14/10/2017 - 16:52

"المنفى عمل شاق" للفنان عيسى ديبي في متحف بيرزيت

نظم متحف جامعة بيرزيت معرض فردي للفنان الفلسطيني الحيفاوي بروفيسور عيسى ديبي، بعنوان "المنفى عمل شاق"، حيث يمتد المعرض ما بين 4 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، إلى 4 كانون الثاني/ يناير 2018، ويضم المعرض مجموعتين من أعمال عيسى ديبي.

ينظم متحف جامعة بيرزيت معرض فردي للفنان الفلسطيني الحيفاوي بروفيسور عيسى ديبي*، بعنوان "المنفى عمل شاق"، حيث يمتد المعرض ما بين 4 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، إلى 4 كانون الثاني/ يناير 2018، ويضم المعرض مجموعتين من أعمال عيسى ديبي، هي "المحاكمة"، و"الوطن الأم".

وكان معرض "المحاكمة" قد شارك في وقت سابق من العام 2013، في مهرجان "بينالي" في مدينة البندقية الإيطالية، بينما كان من المفترض أن يشارك معرض "الوطن الأم" في "بينالي كاناكالي" في تركيا عام 2016، إلا أنه ألغي بسبب الضغوط السياسية التي مورست في تركيا عقب الانقلاب العسكري الفاشل.

على هذه الخلفية، بهذا الجمع بين العملين يثير المعرض حوارا بين موضوعيهما، فيناقش كل من الثورة والمنفي، لكنه في الوقت ذاته يثير عددا من القضايا المتعلقة بالسياق الأصلي في هذه المعارض الدولية، والتي تلعب فيها الهوية الوطنية دورا خاصا.

ويعتبر عرض "المحاكمة"، عمل مركب لقناتي فيديو يصورا مجموعة من الممثلين في مسرح مربع أسود يقرأون أجزاءً من نص بيان عام 1973 للشاعر الفلسطيني داود تركي، حين كان يحاكم في محكمة إسرائيلية بتهم التجسس والتعاون مع العدو.

كان تركي شيوعيا وتردد في تصريحاته صدًا للخطاب الثوري لهذه الأيام.

صوّر عيسى العمل في حيفا والتي هي ليست فقط مدينة تركي وإنما كذلك المكان الذي نشأ فيه عيسى ديبي، كان ديبي وقت تصوير العمل مقيمًا في القاهرة فور انفجار ثورة 25 كانون الثاني/ يناير 2011. وبينما ينطلق العمل من خصوصيات متعلقة بالثورة الفلسطينية وارتباطها بالتيارات الثورية العالمية في السبعينات، إلا أن به صدى للوضع السياسي المصري في 2013، وبتساؤلات أكبر حول الصراع الثوري بصورة عامة.

فيما يعتبر معرض "الوطن الأم"، مرثية لوالدة الفنان من خلال تأمل فوتوغرافي في المنفى، التقط عيسى صورًا لمناظر طبيعية في الولايات المتحدة وسويسرا، حيث عاش السنوات الأخيرة. يتساءل في هذا المشروع عن معنى "الوطن" و "الأم" كيف نعرفهما؟ ما هي الطبيعة العاطفية للوجود بين المساحات والأماكن؟ وأخيرا، كيف ترتبط التيارات السياسية الكبيرة بالحياة الشخص للإنسان؟

سيعرض "الوطن الأم" على هيئة سلسلة من الصور الفوتوغرافية المطبوعة التي تستدعي شاعرية المكان.

يطرح سياق عرض "المحاكمة" مسألة القومية واستعراضها في المحافل الدولية الكبرى، كيف تمارس الهوية في هذا السياق؟ وكيف تتمتع بعض الدول بامتيازات أكثر من الأخرى؟ كيف تتقاطع السياسة الحقيقية مع سياسة العرض الفني؟ يرتبط هذا بصورة خاص بموضوع المحاكمة حيث الموقف الشيوعي من النضال الطبقي الذي يتجاوز القومية والعرق وغيرهما من عناصر الهوية.

بالتزامن مع المعرض، سيشارك الفنان في ندوة حوارية في مركز خليل السكاكيني الثقافي تحت عنوان: "الصراع حول العموميات: استحقاق العالم في ظل وما وراء الحرب، الاحتلال، والمنفى".

يمثل متحف جامعة بيرزيت فضاء فني موجود وسط الحرم الجامعي يروج للفنون البصرية في المجتمع الفلسطيني من خلال المعارض المختلفة والبرامج التدريبية والتعليمية.

ويعمل المتحف بشكل عضوي في إطار بيئته المحيطة مقدمًا مدخلًا فريدا في التجربة الثقافية الفلسطينية للتعلم في متحف فني.

يوجد في متحف جامعة بيرزيت اليوم أكثر من 2100 قطعة من مجموعة الفنية والإثنوغرافية لمتحف الجامعة والتي تتضمن الملابس الفلسطينية التقليدية، ومجموعة توفيق كنعان من الأحجبة والتمائم والأعمال الفنية. يتم من خلال متحف الجامعة دراسة وعرض المجموعات الفنية والإثنوغرافية مع توثيقها وعرضها. من خلال بزوم، يتم دراسة المجموعات الفنية و والإثنوغرافية وعرضها وتوثيقها وحفظها، تستخدم المجموعة كذلك كمادة وكمصدر بصري للمعرفة يهتم بالتاريخ والهوية والتراث، ظلت مجموعات جامعة بيرزيت حجر الزاوية للمتحف على مدى أكثر من 20 عاما.


بروفيسور عيسى ديبي

بروفيسور عيسى ديبي*

فنان، ومحاضر جامعي وباحث في الفنون البصرية، مقيم في مدينة جنيف السويسرية، شغل ديبي العديد من المناصب الأكاديمية في الولايات المتحدة الأميركية، مصر المكسيك وبريطانيا، حيث كان أول أكاديمي فلسطيني يتولى رئاسة برنامج الثقافات البصرية في الجامعة الأميركية في القاهرة، ولاحقا أيضا أشغل منصب رئيس قسم الفنون البصرية في جامعة مونتكلير في ولاية نيوجرسي الأميركية. يذكر أن أعمال ديبي عرضت عالميا في دور العرض والمتاحف، منها بينالي البندقية، متحف مدينة نيويورك وغيرها في العالم العربي.

ولد بروفيسور ديبي في مدينة حيفا عام 1969 وحاز على شهادة الدكتوراه في الفنون البصرية من جامعة ساوثهامبتون البريطانية، حيث أشرف على دراسته البروفيسور الفلسطيني بشير مخول.

التعليقات