09/10/2018 - 13:33

"مئة عام": معرض صور للقدس بين الماضي والحاضر

عرض الفنان الفلسطيني جاك برسكيان في معرضه "مئة عام"، دمجًا لصور فوتوغرافية قديمة وأخرى حديثة بطريقة فنية، والذي يتيح الاطلاع على واقع مدينة القدس، كيف كانت قبل مئة عام وكيف هي الآن.

عرض الفنان الفلسطيني جاك برسكيان في معرضه "مئة عام"، دمجًا لصور فوتوغرافية قديمة وأخرى حديثة بطريقة فنية، والذي يتيح الاطلاع على واقع مدينة القدس، كيف كانت قبل مئة عام وكيف هي الآن.

وقال برسكيان خلال افتتاح معرضه في قاعة المركز الثقافي الفرنسي الألماني في رام الله، مساء أمس الاثنين "حصلت على مجموعة الصور القديمة لمدينة القدس من مكتبه الكونجرس، التي تعود لفريق مصوري الأميركان كولوني والتي التقطت قبل مئة عام".

وأضاف برسكيان "بحثت عن المكان الذي تم التقاط بعض الصور منه، وحاولت أن آخذ نفس الصورة وأطابق الصور فوق بعض".

وأوضح أنه "من خلال المطابقة والمقارنة بين الماضي والحاضر يمكن معرفة التغييرات التي شهدتها المدينة. ما الذي اختفى منها وما بقي قائم إلى يومنا هذا".

واختار برسكيان عرض الصور بطريقة تجعل الناظر اليها كأنه ينظر الى طبقات الأرض، وذلك من خلال صناديق خشبية مختلفة الأحجام، ووضع الصور القديمة بداخلها مع إضاءة، وتركيب لوح زجاجي على سطح الصندوق عليه الصورة الحديثة لنفس المكان الذي التقطت له الصورة القديمة.

ويمكن لزائر المعرض فتح الصندوق، ليستطيع رؤية الصورة القديمة بمفردها، وعلى اللوح الزجاجي أن يرى الصورة الجديدة لنفس المكان ويقارن التغيير الذي شهده خلال مئة عام.

وقال برسكيان إن العمل على هذا المعرض استمر عامين، أنجز خلالهما أربعين لوحة فنية يعرض منها في هذا المعرض 12 لوحة نظرا لضيق المكان.

وكتب برسكيان إلى جانب كل لوحة متى التقطت والمكان الذي التقطت فيه واسم المصور الذي التقطها.

وقال إن العمل على هذا المعرض "مكّنني ومكّن الجمهور من الاطلاع على وثيقة بحثية، لمعرفة تفاصيل حياة القدس وتأثير الاحتلال خلال المئة سنة الماضية على شكل المدينة.

وأضاف "بعض الأماكن التي تم التصوير فيها اختفت وأخرى تغيرت معالمها، كما أضيفت أشياء جديدة لأماكن أخرى غيرت طبيعتها، بينما نجت بعض التفاصيل من المسح الممنهج".

ويرى برسكيان أنه نجح في مقاربة الصور القديمة والحديثة إذ قال "أقارن بين زمنين تفصلهما مئة عام، تحمل المسافة الزمنية ما بينهما تغييرات وتحولات تلخص محاولات جديدة من المحو وإعادة كتابة تاريخ المدينة، ومساعي مُحكَمة لاحتلال مكان في مشهدها المقدس".

وأضاف "التغييرات التي تعكسها الصور، يمكن قراءتها كنتيجة لسلسلة من أحداث القرن الماضي التي وقعت في المنطقة وفي القدس تحديدا".

وتابع "من خلال مقاربة الصور القديمة والحديثة، ليس من الصعب على المرء استنتاج جملة المخططات التي فرضت في الماضي وتلك المفروضة اليوم والمخططات المستقبلية في المنطقة".

وأوضح برسكيان أن هذا المعرض عبارة عن مشروع عمل متواصل لتوثيق المزيد من التغييرات التي شهدتها المدينة.

وقال "من خلال هذا العمل الفني أحاول تشجيع الناس عامة وأهل المدينة بشكل خاص لإعادة تقييم علاقتهم مع المكان، وإعادة تفحصه عن قرب وحُبه والانغماس في تفاصيله الجميلة".

ويأتي معرض "مئة عام" ضمن سلسلة معارض وفعاليات مهرجان "قلنديا الدولي 2018"، في نسخته الرابعة لهذا العام.

وتقام فعاليات قلنديا الدولي بشراكة العديد من المؤسسات الثقافية الفلسطينية، وتمتد فعالياته على مدار شهر، وتشمل العديد من مدن العالم إضافة إلى المدن الفلسطينية.

ويستقطب المهرجان في كل دورة مجموعة من الفنانين المحليين والأجانب، لتقديم مجموعة من الأشكال الفنية المختلفة تشمل الرسم والنحت والموسيقى وغيرها.

ويرى القائمون على المعرض "أن استخدام قلنديا الدولي عنوانا لحدث فني كبير هو محاولة لتوظيف ما يحمله هذا الاسم من طبقات دلالية متعددة ومتناقضة. ويسعى إلى تكريس اسم فلسطين على خارطة العمل الثقافي في المشهد العالمي، وجعل فلسطين من جديد نقطة جذب".

وجاء في نشرة المعرض أن "قلنديا الدولي هو خطوة أخرى نحو استعادة مكانة فلسطين في الذاكرة والتاريخ، وفرض حضورها المبدع والإنساني".

وتستمر فعاليات المعرض حتى الثلاثين من الشهر الجاري، وشهد الزوار يوم الاثنين افتتاح ثلاثة معارض فنية في أمكان مختلفة من رام الله، تضمنت الرسم والنحت والتصوير.

التعليقات