16/09/2021 - 12:53

نجمات الفن والسينما العربية في معرض "تخليدي" في باريس

يقيم معهد العالم العربي في باريس معرضا ضخما لتخليد نجمات فنون الموسيقى والسينما والرقص العربيات في القرن العشرين، وذلك في إطار أنشطته المعززة للثقافة والفنون العربية التي تستمر حتى نهاية شهر أيلول/سبتمبر الجاري.

نجمات الفن والسينما العربية في معرض

"من أم كلثوم إلى داليدا" (أ.ف.ب)

يقيم معهد العالم العربي في باريس معرضا ضخما لتخليد نجمات فنون الموسيقى والسينما والرقص العربيات في القرن العشرين، وذلك في إطار أنشطته المعززة للثقافة والفنون العربية التي تستمر حتى نهاية شهر أيلول/سبتمبر الجاري.

يأخذنا معرض "النجمات من أم كلثوم إلى داليدا" في جولة داخل أروقة التاريخ الفني للعالم العربي والتي شهدت بزوغ فنون السينما والموسيقى العربية الحديثة، مسلطا الضوء على الدور الذي ساهمت به هؤلاء النجمات وللمرة الأولى تجتمع أم كلثوم وأسمهان وفيروز ووردة وتحية كاريوكا وسامية جمال وليلى مراد وصباح وسعاد حسني وفاتن حمامة وأخيرا وليس آخرا هند رستم تحت أضواء التكريم في معرض واحد.

يحتفي إذن "معهد العالم العربي" بسحر هؤلاء النجمات اللائي أثرين العصر الذهبي للموسيقى والسينما العربية، وذلك عن طريق إعادة خلق ذلك الجو الساحر والهالة الفنية المضيئة وأجواء الشهرة والافتتان التي رافقتهن على امتداد سنوات طوال من عمر القرن العشرين ولا زالت.

يقدم المعرض حياة هؤلاء النجمات الاستثنائيات وتاريخهن وفنهن ويدعونا إلى اكتشاف تراثهن والكنوز الثقافية الحقيقية التي تركوها للأجيال التي جاءت من بعدهن.

ويرفع معرض "النجمات" الستار عن جوانب مجهولة من حياة أساطير الغناء والسينما العربية، ويركز على ما بذلنه من جهود مضنية في المجتمعات العربية الذكورية ليحظين بما يستحقنه من مكانة خلدت ذكراهن على مدار العصور.

فعلى حد قول رئيس معهد العالم العربي، جاك لانغ، "ما سمح لهؤلاء الفنانات بارتقاء سلم ذلك المقام الذي يكاد يتماس مع القداسة لم يكن شيئًا آخر غير فنهن وموهبتهن وقوة عزيمتهن... لقد كن نساءً متحررات مؤمنات بفنهن فصدحت أعمالهن وعلا صوتهن بترانيم الحرية".

وأضاف رئيس معهد العالم العربي "فقد كن نساء من عامة الشعب ومن البورجوازية، يتيمات ومنفيات، مسلمات ومسيحيات ويهوديات، يشهد تاريخهن الفريد على التنوع الاجتماعي والثقافي للعالم العربي".

يكرّم المعرض هؤلاء النساء المؤثرات اللائي ساعدن في إعادة تشكيل الفنون التي برعن فيها وسمحت لبلدانهن كمصر ولبنان والجزائر بالتألق في سماء العالم العربي.

وفي قطيعة مع التقاليد الاجتماعية، أعطت هؤلاء النساء للمرأة مكانة غير مسبوقة في مجالات الصحافة والموسيقى، والرقص، والغناء، والسينما. وبفضل مواهبهن وجاذبيتهن، قدن جماهيرهن، وغالبيتهم من الذكور، في رحلة الوصول إلى حالة من الوجد خلال حفلاتهن الموسيقية أو جعلوهن يحبسوا أنفاسهم في عروضهن بدور السينما.

وإضافة لعبقريتهن الفنية، جسّدت هؤلاء النجمات مُثُل المجتمع العربي ودافع بعضهن بحماس شديد عن مواقفهن السياسية. وكن قادرات على الاستفادة من أحدث التطورات التكنولوجية في عصرهن، منذ ظهور الأسطوانات إلى الراديو والسينما. وعبر الحدود، أسرن قلوب الجمهور العربي من دمشق إلى الدار البيضاء ومن باريس إلى الجزائر.

يسلط هذا المعرض الضوء على ولادة النسوية في العالم العربي في بدايات القرن العشرين ويخصص مساحة كبيرة لرائداتها من أمثال هدى شعراوي وسيزا نبراوي ومي زيادة وعائشة تيمور وملك حفني ناصف (باحثة البادية) في القاهرة العاصمة المصرية الكوزموبوليتانية آنذاك، والنشاط الثقافي والاجتماعي الذي قمن به من أجل نشر أفكارهن بكل الوسائل المتاحة من مجلات، "المرأة المصرية" على سبيل المثال التي كان شعارها "اجتماع – نسوية – فن"، أو جمعيات واتحادات نسائية، مثل "الاتحاد النسائي المصري"، أو الصالونات الأدبية.

ثم ينتقل من بعد ذلك للتركيز على رائدات الفنون اللاتي سبقن النجمات ومهدن لهن الطريق نحو الشهرة والمجد، ولكن أسدلت عليهن ستائر النسيان، ونذكر في هذا السياق منيرة المهدية وبديعة مصابني وآسيا داغر وعزيزة أمير. وهن الفنانات اللاتي نجحن في تحدي الهيمنة الذكورية على المشهد الموسيقي وصناعة الترفيه واستطعن ترسيخ أقدامهن في قطاعات تسجيل الأسطوانات الموسيقية والسينما الناشئة.

التعليقات