالح بكري، سمر قدحة - طنوس، إيهاب سلامة، وسيم خير وحنّا شمّاس. وتصميم مجدلة خوري، بالإضافة إلى استشارة إضاءة فراس خوري.

وأكد بكري على أن "عزازيل هو العمل الأكثر أهمية في الوقت الحالي بالنسبة لكواليس. ويوجد بين عزازيل و كواليس، بند مشترك وهو نقد التزمّت باسم الدين. وهنا أيضاً تسكن شجاعة  طرح مواضيع  غاية في الأهمية والحساسية، من الجانبين الديني والاجتماعي، وهذه الجوانب تعد من أهم بنود مسرح كواليس". ‬

‫أما عن "كواليس"، فأضاف بكري: "أنا أؤمن بأن على المسرح أن يستفز المشاهد في بعض الأحيان. وعليه أن يطرح ويسلّط الضوء على قضايا حسّاسة اجتماعيا، لأن استفزاز المشاهد لا يقل أهمية، عن المتعة التي يتلقّاها من المسرح". ‬

‫وقال إنه "منذ عام ونصف اجتاحت فكرة إخراج ’عزازيل’ مخيّلتي، كونها رواية قادرة على طرح مشكلة التعصّب، التي طرحها يوسف زيدان، ونحياها نحن اليوم في الوطن العربي". ‬وأكد على أن "إقامة مسرح تحتاج بداية لفكرة، و"كواليس" هو فكرة ورؤية".

‫المشاكل:‬
‫ ‬
‫في كل إنتاج وبناء هنالك العديد من المشاكل التي تواجه المبادرة، وفي وضع خاص كالذي يحيا فيه الفلسطيني تصبح المشاكل أكبر وأصعب. وتطرّق بكري إلى المشاكل التي تواجهه أثناء بناء مشروعه المسرحي، فقال: "نظراً لشح التمويل، يعمل الطاقم في هذه الأثناء بلا مردود مادي تقريباً. فكل فكرة تحتاج إلى التضحية والعطاء، والكثير من الوقت".‬

‫وتابع أنه "منذ أشهر عديدة ونحن نبحث عن مكان دائم للمسرح. وحتى هذا اليوم نجري المراجعات في أماكن عديدة ومتفرقة، وهذا ما يحملنا إلى البحث عن صناديق ودوائر تمويل خارجية كالإتحاد الأوروبي وغيره، وهذا بسبب النقص الواضح في التمويل من قبل الصناديق المحلية. والحق أننا نجد، من جانب الاتحاد الأوروبي خاصة، تعاوناً مهنياً".‬

‫وشدد بكري على أن "هناك شح في التمويل من قبل الصناديق المحلية ووزارة الثقافة، كما أن هنالك إجحاف بحق مسارح، والعكس صحيح. فالتمويل وتوزيع الموارد يأتي لحسابات شخصية وغير مهنية. ومن الجهة الأخرى، هنالك العديد من الدعم المعنوي الذي نتلقاه من مؤسسات محلية، وشخصيات عديدة حالياً، وهم مشكورون على هذا". ‬

‫أما عن أعمال "كواليس" المقبلة، فقال بكري: "نعمل حالياً على إنتاج رواية "اللاز" للطاهر وطار. وسبب هذا الاختيار هو شخصي بمناسبة ذكرى وفاة الصديق والزميل مازن غطّاس، الذي أسس مسرح ’اللاز’ في عكّا، وسأقوم بإخراج المسرحية تخليداً لروحه". ‬

‫واستذكر بكري صديقه الراحل، قائلا إن "مازن غطّاس، هو رجل مسرحي أثر فينا جميعاً. وبرأيي أنه لو بقي حياً، لكان تأثيره أكبر في هذه الأيام".

‫أما عن الأعمال الأخرى، فسيكون "كواليس" المكان الذي سيحقق حلم بكري بعرض أعمال الكاتب الروسي الكبير أنطوان تشيخوف، والذي لطالما حلم بكري بعرض أعماله، ولم يلقَ المسرح الحاضن لنهج تشيخوف. ‬

‫ويختتم بكري حديثه بالتشديد على أن "الإنسان المسرحي هو ليس على خشبة المسرح فقط.. المسرح نهج حياة وفكرة".   ‬

التعليقات