29/05/2022 - 09:19

فيلم "تراينغل أوف سادنس" يفوز بالسعفة الذهبية بمهرجان "كان"

توّج مهرجان كان السينمائي بنسخته الخامسة والسبعين، السبت، فيلم "تراينغل أوف سادنس" السياسي الساخر عن العلاقات بين الطبقات في المجتمعات الغربية، بالسعفة الذهبية التي نالها مخرج العمل السويدي، روبن أوستلوند، للمرة الثانية في مسيرته.

فيلم

صورة من الفيلم (Triangle of Sadness)

توّج مهرجان كان السينمائي بنسخته الخامسة والسبعين، السبت، فيلم "تراينغل أوف سادنس" السياسي الساخر عن العلاقات بين الطبقات في المجتمعات الغربية، بالسعفة الذهبية التي نالها مخرج العمل السويدي، روبن أوستلوند، للمرة الثانية في مسيرته.

فبعد "تيتان" للفرنسية جوليا دوكورنو العام الماضي، اختارت لجنة المهرجان فيلما غير تقليدي أيضا لكن من دون مشاهد دامية هذه المرة، لمنحه الجائزة الأرفع في المهرجانات السينمائية العالمية.

وبعد خمس سنوات على الفوز بفضل فيلم "ذي سكوير"، انضم المخرج السويدي البالغ 48 عاما إلى النادي المغلق للمخرجين الحائزين "السعفة الذهبية" مرتين، بينهم الأخوان داردين وكن لوتش.

ويقدّم المخرج الفائز في هذا الفيلم نقدًا لاذعا للرأسمالية وتجاوزاتها في مجتمعات غربية تولي اهتماما كبيرا للمظاهر.

ويروي "تراينغل أوف سادنس" مغامرات يايا وكارل، وهما ثنائي من عارضي الأزياء والمؤثرين على الشبكات الاجتماعية يمضيان إجازة فارهة على سفينة استجمام، لكن رحلتهما تنقلب إلى كارثة.

هذا العمل الذي يبدو أشبه بنسخة معاكسة لـ"تيتانيك" لا يكون فيها الأكثر ضعفا بالضرورة هم الخاسرون، يصور بشكل ساخر التباينات الاجتماعية، بين الأغنياء والفقراء وأيضا بين الرجال والنساء أو بين البيض والسود.

وقال المخرج السويدي الذي تربى على يد والدته الشيوعية والذي يصنف نفسه على أنه "اشتراكي"، إنه لم يسقط في فخ "تصوير الأغنياء على أنهم أشرار"، مفضلا "فهم سلوكياتهم".

وأوضح أوستلوند الذي بدا متحمسا جدا لدى تسلمه الجائزة "عندما بدأنا العمل على هذا الفيلم، كان لدينا هدف واحد يتمثل في محاولة صنع عمل يثير اهتمام الجمهور ويدفعه إلى التفكير مع منحى استفزازي".

وأقر رئيس لجنة تحكيم المهرجان الممثل، فنسان لاندون، من ناحيته بأن "اللجنة كلها صُدمت بهذا الفيلم".

وقد علق في ذاكرة مشاهدي الفيلم مشهد التقيؤ الجماعي على متن السفينة بسبب حالات إعياء عمّت المسافرين جميعًا خلال حفلة عشاء على السفينة المترنحة، أو معركة الأقوال المأثورة بين القبطان الشيوعي وأحد الأوليغارشيين الروس.

ومنحت لجنة التحكيم التي تضم خصوصا، إلى جانب لاندون، الممثلة البريطانية ريبيكا هول التي برزت في فيلم "فيكي كريستينا برشلونة"، والممثلة الهندية ديبيكا بادوكوني والمخرج الإيراني أصغر فرهادي والفرنسي لادج لي (مخرج فيلم "لي ميزيرابل")، جائزتها الكبرى مناصفة إلى الفرنسية كلير دوني (76 عاما) عن فيلمها "ستارز أت نون" والمخرج البلجيكي لوكاس دونت البالغ 31 عاما عن فيلمه الثاني "كلوس" الذي يقارب مسألة معايير الذكورة.

على صعيد التمثيل، فاز الكوري الجنوبي سونغ كانغ هو (55 عاما) بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم "بروكر" للمخرج الياباني هيروكازو كوري-إيدا.

أما جائزة أفضل ممثلة فنالتها الإيرانية زار أمر إبراهيمي عن دورها في فيلم "العنكبوت المقدس" للمخرج علي عباسي. وتؤدي إبراهيمي في الفيلم دور صحافية شابة من طهران تتعقّب بنفسها سفاحًا ارتكب سلسلة جرائم قتل أودت بحياة بائعات هوى في مدينة مشهد الإيرانية وتحاول جعله يدفع ثمن جرائمه.

وقالت إبراهيمي "هذا الفيلم يتحدث عن النساء وجسدهن، هو فيلم مليء بالوجوه والشعر والأيدي والصدور والجنس، كل ما يستحيل إظهاره في إيران".

كذلك قالت بالفارسية "الليلة لدي شعور بأنني مررت برحلة طويلة قبل وصولي إلى هنا على هذه المنصة وهي رحلة تميزت بالإذلال"، وشكرت فرنسا على الترحيب بها.

وأصبحت إبراهيمي نجمة في إيران في بداية العشرينات من عمرها بفعل دورها في مسلسل "نرجس"، لكنها اضطرت لمغادرة بلدها ولجأت إلى فرنسا 2008.

وفاز المخرج السويدي من أصل مصري طارق صالح (50 عاما) بجائزة أفضل سيناريو عن فيلمه "صبي من الجنة"، وهو عمل تشويقي سياسي ديني ينتقد أداء السلطات المصرية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي ويغوص في عالم أبرز المؤسسات المعنية بالإسلام السني.

التعليقات