19/05/2020 - 11:48

"إغلاقنا الإيراني": وثائقي يحكي حياة زوجين تحت الإغلاق

أصدرت "ذي غارديان" فيلمًا وثائقيًا، حديثًا في شهر أيّار/ مايو الجاري بعنوان؛ "إغلاقنا الإيراني" (أوَر إيرانين لوكداون)، متناولًا حياة الثنائيّ، صنّاع الفيلم، في ظل الإغلاق في إيران.

مشهد من الفيلم (تصوير شاشة)

أصدرت "ذي غارديان" فيلمًا وثائقيًا، حديثًا في شهر أيّار/ مايو الجاري بعنوان؛ "إغلاقنا الإيراني" (أوَر إيرانين لوكداون)، متناولًا حياة الثنائيّ، صنّاع الفيلم سارة ومحمد رضا، في ظل الإغلاق.

ويُعد فيلمهم صورة حميمة من العلاقات التي يعيشها زوجين في هذهِ الأوقات الصعبة وغير المستقرّة.

وعالج الفيلم الوثائقي، والذي تم تصويره على مدى عدة أسابيع في الحجر الصحي في طهران، الخسارة المدمرة لأفراد الأسرة إثر فيروس كورونا.

ويعرض الفليم انتشار الأخبار "المخيفة" حول الفيروس التاجي في طهران وأصبحت خلفية حياتهم في الفيلم. يرون العالم الخارجي من شرفتهم، ويراقبون الجيران وهم يطلقون الألعاب النارية وموسيقيّي الشوارع. مع اقترابهم من العام الفارسي الجديد، الذي يعد وقتًا من أجل شمل الأسرة، ويجد الزوجان في ذلك، الأمل والسعادة عبر الطقوس التقليدية.

وأعدّت "ذي الغارديان" مُقابلة مع الثنائي صانعي الفيلم سارة خاكي، ومحمد رضا:

سؤال: لماذا قررتم صنع هذا الفيلم؟

محمد رضا: أثناء تفشي فيروس كوفيد 19، نعلم أن الجميع ليسوا بخُبراء. إنه وقت للتعلم من بعضهم البعض. عندما تحدثت سارة معي عن فكرة التصوير هذه المرة في الحجر الصحي، وافقت دون تردد.

سارة: بدأنا بتصوير أنفسنا في غضون ساعة من الحديث عنها أولًا. بصفتنا صانعي أفلام، فمن الغريزة الطبيعية أن ننجذب إلى الكاميرا كأداة للتنقل عبر الأوقات غير المؤكدة. في نفس الوقت الذي بدأنا فيه التصوير، علمنا أن عمي قد مات. نظرًا لأن فيروس كورونا يغيّر الطرق والأساليب التي نحزن بها كبشر أو نحتفل بها، فقد أصبح التصوير أداة للشفاء يمكن من خلالها لمعالجة حزننا وحدادنا.

سؤال: ما هي الرؤية الإبداعية وراء الفيلم وكيف بدأتم بتسجيل أنفسكم؟

سارة: منذ البداية، قررنا محاولة استخدام إمكانيتنا المحدودة لمصلحتنا الإبداعية. نظرًا لأننا اضطررنا للبقاء في الحجر الصحي، فقد قررنا أن نرى العالم الخارجي فقط من شرفتنا حيث كان هذا هو المكان الذي يربطنا بالعالم الخارجي.

محمد رضا: هذا الوباء يطرح بعض الأسئلة الفلسفية الأساسية، مثلًا؛ كيف يمكن للمرء الحفاظ على السعادة حتى في حالات الكوارث؟ وكان الاحتفال بالسنة الإيرانية الجديدة ردنا على هذا السؤال. وبدلًا من الشعور بالإحباط بسبب الوضع الجديد غير المؤكد، نظرنا إلى الأمل الذي يجلبه الربيع. بطريقة ما، أود أن أعتقد أننا اخترنا الحكمة الرواقية لأوقات الفوضى.

سارة: علمنا أيضًا أننا أردنا أن نلتقط أنفسنا قبل العام الإيراني الجديد. بين محادثاتنا والمكالمات الهاتفية الدورية والتنظيف والخبز وإعداد طاولة النوروز(الاسم الفارسي للعيد)، كان لدينا الكثير لتصويره. ثم كانت هناك لحظات غير مقصودة زادت من إحساسنا بالمزاج والهدف من التصوير، مثل اللحظة التي تعرض فيها محمد رضا لنوبة ذعر أو عندما اكتشفنا أن عمي قد مات.

سؤال: ما الأثر الذي تأمل أن يكون لهذا الفيلم على المشاهد؟

محمد رضا: نعتقد أن أوجه التشابه بيننا أكبر من خلافاتنا. يوضح لنا هذا الوباء أننا جميعًا في نفس القارب ونحتاج إلى دعم بعضنا البعض واحترام الأرض والعالم أكثر من أي وقت مضى.

سارة: يبدو أنه لا يوجد شيء أكثر عالمية من الفيروس التاجي في هذا العالم وفي هذه اللحظة! لذا، على عكس القضايا الخاصّة التي تمرّ بها كلّ دولة، فإن هذا الموضوع مرتبط جدًا وبصراحة تامة، كابوس الجميع. من خلال مشاركة كيفية تعاملنا معها وتقديم لمحة عن حياتنا الخاصة، نود أن نقترح أننا جميعًا في هذا الأمر معًا.

أيضًا، نعتقد اعتقادًا راسخًا أن هناك صلة بين هذا الفيروس وتغير المناخ. ويشير الاحتفال بالسنة الإيرانية الجديدة إلى فكرة أنه إذا كنا لطفاء مع الأرض، فقد نحصل على عدد أقل من هؤلاء الأعداء غير المرئيين في حياتنا.

سؤال: هل يوجد تحديثات للإغلاق العامّ في إيران؟

محمد رضا: نبحث عن طرق إبداعية جديدة للتعامل مع عدم الاستقرار. نحن نحاول أن نبقى متفائلين بأن فيروس كورونا، على الرغم من الفوضى، يعطينا بعض الدروس الإيجابية.

سارة: نستمر في عزل أنفسنا في الوقت الحالي، ونغادر المنزل أحيانًا فقط لرؤية والديّ. لقد وعدنا والديّ بعدم رؤية أي شخص آخر حتى نتمكن من الاستمرار في رؤيتهما.

التعليقات