21/12/2018 - 14:54

الفنانة عنان نجمي: الفنون ترسم هوية المجتمعات الإنسانية

نجمي: "الفن ربما هو من أسمى الرسائل، لأنه يغذى الروح ويصوّب سلوكنا ويفرغ طاقاتنا سواء كانت سلبية أم إيجابية، لذلك فإن المسيرة صعبة وشاقة من أجل صقل شخصية الإنسان السوي المتصالح والمتوازن".

الفنانة عنان نجمي: الفنون ترسم هوية المجتمعات الإنسانية

الفنانة عنان نجمي

تشق الفنانة التشكيلية، عنان نجمي، من قرية عبلين الجليلية طريقها نحو تحقيق أحلامها وطموحاتها في مجال الفن.

حصلت على لقب الأول في موضوع الفنون الجميلة وتحمل شهادة امتياز لمشروع التخرج، وهي صاحبة ستوديو للرسم والإبداع منذ 5 سنوات، تواجه تحدياتها في ظروف بالغة التعقيد لأن الفن ليس بأفضل حال في ظل وعي مجتمعي متدن لأهمية الفنون ودورها في بناء المجتمعات الإنسانية، لغاية الآن.

تواصل نجمي تفعيل ستوديو الفن على مدار أيام السنة، وتعتبر أن مبدأ الاستوديو ورسالته هي تنمية الحس الفني لدى الطلاب من أجل خلق الإبداع الحر ومواجهة الآفات المجتمعية لا سيما آفة العنف والجريمة القاتلة.

ويتعلم طلاب الاستوديو الفنون التشكيلية ويعرضون إنتاجاتهم منذ 4 سنوات، وتتراوح أعمارهم بين 3 و40 عاما.

مكون ثقافي

استعرضت نجمي مسيرتها الفنية، وقالت لـ"عرب 48" إن "الفن التشكيلي بالنسبة لي ليس لمجرد تجميل المنزل بلوحة جميلة أو تمثال أو تحفة فنية ما، إنما الفن التشكيلي مكون ثقافي أعمق من ذلك بكثير لا سيما في ظل وضعيتنا الخاصة كمجتمع عربي يتعرض وينكشف على آفات خطيرة، فهو ينمي لدى الفنان أو الطالب رؤية مختلفة عن الحياة، الجمال، تقبل الآخر، والحديث عن الفن وعن الإحساس الذي أدى لهذا العمل بأن يتحول إلى رسالة تربوية إنسانية، وهي رسالتي إلى كل الناس".

وأضافت أن "الفن ربما هو من أسمى الرسائل، لأنه يغذى الروح ويصوّب سلوكنا ويفرغ طاقاتنا سواء كانت سلبية أم إيجابية، لذلك فإن المسيرة صعبة وشاقة من أجل صقل شخصية الإنسان السوي المتصالح والمتوازن".

روح وإحساس

وأشارت نجمي إلى أن "مجتمعنا للأسف بعيد جدا عن هذه القيم والمفاهيم المتعلقة بالروح والإحساس، الطاقات والإبداع، ومن الضروري معرفة احتياجات الروح كما نعرف احتياجات الجسد. والرياضة والموسيقى مجالان مهمان كأهمية الرسم والفن الحر. عندما نتعلم عن فنانين عظماء، عن طريقة تعبيرهم وعن رؤيتهم، من الممكن أن نفهم أنّ هناك كثيرا من الأساليب المختلفة والمبدعة، من الممكن أن نعبر عن أنفسنا فيها بدلا من العنف، الشتائم، العصبية وغيرها من الظواهر السلبية".

وتحدثت نجمي عن تجربتها في تدريس الفنون، "عندما أعلّم في مدارس يهودية استوعب الفرق الشاسع الموجود بيننا، وخصوصا احترامهم للفن والفنانين، ودمج الفن بالمواضيع التعليمية الأساسية، وتقديرهم للمواد والمعلم. وللأسف في غالبية المدارس العربية فإن درس الفنون مجرد رسم عن اللوح، وكل طالب لا يجيد الرسم ينسحب وهو محبط دون أن يفتح المجال ليعرف أن الفن هو تعامل وتقبل للآخر، وأن المواهب قد تكون متعددة وأن الاختلاف أمر طبيعي، وأن الفن ليس محصورا بالرسم، إنما من الممكن أن تتعدد فنوننا بالورق، طين وفخار، جبص، والعديد من التقنيات المختلفة التي لم تعرض على الطالب ليكتشف مهاراته وماذا يحب".

المرأة والفن

وعن المرأة ومكانتها بالفن، قالت نجمي: كفنانة ومعلمة أهم كثيرا بقضايا المرأة بشكل خاص وهي تعنيني جدا، مواقفها واحتياجاتها وتقديرها لنفسها أولا وتقدير المجتمع لعطائها. أنا أم لابنتين وأحاول كل الوقت ترسيخ معتقداتي في نفوس ابنتي وبين الشابات والصبايا اللاتي يدرسن في الاستوديو، وهي احترام وتقدير الذات. أرى أن المرأة هي كائن قوي جدا، فهي تتحمل ما لا يتحمله الرجل، ومع ذلك يتعاملون مع قدراتها وعطائها كأنها مفهومة ضمنا. المرأة هي أساس البيت، الأسرة، والحياة. لوحاتي تتحدث عن المرأة القوية، المحاربة، الأم التي لا تتعب ولا تفكر بنفسها إنما بالآخرين، وبالتالي فإن هوية أي مجتمع إنساني تتحدد بفنونه وآدابه".

التعليقات