باب حارتنا مخلّع في رمضان!/ علي نصوح مواسي

-

باب حارتنا مخلّع في رمضان!/ علي نصوح مواسي

فاتحة:
باب حارتنا مخلّع في رمضان.. مأمون بيك ميخذ راحته.. ونحنُ بحاجةٍ ماسّة إلى أبي حاتم..

دائمًا هناك نابوليون، دائمًا هناك بلهاء..

روى لنا المشمئزُّ بن العلقميّ القرفان، قال: " لمّا فشلت حيل نابوليون بونابرت جميعها في التّقرّب والتّودّد من أبناء الشّعب المصريّ خلال حملته الاستعماريّة على بلادهم، فما غرّهم إظهاره احترامه للإسلام والقبطيّة، وما خدعتهم مشاركته في مناسباتهم واحتفالاتهم الدّينيّة، ولا توظيفه لآيات القرآن في منشوراته المنصوصة بالعربيّة، وقد ثاروا في وجهه وهاجوا؛ رأى الفرنسيّ الغازي حينها أن ينفذ إليهم من خلال مشايخهم ووجهائهم وأشراف قومهم، إذ علم ما هم عليه من سذاجةٍ وبلاهةٍ وجهل.

وما كان منه إلاّ أن استغلّ حلول شهر رمضان، ليأمر بإعداد وليمةِ إفطارٍ عظيمةٍ فخيمة، وكان ذلك عام 1798م، وقد استمرّت الوليمة أيّامًا أربعة، دعا في اليوم الأوّلِ العلماء والفقهاء والمشايخ والجهاديّة، وفي اليومين الثّاني والثّالث التّجّار والأعيان والوجهاء، وفي الرّابع دعا أكابر الفرنسيين، هذا وأمر بأن يكون موكب رؤية هلال أوّل رمضانٍ تعيشه مصر تحت سلطته، موكبًا مهيبًا أنيقًا عظيمًا، وحرص على أن يتقدّم الموكبَ مشايخ الطّرق والحرف بطبولهم وزمورهم، يشاركهم فيه نابوليون محدّثًا إيّاهم عن التّسامح الدّينيّ واحترامه للإسلام!!

ومرّ زمانٌ، ورحل نابوليون صاغرًا، والنّاس بعد ذلك تبصر وجهاء ومشايخ وأعيان زمانها الماضي فتقول فيهم: " رحم الله عهدًا كان وجيهنا وشيخنا إمّا سفيهًا غبيًّا، أو متملّقًا منافقًا، أو انبطاحيًّا ذليلاً رويبضة ".

ذلك خبرُ صاحبنا المشمئزّ بن العلقميّ القرفان، نستفيدُ منهُ ونُفيد، ونبصرُ أحداثَ زماننا القريب، فإذ هي شبيهةٌ بالماضي البعيد، لا تتغيّرُ فيها سوى الأسماء والمواضع.
حصل في رمضان أيّام زمان:

