16/06/2019 - 09:01

فيلم "مجانين حلب" يبكي الحضور في مهرجان لحقوق الإنسان والهجرة

نال الفيلم الوثائقي "مجانين حلب" الكثير من الدموع والهتافات، في عرض أولي خاص له في بيروت، من جمهور أطلق العنان لمشاعره تفاعلا مع مشاهد الحياة اليومية القاسية في آخر مستشفى تحت الأرض، واصل العمل في مدينة حلب السورية أثناء الحصار.

فيلم

(رويترز)

نال الفيلم الوثائقي "مجانين حلب" الكثير من الدموع والهتافات، في عرض أولي خاص له في بيروت، من جمهور أطلق العنان لمشاعره تفاعلا مع مشاهد الحياة اليومية القاسية في آخر مستشفى تحت الأرض، واصل العمل في مدينة حلب السورية أثناء الحصار.

وتم عرض الفيلم، ليل الجمعة، ضمن الدورة الرابعة من مهرجان الأفلام "ما بقى إلا نوصل" الذي يتناول قضايا حقوق الإنسان والهجرة.

ويعرض المهرجان الذي تنظمه مؤسسة "هاينريش بل" الألمانية المستقلة في بيروت، في الفترة بين 13 و16 حزيران/ يونيو، 11 فيلما من دول عربية وأجنبية تتقصى وقائع الهجرة وحقوق الإنسان في الشرق الأوسط والعالم.

وكان عرض فيلم مجانين حلب في صالة عرض "متروبوليس" التي تعني بالأفلام المستقلة.

كما ويوثق العمل على مدى 90 دقيقة الحياة اليومية القاسية والمليئة بالمواقف الإنسانية في مستشفى القدس، وهو آخر مستشفى تحت الأرض واصل العمل في حلب بين عامي 2015 و2016.

ويحكي الفيلم قصة تمسك المصور الفوتوغرافي عبد القادر حبق، الذي يعيش مع الدكتور حمزة الخطيب وفريق عمله الصغير، بالبقاء في المدينة المحاصرة واستقبال آلاف المدنيين لعلاجهم وللتأكد من سلامتهم.

ومخرجة الفيلم هي المراسلة لدى هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" في بيروت، لينا سنجاب.

ويبدأ الفيلم بلقطات من مئات اللقطات التي صورها عبد القادر حبق، لتقديم فيلم يمزج ما بين الشريط الوثائقي والرواية المرئية، التي تنطوي على شخصيات حقيقية يتابع المشاهد يومياتها ويتفاعل مع تشعبات حياتها ومواجهاتها المستمرة مع الموت والدماء، وعمليات الإنقاذ وسط ظروف بالغة القسوة.

ويتنقل الفيلم ما بين الحزن والخوف، واللحظات المرحة العابرة بتعبيرها الصادق عن الأمل والإصرار على المقاومة والمثابرة في مساعدة المحتاجين.

وتواجدت سنجاب وحبق في العرض الأول، وفي جلسة نقاش بعد الفيلم وجهت المخرجة التحية إلى حبق على عمله الشجاع قائلة "لفتتني علاقة كاميرا حبق بين الداخل والخارج. داخل المستشفى تحول إلى أكثر من مصور يوثق اللحظات وأمسى مساعدا وجزءا محوريا من الحكاية الداخلية التي كانت حوادثها تدور في المستشفى".

وأضافت "وكانت آلة التصوير لا تهدأ حركتها. أما خارج المستشفى صارت الكاميرا أكثر ثباتا واللقطات أكثر وسعا وصار البورتريه للمدينة مغايرا عما كان يحدث داخل المستشفى".

وأوضحت سنجاب أنه من هنا ولدت فكرة العلاقة بين الداخل والخارج، الأشبه بنافذة يتابع من خلالها المشاهد الأحداث في حلب، وأيضا التغيرات التي تطرأ على حياة الشخصيات عندما غادرت مدينتها وحان الوقت لمواجهة ذكريات ما حدث.

ولذلك ينقسم الفيلم إلى جزئين، أحدهما داخل حلب والثاني خارجها، لدى وصول الشخصيات المحورية إلى بر الأمان وإلى المدن التي ستعيش فيها حيوات جديدة، وهي تروي لسنجاب الحياة في حلب أثناء الحصار بعد أن أصبحت تجارب الأمس ذكريات اليوم.

أما حبق فقال إن العلاقة بين المصور وآلة التصوير "تبدأ في اللحظة التي يريدها المصور أن تبدأ. وهي اللحظة التي تأخذ فيها (كمصور) القرار بأن توثق أكبر قدر ممكن من الحالات التي تحدث أمامك".

وتابع "كنا داخل حصار. لا وقت لديك لتكتب سيناريو وتستهل بعده التصوير. لا وقت لديك لتفكر في اللقطة أو جماليتها. جل ما تستطيع أن تفعله هو إعطاء الكاميرا روحك... وعلى الرغم من أنها صارت اليوم مكسورة بيد أنها ما زالت معي. مستحيل أن أتخلى عنها في يوم من الأيام".

وتابع قائلا "كنت أمام خيارين إنسانيتي وفيلمي. لو اخترت فيلمي فقط كنت بكل تأكيد سأصف نفسي بالإنسان العاطل. اخترت أن أصور وأساعد في الوقت عينه".

أما بالنسبة لاختيار عنوان مجانين حلب، قد أكدت سنجاب ضاحكة أنها كانت فكرة حبق الذي انطلق من جملة "مجانين حلب مروا من هنا"، التي يلاحظها المشاهد في نهاية الفيلم مكتوبة بالأسود على أحد جدران المستشفى.

وقال مشاهدو الفيلم، ومنهم البريطانية ميرا هيو (37 سنة) إنها بعد العرض لم تستطع أن تسيطر على انفعالاتها لاسيما وأنه مصور بطريقة "حقيقية ولكن شديدة القسوة".

وتابعت "كنت أقرأ الترجمة إلى اللغة الإنجليزية ولكنني أعترف بأنني أحيانا كنت أنسى أن أقرأ الجمل المدونة على الشاشة وأركز فقط على المشاهد التي توثق لحظات لن تنساها الشخصيات. الوجوه بتعابيرها كانت أكثر من قادرة على رواية القصة أو بالأحرى القصص التي كانت تكتب فوريا".

أما المشاهدة مي زين (45 سنة)، قد قالت إنها كانت تغمض عينيها خلال المشاهد التي كانت تدور في غرفة العمليات.

وأضافت "شعرت برعب حقيقي. وانقطع نفسي في بعض اللحظات المصورة داخل المستشفى. لا أستطيع أن أتخيل نفسي أعيش هذه الظروف. كيف تمكنوا من أن يجدوا الأمل وأن يكملوا المسيرة؟ خلال المشهد الذي يصور أفراد فريق العمل الطبي يرقصون ويغنون للتغلب على الخوف والحزن كنت أبكي بلا توقف".

 

التعليقات