قام المخرج محمد صالح خليل، ابن مدينة المكر، وبالتعاون مع مجموعة من الفنان والتقنيين من أبناء الداخل الفلسطيني، بإطلاق عمل جديد، عبارة عن فيديو آرت لقصيدة الشاعر العربي الكبير مظفر النواب "قمم".
ويأتي هذا العمل في إطار مشروع فني خاص يتناول عددًا من القصائد المختارة من الأدب العربي والفلسطيني السياسي المعاصر، ومن بينها قصيدتا "لاعب النرد" و"لا أنام لأحلم" للشاعر الكبير محمود درويش، وقصيدة "الشام" للشاعر الفلسطيني سميح القاسم.
رسالة
يقوم المشروع على دمج التسجيل الصوتي للقصيدة بصوت الشاعر مع تلحين موسيقي خاص، يتم إخراجه وتوليفه ضمن قصة رمزية مصورة، لتقديم القصيدة بنمط جديد، وفي إطار عمل فني متكامل.
وهو بهذا تناول جديد للنصوص الأدبية، يحاول إخراجها من حيز الاستماع أو القراءة فقط إلى حيز تجربة المشاهدة والتفاعل الحسي بمختلف عناصره، من ناحية الإلقاء، والنص، والقصة، والمؤثرات الصوتية، والرسالة الناتجة من هذا الدمج بصفته مقولةً إنسانيةً وفنية.
مساهمة تطوعية جماعية
ويقوم المخرج محمد صالح خليل بتنفيذ هذا المشروع بشكل شخصي وتطوعي، بالتنسيق مع مجموعة من الفنانين الداعمين والمتطوعين، كل من خلال تخصصه، ومنهم الياس غرزوزي في التلحين الموسيقي، الذي يعمل بشكل دائم مع المخرج وتجمعهم لغة فنية مشتركة، والمصممة الفنية مجدلة خوري، المتخصصة في مجال السّنوغرافيا المسرحية والسينمائية.
ساهم كذلك في هذا العمل كل من فراس شحادة، الذي قام بتسجيل وملاءمة المؤثرات الصوتية للفيديو وبناء الأجسام المصورة، وصمم الجرافيكس نسيم شنبور، وترجمت القصيدة للغة الإنجليزية آية مناع، علمًا أن هذه القصيدة لم تترجم من قبل، وقام بتمثيل الدور الوحيد في الفيلم الطفل آزر عودة.
الأدب بحلة جديدة
ويقول المخرج محمد صالح خليل عن المشروع: "إن توفر الإمكانات المادية ليس شرطًا للإبداع، فإذا توفرت الرسالة والمقولة فإن الإمكانيات الفنية للتعبير عن ذواتنا وحياتنا وخاصيتنا كمجتمع لا تعد ولا تحصى، إن تنفيذ هذا العمل وأعمال شبابية كثيرة أخرى تتم في الآونة الأخيرة بفضل التعاون بين الفنانين أكثر مما هو بفضل المال، وهذه أيضًا رسالة نقدمها بهذا الصدد."
ويضيف: "والأهم هو أن العمل يعتبر وسيلةً متجددةً لربط الجمهور والجيل الشاب بقضايانا التي عبر عنها شعراؤنا، كي تصل بحلة جدية ومتجددة، تخرجه من حيز التقليدية وتشجع على التعمق في هذا الفكر، أو الأدب، أو التاريخ."
التعليقات