في رمضاناتِ أزمنةٍ خلت وبادت، يمكنُ للعربيّ والمسلم إن بحث وفتّش، أن يقف على الكثير الكثير ممّا يسرّ النّفسَ ويطيّب الخواطر من حوادث وأخبار، لا بل إنّ المحطّات الأكثر مركزيّةً وأهميّةً في سيرة ومسيرة انطلاق الأمّة العربيّة الاسلاميّة وتشكّلها، والّتي ساهمت في تغيير وجه التّاريخ، جميعها حدث في رمضان، نسجّلُ شيئًا منها، عسى يخجلُ من يرضى لنفسه أن يصومَ ابتغاءً لوجه ربّه واستشعارًا بآلام الفقراء، ثمّ يفطرُ على بصلةِ يشاي وبرفرمان وبيريز:
ففي رمضان كان النّزول الأوّل للقرآن (1 هـ)، وجاء الأمر بالجهاد (2 هـ)، ووقعت معركة بدر الكبرى بتداعياتها (2 هـ)، كما فتحت مكّة فيه لتبدأ مسيرة توحيد القبائل العربيّة (8 هـ)، وفيه استلم الفاروق عمر بن الخطّاب مفاتيح بيت المقدس فاتحًا (16 هـ)، واستقبلت مصرُ المسلمين، وكان يقودهم عمرو بن العاص في رمضان أيضًا (20 هـ)، وفيه كانت حادثة التّحكيم بين عليّ ومعاوية (37 هـ)، وفيه دخل المسلمون جزيرة رودوس (39 هـ)، كما صار عبد الملك بن مروان، معرّب دواوين الدّولة العربيّة الاسلاميّة، خليفةً في رمضان (65 هـ)، وفيه دخل المسلون الأندلس ليأسّسوا واحدةً من أعظم حضارات الدّنيا (91 هـ)، وفتح محمّد بن القاسم بلاد السّند والهند (92 هـ)، وصارت صقليّة فيه إلى العرب والمسلمين على يد القائد القاضي أسد بن الفرات (212 هـ)، واستجاب المعتصم لنداءات نساء المسملين ففتح عمّوريّة في رمضان (223 هـ)، وفيه دحر الحمدانيّون الصّليبيين من حلب (326 هـ)، وأقيمت أوّلُ صلاةٍ في الجامع الأزهر ليكون دار علمٍ وعبادة في رمضان (361 هـ)، وكانت معركة الزّلاّقة الحاسمة، والّتي انتصر فيها يوسف بن تاشفين على الفرنجة في رمضان (497 هـ)، وانتصر المسلمون في رمضان نصرًا ساحقًا على المغول في معركة عين جالوت الفاصلة (658 هـ)، وفيه دخل السّلطان بيبرس أنطاكيّة بعد أن استردّ فلسطين وساحل بلاد الشّام من الفرنجة (666 هـ)، وتمكّن المسلمون بقيادة النّاصر صلاح الدّين من دحر الصّليبيين واسترداد فلسطين وبيت المقدس في رمضان (648 هـ)، وسبق ذلك أن حرّرت سوريا من الصّليبيين ووحّدت بقيادة الزّنكيين (558 هـ)، وفيه فتحت مدينة بلجراد المجريّة في عهد السّلطان مراد العثماني (927 هـ)،،، والقائمة تطول....

رمضان أيّام زمان يردّ الرّوح، أمّا رمضان اليوم فيسمّ البدن، وما اختلف الشّهرُ، بل اختلف النّاسُ فيه، وأعظمُ فعال العربِ فيه اليوم أن يُعلنوا المُفاوضاتُ المُباشرة رغم الاستيطان، أو يفطروا على موائد الطّغاة، دون أن ينسوا الهريسة والكنافة ومياه الصّودا، المشروب المفضّل لدى كبار السّنّ من مرضى السّكّري!!!

> رمضان بنكهة صهيونيّة:

** تخبرُنا حجارةُ مدينة اللّدّ الفلسطينيّة المقتلع أهلها والمدمّر عمرانها، أنّ القائد العسكريّ المرموق في عصابة الهغاناة، شمعون بيرسكي ( شمعون بيريز وحمامة السّلام اليوم )، كان حيّا يرزق عام 1948م!! وأنّه كان مساهمًا مركزيّا في مجازر التّطهير العرقي الّتي تجرّعها الفلسطينيّون حينها.
ومن المجازر الّتي ارتكبها الصّهاينة بحقّ الفلسطينيين خلال النّكبة، مجزرة مدينة اللّد الفظيعة، والّتي وقعت في شهر رمضان ( 11–12\07\1948 )، وقد قتلت العصابات الصّهيونيّة خلالها 426 فلسطينيّا بدمٍ بارد، 176 منهم كانوا قد احتموا في مسجد دهمش، لكن لا راياتهم البيضاء ولا قداسة المكان شفعت لهم.

