15/03/2019 - 12:10

الصدفة خلقت فنًا للقهوة

قررت الفنان التشكيلية المصرية، سارة مدحت (32 عامًا)، أن تحطم القاعدة التقليديّة لفنون الرسم، فغمست فرشاتها في فنجان القهوة وبدأت تبدع برسم لوحات وصور وجوه على وقع رائحة القهوة ولونها الأسمر الداكن.

الصدفة خلقت فنًا للقهوة

سارة مدحت من معرضها الأخير (القاهرة)

قررت الفنان التشكيلية المصرية، سارة مدحت (32 عامًا)، أن تحطم القاعدة التقليديّة لفنون الرسم، فغمست فرشاتها في فنجان القهوة وبدأت تبدع برسم لوحات وصور وجوه على وقع رائحة القهوة ولونها الأسمر الداكن.
بدأت سارة الرسم قبل نحو عشر سنوات باستخدام أدوات ومعدات الرسم التقليدية، حتى وقعت فرشاتها ذات مرة في فنجان القهوة بدلًا من "بالتة" الألوان، فغيّرت الصدفة مسار سارة الابداعي فتحوّلت القهوة لعشق وفن.

وفي حديثها للأناضول، تقول سارة "عشقت من يومها تأثير القهوة على ورق الرسم، إذ تضفي طيف من الحنين والأحلام، لتخرج اللوحات بلون ونكهة ورائحة الماضي".
وتشير أن أولى تجاربها مع الرسم بالقهوة كانت قبل 3 سنوات، وأن التحدي الأكبر في هذا الفن هو القدرة على تشكيل درجات مختلفة ومتعددة من رحم لون واحد.

وتعتمد سارة في رسم اللوحات على القهوة (سريعة التحضير) بالدرجة الأولى، يليها القهوة "المحمصة" التي يبرز دورها في الخلفيات والرتوش الأخيرة، لتضفي للألوان تدرجًا فنيًا.

وتعتبر الفنانة الشابة شعار أعمالها الفنية بالقهوة "أن كل قديم هو ذهب"، وتقول إن "عشق مذاق ورائحة حبات القهوة غالبا ما يستقر في نفوس الجميع لأنه يعبر عن كل ما هو قديم وقيم".

على مدى أسبوعين، نظمت سارة مدحت أول معرض لها باسم "وش (وجه) قهوة" في القاهرة، خلال الفترة من 24 شباط/ فبراير ، إلى 7 آذار/ مارس الجاري، وتوضح أنها استمدت اسم المعرض من طبيعة أغلب لوحاته التي تعتمد على الوجوه.

وعرضت سارة نحو 30 لوحة لوجوه فنانين مصريين من حقبة الأربعينيات الذي لقب بالعصر الذهبي للفن، أبرزهم رشدي أباظة، وحسين رياض، وشكري سرحان، وزكي رستم، وأحمد رمزي، وتوفيق الدقن، والفنان الكوميدي رياض القصبجي.
 

كما استحوذت الفنانات المصريات على نصيب كبير من معرض "وش قهوة" إذ تزين بوجوه شادية، وهند رستم، وزينات صدقي، ونجلاء فتحي، وشويكار، وماري منيب، والراقصة تحية كاريوكا، وكوكب الشرق أم كلثوم.

وتقول سارة "أحيانا بعد انتهاء فنجان قهوتي ألقي ما يتبقى منه على الورق وأراقب تأثيره في صمت (..) القهوة خامة ثرية في الرسم ولا تحتاج إلى إضافة ألوان تقليدية".

وتضيف: "قررت استخدام بعض الخامات التي طالما ارتبطت بفنجان القهوة، ومنها أعقاب السجائر وحبات البن المحمص، كديكور في اللوحات".

وتعبر سارة عن سعادتها بهذا اللون الفني، قائلة "لوحاتي ليست صورًا صماء لكنها ذات مذاق ورائحة من زمن جميل".

وبهذا اللون المبتكر اختارت سارة طريقًا مضمونًا، إذ يُعرف المصريون بغرام القهوة التي تعد قاسما مشتركا للصباحات، وأنفقت مصر نحو 133 مليون دولار في عام 2016 على استيرادها.
 

التعليقات