23/05/2020 - 22:23

مصر تودّع نحّاتها آدم حنين

توفي الفنان المصري، آدم حنين، الذي جمع بين السمات الفرعونية القديمة والحداثة في منحوتات عادة ما كانت لطيور أو حيوانات أخرى، يوم أمس الجمعة، وفقا لأسرته وكان عمره 91 عامًا.

مصر تودّع نحّاتها آدم حنين

النحات آدم حنين (أ ب)

توفي الفنان المصري، آدم حنين، الذي جمع بين السمات الفرعونية القديمة والحداثة في منحوتات عادة ما كانت لطيور أو حيوانات أخرى، يوم أمس الجمعة، وفقا لأسرته وكان عمره 91 عامًا.

وعانى حنين مؤخرًا من مضاعفات صحية مرتبطة بالتقدم في السن ونقل إلى مستشفى في القاهرة حيث توفي، حسبما قال عصام درويش، نائب مدير مؤسسة حنين.

ونشأ حنين في القاهرة لأسرة من الحدادين وصناع المجوهرات من محافظة أسيوط جنوبيّ مصر. وعادة ما قال إن زيارته وهو طفل للمتحف المصري، كانت نقطة التحول في حياته، وفي عمر الثامنة، صنع منحوتة طينية للفرعون المصري اخناتون ووضع نفسه على المسار نحو مسيرته العملية في النحت.

وقال في تعليقات سابقة نشرت على موقع "يوتيوب" إنني "اعتدت الاستيقاظ والجري إلى النوافذ ومشاهدة الطيور لوقت طويل. إنها تنقلك إلى مكان آخر، لغة أخرى، عالم آخر"، وكان شغوفا بالطيور والطيران، وهو ما أصبح سمة متكررة لعمله.

عادة ما نحت الطيور والقطط والكلاب وكلها كانت شائعة في الفنون المصرية القديمة، وكانت منحوتاته جريئة، سلسة، غير تقليدية، وتحمل أشكالًا هندسية قوية، أحيانًا صغيرة، وأحيانا ضخمة. ونحت أيضا أشخاصًا من الطبقة العاملة المصرية، خاصة من مدينة أسوان جنوب مصر، في أعمال تقليدية للقرى المصرية. في بداية الألفية الثانية، أنتج تمثالًا ضخمًا لسيدة الغناء العربي أم كلثوم.

تمثال سيدة الغناء العربي أم كلثوم، نحتهُ آدم حنين

وكان حنين متجذرًا بعمق في المواد المصرية التقليدية، وكثيرًا ما استخدم حجر الصوان والبرونز في تماثيله فضلًا عن استخدامه البردي والنحاس الطبيعي المتواجدين في مصر في رسومه.

وحصل على بكالوريوس الفنون من كلية الفنون الجميلة بجامعة القاهرة عام 1953، قبل الالتحاق بأكاديمية ميونخ للفنون الجميلة. وفي الستينات، ظهر كواحد من أبرز النحاتين المصريين، وقضى وقتًا طويلًا في الأقصر، يمتص التراث الفرعوني القديم. ولاحقًا، انتقل هو وزوجته عالمة الأنثروبولوجي عفاف الديب إلى باريس، حيث عاش أكثر من عقدين وحقق سمعة دولية.

وقاد حنين بعد العودة إلى مصر في التسعينات، ترميم أبو الهول الشهير في الجيزة، وهو العمل الذي حقق له فخرًا وطنيًا. وفي مدينة أسوان، أسس معرضًا سنويًا للنحت يجتذب الفنانين من أنحاء العالم.

وحوّل أيضا منزله في الجيزة إلى متحف لعمله. ففي حديقته، هناك نوع ما من الأقواس الذي يضم كثيرًا من منحوتاته لحيوانات.

وذكرَ حنين في التعليقات إن "الفن نعمة كبيرة من الرب للبشر. إنه يجعل الشخص يعلم نفسه ويتفاعل مع الفن، يغير مشاعره وأفكاره".

التعليقات