إسرائيل تسرق أنت عمري

-

إسرائيل تسرق أنت عمري
طارق الشناوي

أطلقت الحكومة الإسرائيلية على أحد الشوارع القريبة من مدينة القدس اسم أنت عمري.. لماذا أنت عمري إنها عنوان لامتزاج ثلاثة من عباقرة ا لإبداع في بلدنا.. صوت أم كلثوم موسيقى "محمد عبد الوهاب" وأشعار "أحمد شفيق كامل" وهي الأغنية الذي أطلقت عليه الصحافة المصرية اسم "لقاء السحاب".. وجاءت بعد تدخل من الرئيس "جمال عبد الناصر" عام 1964 ومطالبته لكل من "أم كلثوم" و "عبد الوهاب" بتقديم أغنية مشتركة ولا تزال "أنت عمري" إحدى أهم الأغنيات التي تحتفظ بها الذاكرة العربية!!

علاقة إسرائيل بالإبداع المصري قديمة.. إسرائيل تقدم عبر الإذاعة والتلفزيون الإسرائيلي أفلام وأغنيات مصرية وهم يطرقون منذ سنوات العديد من الأبواب للحصول على موافقات شرعية من صناع هذه الأعمال الفنية.. كان الشاعر الراحل "أحمد شفيق كامل" هو المحطة الأخيرة لهم للحصول على موافقته لوضع "أنت عمري" على C.D.. قبل أن يرحل الشاعر الرقيق عن دنيانا كانت إسرائيل عن طريق جمعية المؤلفين والملحنين الأم في باريس تسعى للتواصل مع الشاعر الكبير.. قال لي "شفيق كامل" في مثل هذه الأيام قبل عامين أنه تلقى بالفعل اتصالاً من أحد الأشخاص يرجوه الموافقة مؤكداً في الوقت نفسه أن من حقه أن يحدد المبلغ كما يريد وكان الرد الفوري الذي أبلغه "أحمد شفيق كامل" لهذا المجهول ثم حرص على أن يعلنه للشاعر "عمر بطيشة" رئيس جمعية المؤلفين والملحنين المصرية في تلك السنوات "يغوروا هما وفلوسهم"!!

نعم تسرق إسرائيل أغانينا وأفلامناً إلا أن المطلوب هو أن تحقق نوع من الشرعية القانونية.. أكثر من مرة قرأت عن تلك المحاولات المضنية التي تبذلها إسرائيل.. مؤكدة أنها تريد أن تدفع ما عليها من التزامات مادية للفنانين العرب وذلك مقابل عرض أفلام وأغنيات عربية في التليفزيون الإسرائيلي بل إنها كثيراً ما قدمت عدداً من الأفلام الإسرائيلية مثل "زيارة الفرقة" يتخلله محاولات مضنية لتقديم صورة الإسرائيلي المحب للمصري.. إسرائيل لا تتوقف عن محاولة سرقة الإبداع المصري فهم مثلاً يؤكدون أن أغنيات الموسيقار اليهودي المصري الدماء والانتماء "داود حسني" صاحب "قمر له ليالي" و "على خده يا ناس ميت وردة" هي موسيقى إسرائيلية لمجرد أنه يهودي وتدرس هذه الأعمال في المدارس باعتبارها إسرائيلية!!

نعم أطلقت إسرائيل على أحد شوارعها "أنت عمري" وغداً سوف يسرقون أسماء أخرى لأغانينا "أنت الحب" ، "فكروني" ، "بعيد عنك".. ولكن علينا أن نستعيد دائماً كلمة "أحمد شفيق كامل" يغوروا هم وفلوسهم.. وأخيراً لي سؤال أعرف مع الأسف إجابته هل فكرت مصر أن تطلق على أحد شوارعها اسم "أنت عمري" قبل أن تسرقها إسرائيل؟!

التعليقات