30/05/2013 - 12:52

الفنانة ثراء أبو ياســين: أُحارب العنف بريشتي

ثراء اشتركت بكثير من المعارض في البلاد ،ولكن أهمها كان ذلك المعرض الذي أقيم على جذوع وأغصان الأشجار في قرية "الظهرة" المهجّرة، وهو معرض (ضجيج الصمت) وقد عرض على أغصان الأشجار في أرض القرية المهجرة، وكأن اللوحات تصرخ على أهل البلدة الغائبين عنها.

الفنانة ثراء أبو ياســين: أُحارب العنف بريشتي

ثراء أبو ياسين فنانة من قرية بير السكة في المثلث، وهي أم لثلاثة أطفال وتبلغ من العمر (39) تقول هذا سني لا أخبئ سني..
التقتها "فصل المقال" في معرضها للرسم في بير السكة القريب من بيت والديها.

المكان المحيط في بيت والديها وبمرسمها هادئ جدا وسط طبيعة ريفية نفتقدها في معظم قرانا، القرية قليلة العدد حوالي 2000 نسمة وما زال هناك مساحات زراعية بين البيوت وأمامها من أشجار مثمرة وأزهار وأشجار زينة.

تقول إثراء أبو ياسين"درست الفن في بيت بيرل وحصلت على شهادة تفوق، كانت لدي ميول للرسم منذ كانت في الخامسة من عمري!

لاقيت تشجيعًا من والديّ، وخصوصًا من والدتي التي كانت تلهمني  بالأفكار لأترجمها إلى رسومات، والدتي عملت مدرسة في الكويت ثم جاءت الى عنبتا وتزوجت من والدي في بير السكة، علّمتني أسماء كبار الرّسامين،مثل بيكاسو وليوناردو ديفنشي وغيرهما،في الرابعة عشرة من عمري كنت أرسم بالزيت، ولكن الآن أرسم بالإكليريك وذلك لأنه أقل ضررًا من الزيت، وذلك لأنني أعاني من الحساسية للزيت.

لثراء أبو ياسين ميول فنية ليس فقط بالرسم، بل بالتمثيل والمسرح، وهي تدرب أطفالا من طلاب مدارس قرى زيمر وباقة وجت  والمنطقة،  فقد ألفت مسرحية تحكي عن جيل المراهقة، وهي مسرحية كوميدية هادفة من تأليفها عن أم تربي أولادها بغياب الوالد تقول" أستوحيت المسرحية من تجربتي الذاتية لأنني منفصلة ومعيلة وحيدة".

وسوف تعرض مسرحيتها في (كلية القاسمي)، وعن علاقتها بالمسرح ومسرحيتها الأولى تقول"أحب روح المسرح، أكره التقيد"

وتعود الى الرسم" رسوماتي مستقاة من المحيط الهادئ الريفي،الآن أرسم الطفولة، هذا قد يتجلى ببذرة أو زهرة،وليس بالضرورة ظهور أطفال في اللوحات" 

وعن الصعوبات التي واجهتها في مشوراها الفني تقول " هناك صعوبات معنوية ومادية أولها عدم تقدير الفن، رغم وجود قلة قليلة تدعمه، أنا لا أتوقع أن أعيش من الفن،إلا من خلال تعليم دورات للفن".

تضيف إثراء" كنت أضطر للدفع من جيبي كي أقدم شيئًا للطلاب، أعلّم الآن في المركز الجماهيري، وهو مصدر معيشتي الوحيد، قبل هذا عملت مركزة فنون في بيت للمسن ولكن كان صعبًا جدًا". 

-لكل فنان مصادر، فما هي مصادر إثراء الفنية!
-مصادري هي جدتي، الإمرأة التي كانت أمية، لكنها كانت تحب التطريز، وكان لديها ذوق في الألوان، كانت تغزل كنزات الصوف وغيرها من منسوجات،عاشت جدتي حتى عام 2003،كان لديها ملاحظات قيّمة على الألوان، تنم عن ذوق رفيع، أما والدتي فقد منحتني محبة الطبيعة، وهي التي تختار لي الصور للمعارض!

ثراء اشتركت بكثير من المعارض في البلاد ،ولكن أهمها كان ذلك المعرض الذي أقيم على جذوع وأغصان الأشجار في قرية "الظهرة" المهجّرة، وهو معرض (ضجيج الصمت) وقد عرض على أغصان الأشجار في أرض القرية المهجرة، وكأن اللوحات تصرخ على أهل البلدة الغائبين عنها.
كذلك رسمت على جدار الفصل العنصري يوم تحرير الأسرى في صفقة شاليط إلى  جانب عدد كبير من الرسامين.

وعن طموحها تقول ثراء"أريد الوصول إلى العالمية، ورسالتي هي أن أدرّس الطلاب وأمنحهم ما افتقدته في طفولتي من رعاية فنية، وأن أردع العنف بريشتي، أنا أؤمن أن الفن سوف يتخلد، كانت ظروف حياتي صعبة ولكن حياتي كانت تتجدد بالفن. 

وتضيف عن تجربتها مع الأطفال" كثير من الأطفال جاؤوا عندي ودخلوا في دورات، وكان الفن عامل تغيير إيجابي كبير بالنسبة لهم.
وبهذه المناسبة أطلب من النقد الفني أن يكون مؤدبًا وليس مدمّرا". 

وعلى سؤال من يعجبها من الرسامين المحليين قالت" تعجبني رسومات المرحوم سليم مخولي من كفر ياسيف وإياد زيدان من طولكرم أمد الله في عمره".   
       

التعليقات