18/02/2020 - 16:07

المغرب: قصر "آيت بنحدو" يجذب السينيمائيين العالميين

تحول قصر آيت بنحدو التاريخي، بعدما حافظ على أصالته المعمارية على مرتفعات مطلة على وديان، جنوب شرقي المغرب، إلى ديكور طبيعي لتصوير الأفلام والمسلسلات العالمية، لعل أشهرها مسلسل "غايم أوف ثرونز" (صراع العروش)

المغرب: قصر

القصر في إحدى حلقات مسلسل "صراع العروش" (تصوير شاشة)

تحول قصر آيت بنحدو التاريخي، بعدما حافظ على أصالته المعمارية على مرتفعات مطلة على وديان تقع جنوب شرقي المغرب، إلى ديكور طبيعي لتصوير الأفلام والمسلسلات العالمية، لعل أشهرها مسلسل "غايم أوف ثرونز" (صراع العروش).

تقع بنايات القصر الطينية المائلة إلى الحُمرة، على ظهر مرتفع صخري مطل على واد جاف، وتتألف هذه البنايات من صوامع وأبراج معلقة يحميها سور فيه مدخلان، أحدهما مرتبط بقنطرة، والآخر يفضي إلى ضفة الوادي.

ويقود هذا المدخل عبر ممرات ضيقة وملتوية إلى ساحة وسط القصر التي كان يتجمع فيها السكان قبل أن يهجروها.

وتطلق تسمية "القصور" في جنوب شرقي المغرب على المساكن الطينية المسيجة بأسوار، والمبنية بطراز هندسي فريد من نوعه، ويمكن القول إن قصر آيت بنحدو العائد إلى القرن السابع عشر بحسب منظمة اليونسكو، أشهر هذه القصور.

ويضم القصر فضلًا عن البيوت المتلاصقة خلف أسواره، مخزنًا للحبوب ومسجدًا ومقبرتين للمسلمين وأخرى لليهود، على ما تفيد منظمة اليونسكو التي أدرجته على قائمتها للتراث العالمي للبشرية.

ولم يحتج منتجو المسلسل الشهير "صراع العروش" إلى إدخال الكثير من التغييرات على معالمه كي يتحول إلى مدينة "يونكاي" الأسطورية، التي غزتها الأميرة دينريس تارغاريان إحدى شخصياته الرئيسية.

ويحتضن القصر الذي تحولت الكثير من بيوته إلى دكاكين تعرض منتجات الصناعة التقليدية، تصوير أعمال درامية يغلب عليها الطابع التاريخي أو الأسطوري، مثل "لورانس أوف أريبيا"، و"غلادييتر"، و"ذي موميء"..

وتطل مساكن القصر عبر شرفات على الهضبة المقابلة في الضفة الأخرى للوادي، إلى حيث انتقل معظم السكان للإقامة في بيوت إسمنتية.

وعلى جدار شرفة المسكن الأكثر ارتفاعًا، يعرض المرشد السياحي أحمد ورفاقه من شباب القصر صورًا مماثلة، بعضها من كواليس تصوير مشاهد صراع العروش.

ويطمح أن تجد هذه الصور طريقها للعرض في متحف خاص بالأعمال السينمائية التي احتضنها القصر، مشيرًا إلى أن "أول فيلم صور هنا يعود للأربعينيات، لدينا تراث سينمائي عريق نأمل استغلاله في جذب السياح".

ويأسف الشاب المتحمس لعدم انعكاس شهرة "صراع العروش" على السياحة في المنطقة، بينما استقطب المسلسل مشاهدين عبر العالم منذ بث أول مواسمه في العام 2011 ولقي إقبالًا واسعًا حتى شكّل ظاهرة اجتماعية.

ويضيف أن بعض السياح يسألونه عما إذا كان هذا هو المكان الذي صورت فيه مشاهد من المسلسل، ويردفون أن "لا شيء يدل على ذلك"، وينطبق الأمر نفسه على القصبة التاريخية في ميناء الصويرة المطل على المحيط الأطلسي غربًا، حيث صورت مشاهد من المسلسل.

وفي حين انعكس النجاح الكاسح لـ"صراع العروش" على ازدهار القطاع السياحي في كل من إيرلندا الشمالية ودوبروفنيك في كرواتيا، لم يقدم المسؤولون عن القطاع في المغرب على استثمار المسلسل لجذب السياح.

التعليقات