وحسبُنا من تاريخ بيريز الدّمويّ، أنّه صانع مجزرة قانا ( 1996م )، مجزرةٌ سالت فيها دماء 109 لبنانيّا من الأطفال والنّساء، كانوا قد لجأوا إلى أحد مقرّات قوّات حفظ السّلام الدّوليّة، لكن الشرعيّة الدّوليّة عجزت عن حمايتهم، شرعيّةٌ كانت سببًا في منح مجرمِ حربٍ جائزة نوبل للسّلام.

** ويقصُّ علينا محرابُ الحرمِ الابراهيميّ في الخليل، تفاصيل مجزرةٍ ارتكبها الارهابيّ جولدشتاين في رمضانِ عام 1994م، حصد خلالها 29 روحًا بريئةً من المتعبّدين، وجرح 150 آخرين، وذلك على مرأى ومسمع جنود حكومة " العمل " حينها، الّذين سمحوا له بالدّخول إلى الحرم دون أدنى سؤالٍ أو استفسار، والّذين قاموا أيضًا، وخلال الأربع والعشرين ساعة التّالية للمجزرة، بقنص حيوات 60 فلسطينيًّا من مختلف المناطق الفلسطينيّة خرجوا في مظاهراتٍ غاضبة مندّدة، كانوا ضحيّة أوامر جنرالاتٍ عيّنهم كلّ من رابين وبيريز.

** سل السّجونَ والمعتقلاتِ يُخبركَ حديدُها كيف قامت الحكومة الاسرائيليّة في رمضان عام 2009م ( وهي حكومةٌ ينتمي إليها يشاي وبرفرمان )، بمعاقبة 11 ألف أسيرٍ فلسطينيّ بحرمانهم من الوجبات السّاخنة عند الإفطار، مبدلةً إيّاها بأطعمةٍ في معلّباتٍ نتنة، تريدُ بذلك الضّغط على الجانب الفلسطينيّ لتقديم تنازلاتٍ في ملف " جلعاد شاليط ".
وسل أقفالَ الزّنازينِ تخبركَ أيضًا، كيف أصرّ القضاءُ الاسرائيليُّ " العادل " وبقوّة، على تنفيذ حكم سجن الشّيخ رائد صلاح قبل قدوم رمضان بأيّام، وعدم السّماح له بالمكوث في بيته ومع أسرته حتّى ينتهي الشّهر، لأسبابٍ لا يعرفها إلاّ صاحبُ القرار.

** وفي رمضان 2007 أيضًا، وتحديدًا في مدينة عكّا، وجد الآذانُ نفسهُ مُحرجًا جدّا أمامَ إساءته لـ " جودة حياة " أبناء الملّة اليهوديّة في حيّ فولسفون ذي الأغلبيّة العربيّة، فصمت نزولاً عند رغبة الشّرطة الاسرائيليّة حينها، والّتي داهمت بيت المواطن العكاويّ، خير خميس السقا، وهددته بعدم رفع الآذان مجدّدًا لأنّه يزعج جيرانه اليهود!!!!

** ومن مقبرة " مأمن الله " في القدس، وفي رمضان هذا العام أيضًا، تصلُنا استصراخاتُ آلاف الأرواح، شواهدُ القبورِ تستنجدُ، فهناك تاريخٌ يباد، حرماتُ أمواتٍ تُمسّ، راقدونَ منذ مئاتِ السنين تقضُّ مضاجعهم، تجرفُ المؤسّسة الاسرائيليّة مئات القبور، تهوّد أوقاف القدس باسم إقامة متحفٍ للسّلام والتّسامح ولا مجيب للنّداء.

