03/11/2016 - 14:18

اشتباك: "غريزة البقاء تبدد الخلافات"

حظي الفيلم المصري "اشتباك"، في أول عرض له بتونس، ضمن مهرجان قرطاج السينمائي، بقبول واسع، ورأى فيه المشاهدون تجسيدًا لمقولة "الاتفاق يولد من رحم الخلاف".

اشتباك: "غريزة البقاء تبدد الخلافات"

مشهد من فيلم اشتباك

حظي الفيلم المصري 'اشتباك'، في أول عرض له بتونس، ضمن مهرجان قرطاج السينمائي، بقبول واسع، ورأى فيه المشاهدون تجسيدًا لمقولة 'الاتفاق يولد من رحم الخلاف'.

وتابع الجمهور وصنّاع السينما أحداث فيلم المخرج محمد دياب باهتمام كبير، بحسب شهادات.

الجمهور التونسي، الذي غصّت به الطوابق الـ 3 لقاعة سينما 'الكوليزي' في العاصمة التونسية، صفّق طويلًا عند نهاية العرض، وحيّا أبطال العمل والمشاركين فيه.

وفي تصريح له، قال مونتير سينمائي تونسي، عمر القرقني، 'صراحة، أعجبت بالفيلم خصوصًا السيناريو والحوار'.

وأضاف، 'رغم اقتصار التصوير على مكان واحد، إلا أنني لم أشعر أبدًا بالرتابة، بل أحسست بأنّني أعيش مع الشخصيات: خيباتهم وانكساراتهم والأمل في الإنسانية التي تعلو فوق جميع اختلافاتنا'.

من جانبها، قالت الشابة التونسية مريم بن سعد 'أحيي المخرج على هذا الفيلم الرائع وعلى الدعوة إلى الإنسانية ونبذ الخلافات'.

إشادة الجمهور التونسي الحاضر في قاعة السينما، أسعدت محمد حفظي، منتج 'اشتباك'، حيث علق بالقول، إنّ الجمهور التونسي احتفى اليوم بالفيلم بشكل 'قد يكون أفضل من عرضه في مصر'.

من جهته، قال الممثل المصري طارق عبد العزيز، أحد أبطال الفيلم، إنني 'لم أصدق عندما وجدت قاعة السينما مزدحمة بالمتفرّجين'.

وشارك في بطولة 'اشتباك'، الذي كتبه المخرج محمد دياب وشقيقه خالد، كل من نيللي كريم، هاني عادل، طارق عبد العزيز، وأحمد مالك.

'اشتباك'، الذي يشارك في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة من بين 18 فيلمًا، يفكك الواقع المصري من داخل سيارة ترحيلات تابعة للشرطة المصرية، بعد أيام قليلة من الإطاحة، بمحمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيًا في البلاد، في تموز/ يوليو 2013.

واعتمد 'اشتباك' سيارة الترحيلات 'ديكورًا' لمعظم مشاهده.

عربة شديدة القتامة وقليلة المنافذ، جمعت تحت سقفها الحديدي مجموعة من المصريين من مختلف الانتماءات، في ظل حالة من الهستيريا الأمنية والعسكرية، التي لم تفرق بين الرجل والمرأة أو الطفل والراشد والموالي والمعارض، وفق تصور المخرج.

وتنوعت مشاهد العنف، التي اختلطت بأصوات طلقات الخراطيش وهدير الطائرات العسكرية ورشقات الحجارة، من دون الاعتماد على الموسيقى التصويرية، إلا في مشاهد قليلة، كما غابت المؤثّرات، ليتجلى فيلم 'واقعي'، على حدّ تعبير القرقني، شبيه إلى حدّ كبير بالفيلم التسجيلي.

ورصد المخرج، من داخل العربة الضيّقة التي كانت تقطع الشوارع والأزقة لتتوقف، أحيانًا، أمام المظاهرات الغاضبة، مراحل تحول الاختلاف إلى تعاون بين الفرقاء من أجل البقاء على قيد الحياة.

وشكل الصحافي والمصور أول ضحايا 'القبضة الأمنية'، في فيلم دياب، بعد أن رمت عناصر الشرطة بهما داخل العربة، دون الاهتمام بجنسية أحدهما الأجنبية.

وكان العنف سيد الموقف، حيث انتفت الحريات وأبسط مقومات حقوق الإنسان، من قضاء الحاجات الإنسانية أو الحصول على قارورة مياه تقيهم حر صيف القاهرة الملتهب.

وتميزت الساعات الأولى داخل العربة الأمنية، بـ'الصدام' بين الشخصيات المنتمية لجماعة الإخوان والموالين للجيش والصحافيين والمواطنين العاديين، التي بلغت حد العنف الجسدي.

لحظات قاسية وعنيفة ما لبثت أن تحولت إلى تعاون ووحدة، في مواجهة الواقع الأليم و'السجن' غير الإنساني الذي زجت داخله الشخصيات.

كما تبدّدت الخلافات أمام غريزة البقاء ووحدة الفضاء والمصير، لتنقاد الشخصيات، عن طواعية، لمساعدة بعضها البعض.

ويعد الفيلم، وفق منتجه محمد حفظي، 'محاولة للنظر إلى الإنسان دون الخوض في الخلافات السياسية'.

وأضاف حفظي، أن فيلمه يعرض وجهة نظر 'إنسانية' دون تبني موقف 'سياسي'.

وأوضح أنّ 'الفيلم يروي حالة الانقسام الموجودة في المجتمع المصري، بشكل عام، وفي أي مجتمع آخر سواء في العالم العربي أو خارجه'.

'لحظات أمل' برزت، حسب المنتج في تعامل الشخصيات مع بعضها البعض كبشر داخل الفيلم وتجاهل 'هويتهم وقناعاتهم السياسية'.

وكشف طارق عبد العزيز عن عدم تردّده للحظة في قبول فيلم محمد دياب، رغم جرأته.

وفي هذا السياق، تابع، 'الفيلم يعنينا كثيرا حيث يتكلم عن نقطة مهمة بالنسبة لنا، والمتمثّلة في تواجد الشعب المصري يدا واحدة. نحن نحتاج التوحّد الدائم'.

وختم الممثل حديثه بالقول إنّ 'الوضع الإنساني هو الأهم والأشمل، دون تجاوز للقانون، ومن يخالفه يحق لنا تنحيته جانبا، غير أنه لا يسعنا فعل ذلك مع بقية الناس في ظلّ حاجتنا للوحدة'.

وانطلقت الدورة الـ 27 لمهرجان قرطاج السينمائي، الجمعة الماضي، وتختتم هذا السبت.

ويشارك في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة 18 فيلمًا، بينهم 4 أفلام من تونس، و3 من مصر، وفيلمان من سورية، وآخران من المغرب.

فضلاَ عن فيلم واحد لكل من دول جنوب أفريقيا، والسنغال، ونيجيريا، وبوركينافاسو وتشاد، والعراق، فيما تشارك فلسطين والأردن بفيلم واحد.

وفي تشرين الأول/ أكتوبر الماضي 1966 بدأت أول فاعليات 'مهرجان أيام قرطاج السينمائية'، ويهتم بالأفلام التونسية والعربية والأفريقية.

اقرأ/ي أيضًا | مخرج "اشتباك": الثورة المصرية انحرفت عن مسارها

وأصبح المهرجان يقام سنويًا بعد أن كان يُنظم كل سنتين، وهو من أعرق مهرجانات أفريقيا.

التعليقات