10/06/2020 - 14:21

ما الذي يجعل الأميركي وطنيا؟... المخرج السينمائي سبايك لي يجيب

كان المخرج الأميركي، سبايك لي في العاشرة من عمره عندما رفض محمد علي (كلاي)، عام 1967، الالتحاق بالجيش في حرب فيتنام، قائلا إن في ذلك الوقت إن تلك لم تكن حربه وأن الفيتناميين "لم يؤذونني".

ما الذي يجعل الأميركي وطنيا؟... المخرج السينمائي سبايك لي يجيب

مشهد من فيلم المخرج، سبايك لي(أ ب)

كان المخرج الأميركي سبايك لي في العاشرة من عمره عندما رفض محمد علي (كلاي)، عام 1967، الالتحاق بالجيش في حرب فيتنام، قائلا إن في ذلك الوقت تلك لم تكن حربه وأن الفيتناميين "لم يؤذونني".

موقف علي، والانتقادات اللاحقة التي تعرض لها، تركت أثرا لا يمحى في قرارات لي، ما جعله يبدأ فيلمه الأخير "دا 5 بلودز" بمقتطفات من خطاب علي.

وقال لي: "الجميع يعشق محمد علي رغم وفاته. لكنه كان في وقت من الأوقات أكثر الرجال كراهية في أميركا".

ويعد فيلم "دا 5 بلودز"، الذي يعرض للمرة الأولى يوم الجمعة المقبل على شبكة "نتفليكس"، أول فيلم يسلط الضوء على تجربة الجنود السود في فيتنام. ويحتوي على مقتطفات من كلمات محمد علي وشخصيات ناشطة سوداء أخرى في حقبة الستينيات، وهو ما يجعل من الفيلم لا مجرد فيلم حربي، بل تحقيقا حول معنى الوطنية للأميركيين السود.

أوضح لي: "عادة ما يجسد جون وين البطولة الأميركية في زمن الحرب. لذا شعرت أنه بات لزاما أن يكون لدينا وطنيون أميركيون حقيقيون".

وسيعرض لي الفيلم في الوقت الذي خرج فيه الملايين إلى الشوارع للاحتجاج على العنصرية وعلى خلفية مقتل جورج فلويد.

لم يكن لي البالغ من العمر 63 عامًا الشخص الذي يتلاعب بالكلمات ولكنه كان يميل بشكل خاص إلى الاستدلال بالحقائق كما ذكر خلال مقابلة أجريت معه مؤخرًا عبر الهاتف من شقته في الجانب الشرقي من نيويورك حيث يخضع للعزل مع زوجته تونيا وطفليهما، ساتشيل وجاكسون. الاضطرابات التي أعقبت وفاة فلويد جعلت أفلام لي أكثر إلحاحًا.

فيلم "دا 5 بلودز"، هو أول أفلام لي حول قضية الحرب في فيتنام، ويوسع مسح لي الشغوف والنزيه والضروري للتاريخ والعرق الأميركي، ويأتي استكمالا لعدد من القضايا التي شهدها التاريخ الأميركي بدءا من مالكولم إكس في الستينات وحقبة ما بعد إعصار كاترينا في ولاية نيو أورليانز والأحداث الحالية في شيكاغو.

يتناول الفيلم قصة جنود أميركيين سابقين من أصل أفريقي أبرزهم ديلروي ليندو، وكلارك بيترز، وإيزيا ويتلوك جونيور، ونورم لويس يعودون إلى فيتنام للبحث عن رفات قائد فرقتهم تشادويك بوسيمان وكنز مدفون.

لم تحظ إسهامات الأميركيين السود في حرب فيتنام بالتمثيل الكافي، لكن أدوارهم الصغيرة في أفلام حرب فيتنام الذي يعد الصراع الأول بعد بدء حركة الحقوق المدنية، تعد انتهاكا صارخا لجهودهم. كان الجنود السود يشكلون 11 بالمئة من القوات الأميركية في فيتنام مع مجموعة محدودة من الضباط. لكنهم في عام 1965، كانوا يشكلون 23 بالمئة من مجموع القوات المقاتلة.

قال ليندو مبينا نوعية محتوى الفيلم: "لقد اختفينا بشكل منهجي تقريبًا في تلك الأفلام. عندما تنظر إلى أعمال تتناول حرب فيتنام مثل "بلاتون"، و"القيامة الآن"، ستجد أن الجنود السود مهمشين وربما غير موجودين تقريبًا".

وذكر ليندو أنه عبر عن استيائه الشديد لفيلم "بلاتون" لأوليفر ستون، الذي يظهر الجنود السود بشكل متكرر بأنهم إما يموتون أو يفرون أو يخطئون. أذكر أنني شعرت بالاشمئزاز التام".

النص الأصلي لفيلم "دا 5 بلودز" أعده داني بيلسون وبول دي ميو كان بعنوان "ذا لاست تور". وكتب ليروي حكاية محاربين من ذوي البشرة البيضاء، وعرض في البداية على أوليفر ستون. لكن ستون لم يشرع فيه ليعرض بعد ذلك على لي.

وأوضح لي بقوله إن "علمت منذ البداية أنه كان نصًا رائعًا لكنني أردت أن أقلبه لأرويه من منظور المحاربين القدماء السود الذين شاركوا في حرب فيتنام.

وأدرج ويلموت ولي مقتطفات من أفلام وثائقية، ولكن بمجرد دخوله مرحلة المونتاج، سعى لي لإضافة المزيد.

وقال ويلموت، الذي يعمل بتدريس السينما أيضًا في جامعة كانساس: "إنه مهتم فقط بالعودة إلى الماضي للتركيز على الحاضر. سواء أردنا ذلك أم لا، فإن هذه فرصة لتصحيح التاريخ".

يحاول فيلم "دا 5 بلودز" التركيز على التناقض بين التحاق الأميركيين السود في الجيش في الوقت الذي تتصاعد فيه حركة الحقوق المدنية في الوطن. ففي أعماق غابات فيتنام، يظهر الرجال وهم يستمعون إلى الإذاعة عن اغتيال مارتن لوثر كينغ جونيور.

لم تتمكن أي شخصية من تجسيد هذا الصراع المؤلم بشكل كامل أفضل من المخضرم ليندو. فهو يجسد دور أحد مؤيدي دونالد ترامب، ويرتدي قبعة "فلنجعل أمريكا عظيمة مجددا". رفض ليندو في البداية الفكرة. يقول ليندو: "قلت لسبايك،" أنا أب. لا أريد أن يرى ابني ذلك".

وختم ويلموت بقوله: "عاد هؤلاء الرجال وعانوا من نفس القضايا والمشكلات التي يواجهها الأشخاص السود العاديون، باستثناء أنهم تحملوا العبء الإضافي المتمثل في الخضوع لتجربة مروعة في فيتنام".

التعليقات