** وفي القدسِ أنصِتْ، تسرد لكَ الأسوارُ أخبارَ قومٍ قصدوها في رمضان متعبّدين، ليجدوا بنادق الاحتلال وقد أغلقت الطّرق في وجوههم، تصلبهم كلّ يومٍ لساعاتٍ طوالٍ في قيظِ أقفاصِ الحواجزِ وجدرانِ الإسمنتِ، تجعلُ من القدسِ ثكنةً عسكريّةً موصدة النوافذ والأبواب... ثمّ تجدهم يثرثرونَ عن حرّيّة عبادةٍ!!!

** ولا غرابة عندما تسمع أو تقرأ كيف قام جنود الاحتلال قبل أيّام، بإجبار أحد الشّباب الفلسطينيين على حاجز قلنديا بشرب الماء عنوةً وتحت تهديد السّلاح، بعد أن علموا منه أنّه صائم، إذ قام أحدهم وسط تهكّم وضحكات زملائه، بفتح فمه بالقوّة وصبّ الماء فيه، وذلك على مرأى ومسمع عشرات الفلسطينيين.

** أمّا ثرى النّقبِ فلهُ حكايةٌ أخرى، ملحمةٌ من نوعٍ مختلف، تبلغكَ كيفَ هدمَت جرّةُ قلمِ " إيلي يشاي " قرية العراقيبِ مرّاتٍ أربع، كان آخرُها بعيد مأدبة إفطارٍ رمضانيّة أولم فيها معالي الوزيرِ لمشايخنا ورجالات ديننا ووجهائنا، وفي اليوم نفسه الّذي أولم ديوان رئيس الدّولة، شيمعون بيريز، لرؤساء سلطاتنا المحلّيّة، وقد استمع القومُ في المحفلينِ إلى طروحات كلّ من فخامته ومعاليه السّامية حول التّسامُحِ والسّلام والتّوحيدِ وتآخي الأديان ومستقبل البلاد المشرق، بينما إخوتهم في العراقيبِ لا يجدونَ سقفًا يلوذونَ به في صيامهم من حرّ شمس الصّحراء، وقد شرّدتهم آلة القمع الاسرائيليّة واقتلعت 4200 شجرة زيتون من أرضهم، هي وهم رحمُ البلادِ وتاريخها وهويّتها.

أمّا غزّة وحصارها، وما يمرّ على النّاس هناك في رمضان... فهنا الصّمتُ أبلغ...

> عميُ بصرٍ وبصيرة:

وجوه المقتّلين في اللّدّ، بيوتها المهدّمة، كانت صورها تسبحُ في شوربة مأدبتيّ الوزير والرّئيس، ملامح المذبوحين في الخليل كانت مطبوعةً على الملاعق والأشواك، عذاباتُ وقهرُ المسجد الأقصى والمحرومين من الصّلاةِ انعكست على الكؤوس والصّحون، مع صوت الآذان الّذي ارتفع من على منصّةِ " يشاي " معلنًا موعد الإفطار صرخت آلافُ الأرواحِ من مقبرة مأمنِ الله، دموعُ الأطفالِ والنّساءِ في العراقيبِ كانت ملحَ اللّحمِ والخضار، دفءُ طعامِ الآكلينَ كان برودةَ وجباتِ الأسرى والمعتقلين وقهرهم.

سادتي الوجهاء والأعيان والرّؤساء والمشايخ: لقد كنتم شركاءَ في كلّ ذلك، لم تروه، لم تسمعوه، لم تشعروا به، لم تحسّوا طعمه، ذلك لأنّكم عميَ بصرٍ وبصيرة، صمّ وبكمٌ لا تفقهون ولا تعقلون، غيرُ مبالينَ ولا آبهين..

> لا تكونوا حصانَ طروادة مجدّدًا...

