04/07/2015 - 09:48

الأطفال المتسولون في مفارق الطرقات في "فراطة"

أصبح يحيى الضحية، بينما لم يستسلم همام للواقع، كان هدفه بأن يلعب وأن يكون كأي طفل في العالم..

الأطفال المتسولون في مفارق الطرقات في

يستعد المخرج الشاب، بدران بدران ابن قرية عين السهلة، في هذه الايام لإطلاق أحدث أعماله السينمائية، وهذه المرة فيلم 'فراطة' الذي يعمل عليه منذ اكثر من ست سنوات، والفيلم هو وثائقي – دراما.

دخل بدران الى هذا المجال منذ سنوات عديدة، وله العديد من الأفلام على النطاق المحلي، وهذا الفيلم 'فراطة' يعتبره بمثابة أولى خطواته نحو العالمية.

يتناول الفيلم  ظاهرة اجتماعية جديدة 'التسول'، من خلال حياة الأطفال المتسولين على مفارق الطرق، ودور الاحتلال الإسرائيلي في نشوء هذه الظاهرة.

تدور أحداث الفيلم حول 'يحيى وهمام'، بطلي الفيلم، إذ فرض على يحيى من قبل أبيه أن يعمل بالتسول، ويقوم يحيى بإخفاء الأموال عن أبيه، وخلال الفيلم، يصبح يحيى شابا، ويجبر شقيقه همام على أن يعمل مثل عمله وهو صغير، همام في البداية استجاب لمطالبه، وكذلك الأمر كان همام يخبئ الأموال عن يحيى، ومع مرور الوقت، يرفض همام هذا العمل، ويهرب عبر الجدار.

بعد ذلك يهاتف يحيى والده ليخبره بأن همام مفقود، وهنا يبدأ صراع الفيلم، بأن يحيى بدأ حياة أصعب من حياة التسول، نظرا إلى انه يئس من هذا العمل البخس.

عمل بدران على كتابة سيناريو الفيلم، وقام طاهر مسلماني بعملية التصوير، وعمل 'يوعاد عيرون' على إنتاج الفيلم بالتنسيق مع بدران بدران، وعدلت  الفيلم من الناحية الفنية، 'عنات تسوم أيالون'.

يشار إلى أن بدران، وهو مدرس في موضوع الإعلام  وناشط في حزب التجمع الوطني الديمقراطي، سيعرض فيلم 'فراطة' لأول مرة في الحادي عشر من الشهر الجاري بمهرجان الأفلام العالمية في السينماتيك بمدينة القدس.

ويعتبر الفيلم، 'فراطة'، أول فيلم يعالج هذه الظاهرة وبقوة، ويظهر هذا الأمر في أحداث الفيلم، إذ يصور الفيلم المتسولين وطبيعة عملهم، وبشكل فعلي يقوم المخرج بالفيلم بمرافقة الشخصيات منذ الصغر، ومن الأماكن التي صور فيها الفيلم، مفارق وادي عارة.

في حديثه مع موقع عــ48ـرب، قال بدران إن 'الفيلم هادف، نجحنا بأن ننهي الفيلم والعرض سيكون في الحادي عشر من الشهر الجاري في سينما القدس. الفيلم فكرته عن الأولاد الصغار الذين يتواجدون بشكل دائم على الشارع'.

ويضيف أن 'الفيلم  في البداية كان عن واقع حياة طفلين، فرض عليهما الاحتلال أن يتسولا في الشارع، بدلا من أن يكونا على مقاعد الدراسة'.

وتابع: 'أخذنا المجال الاجتماعي والتربوي والسياسي، وفي النهاية، نجحنا بأن نظهر جميع هذه الأمور في الفيلم، وأن نتحدث عنها، وكذلك استطعنا سرد قصة ولدين حكم عليهما بالتسول'.

وضيف بدران أن 'الواقع هذا أدى إلى أن يتحول الفيلم إلى قصة ناجحة، إلى قصة لا دخل لها بالمجالات: الاجتماعية والسياسية والتربوية، همام بطل الفيلم وهو الصغير، شخصيته تختلف تماما عن شخصية يحيى، الأخير يستسلم للواقع، وهو ضحية لأهله ويحمل مسؤولية معيشة أهل البيت'.

واختتم بالقول: 'لم ينجح ذوو يحيى بالخروج من البيت، لأنهم فشلوا في اجتياز الجدار، وعندما خرجوا من البيت، أقدمت قوات الاحتلال على إطلاق النيران عليهم، وحتى اليوم لا يزال قسم من عائلة يحيى يقبع في السجون، لذلك أصبح يحيى الضحية، بينما لم يستسلم همام للواقع، كان هدفه بأن يلعب وأن يكون كأي طفل في العالم'.

التعليقات