حصانُ طروادةَ الخشبيّ، كان كفيلاً بإسقاطِ مملكةٍ عظيمةٍ رغمَ بلاهته وسذاجته... وأنتم، يا أيّها الوجهاء والأعيانُ والأشراف والشّيوخ، قبلتم لأنفسكم أن تكونوا حصانَ طروادةٍ يرادُ به إسقاطُ مملكة عزّتنا وكرامتنا ووحدتنا، ويريدُ صانعه الخبيثُ إعادتنا إلى زمن " سعيدٍ أبي النّحسِ المتشائل "، وقد كنتُ أحسبُ أنّه مات، فإذ ببعضِ أبنائه يطلّون برؤوسهم علينا مجدّدًا، يريدونَ لنا إيابًا لعهدِ " بعيد استقلال بلادي غرّد الطّير الشّادي.. "، ولزمانِ الخطاباتِ الثّوريّة والقصائد الوطنيّة الحماسيّة تحت الرّاية الاسرائيليّة.

لا تبذلوا أدنى جهدٍ في إقناع أحدٍ بصدق نواياكم، وبأنّكم إنّما أردتم بقبولكم دعوة بيريز ويشاي استغلال ذلك فرصةً للتّعبير عن مشكلاتنا وهمومنا وقضايانا اليوميّة، إذ يا ليتكم تلتزمونَ بهذا الواجب في مواقيت عملكم العاديّة، والّتي ندفع أجورها من جيوبنا، وتنشغلونَ بغيرِ الخصاماتِ الشّخصيّة والتّرّهات، ويا ليتنا نجدكم تقبلون على مشاركة أبناء شعبكم في مناسباته الوطنيّة، باللّهفة نفسها الّتي تسارعون بها لموائد رحمان الوزراء والرّؤساء.

ترى ماذا جنينا من براغماتيّتكم وواقعيّتكم خلال 62 عامًا سوى المزيد من القهر والتّهميش والعنصريّة؟؟!!! هل ساهم أحدٌ منكم في حلّ مشكلة بطالةٍ أو مسكنٍ، أو بنيةٍ تحتيّةٍ أو ثقافةٍ وتعليم أو تشغيلٍ أو صحّة، أو ضمانِ حياةٍ كريمةٍ للنّاس الّذين ينتدبونكم لإدارة شؤونهم؟!!!

لقد أثبتّم عدم مسؤوليّتكم، وأظهرتم كم أنّكم مراهقون سياسيّا، وكم أنّكم أذكياء جدّا في تضييع فرص الاحتجاج وتفويتها ، فالقيادة الحكيمةُ النّاضجة الواعية، هي الّتي يوافقُ سلوكها رغبة شعبها، وهي الّتي تعرفُ كيف تحتجّ جماعيّا على الممارسات غير العادلة والعنصريّة بحقّ أبناء جلدتها، وأنتم لم تفعلوا، تخيّلوا لو أنّكم قاطعتم جماعيّا دعوة بيريز مثلاً، أيّ صفعةٍ لوجه العنصريّة كنتم ستوجّهون، أيّ رسالةٍ عظيمةٍ كنتم ستبلغون؟؟!!

ترى إلى متى تقبلونَ أن تظلّوا قطعةَ شطرنج؟؟!!

> العيب بعيبين.. والفضيحة بفضيحتين..

يصيرُ العيبُ عيبين، والخزيُ خزيين، عندما يبكي أحدهم في مأتمِ العراقيبِ صباحًا، ثمّ يرقصُ في عرسِ " يشاي " مساءً، خاصّةً وأنّ سكرتير الحركة السّياسيّة الّتي إليها ينتمي ويمثّل، يتمّ ضربه بوحشيّةٍ ويعتقل ويحاكم!!

كما تكونُ الفضيحةُ فضيحتين عندما يقومُ أحدهم بتلبية دعوة معالي الوزير، بينما صاحبه ورئيسُ حركته قابعٌ في زنازين الاحتلال!!

باب حارتنا مخلّع في رمضان.. مأمون بيك ميخذ راحته.. ونحنُ بحاجةٍ ماسّة إلى أبي حاتم..

التعليقات