الأمريكيون أحرقوا 30 ألف مخطوط عراقي وعرضوا ثلاثة آلاف للسرقة

-

الأمريكيون أحرقوا 30 ألف مخطوط عراقي وعرضوا ثلاثة آلاف للسرقة
كشف فيلم تسجيلي عن حجم الدمار الذي تعرضت له الآثار العراقية، والذي أعدته الشاعرة العراقية المقيمة في ألمانيا أمل جبوري عن حجم المأساة التي تعرضت لها مخطوطات وكتب ووثائق العراق والمكتبة الوطنية والمتحف العراقي من تدمير وسلب بعد الاجتياح الاميركي للعاصمة بغداد.

وقد عرض فيلم الجبوري مؤخرا في مؤتمر المخطوطات الموقعه الذي انهي اعماله بمكتبة الاسكندرية.

ويكشف الفيلم تعرض الآثار العراقية الى الدمار على الرغم من قيام الأثريين والمتخصصين العراقيين قبل الحرب بوضع علامات متعارف عليها دوليا تشير إلي الاماكن الأثرية، مما يعني طبقا للقانون الدولي عدم ضربها أو تخريبها وتدميرها، حفاظا علي الذاكرة الانسانية، واشار الفيلم أيضا إلي قيام عدد من العراقيين المتخصصين في مجال المخطوطات، في الحفاظ عليها في أماكن آمنة.

من جهة أخري أشار د. أسامة النقشبندي خبير المخطوطات، إلي الجهود التي بذلت قبل الحرب لانقاذ ذاكرة العراق من التدمير، واكد انه يوجد صور لجميع المخطوطات مخزونة بالميكروفيلم علي C.D، وأشار أيضا إلي أن هناك 364 مخطوطة سرقت خلال حرب 1991، ورغم مناشدة المنظمات الدولية واليونسكو، إلا انه لم يحدث تجاوب من أجل استرجاع هذا الارث الانساني.

وكشف د. اسامة في تصريح ل 'أخبار الأدب' عن حقيقة الوضع المأساوي، الذي لحق بالمخطوطات وآثار العراق نتيجة الغزو الامريكي، الذي تمثل في حرق مكتبة المخطوطات كاملة وبها 30 ألف مخطوط وسرقة 3 آلاف مخطوط، وتدمير دار الكتب الوطنية وبها أربعة ملايين كتاب، بالاضافة لسرقتها وكذلك تدمير دار الوثائق، بما تحويه من 17 مليون وثيقة رسمية، بالاضافة لسلب مكتبة القادرية، التي تضم مجموعة نفيسة من المخطوطات، بالاضافة لسلب مكتبة التربية الاسلامية.

أما المخطوطات التابعة للجامعات مثل المستنصرية، بغداد، الموصل، البصرة، بالاضافة للمكتبات المركزية بالمحافظات فالكثير منها تم انقاذه ونقله للملجأ الذري، وتقدر ب 740 ألف مخطوطة، كما سلمت أيضا مكتبة باشانيات العباسية، ومكتبات الموصل، فيما عدا مكتبة الاوقاف التي سرق منها 460 مخطوطا.

وأكد د. اسامة في تصريحه أن هذا الوضع، الذي هدف إلي محو ذاكرة العراق، لم يتغير حتي الان، ولازالت المكتبات في حالة متردية، كما أشار إلي هجرة العلماء العراقيين في ظل الوضع الحالي إلي سوريا والاردن.

وفي بحثه (الاجازات العلمية الموقعة) أوضح د. عبدالواحد ذنون طه، صعوبة الرجوع حتي الآن إلي مخطوطات مكتبات العراق، نظرا للظروف الامنية المتردية.

الجدير بالذكر أن هناك أربعة أبحاث قدمت لمؤتمر المخطوطات الموقعة من الباحثين العراقيين: د. صالح مهدي، د. خليل حسن الزركاني ولهما بحث مشترك بعنوان 'الفوائد المنتقاة من طباق سماع المخطوطات'، د. ناهضة مطر (مخطوطة المؤلف في المجموعات العراقية)، د. ظبياء السامرائي (توقيعات العلامة محمد شكري الألوسي)، د. أسامة النقشبندي (مخطوطات المؤلفين بدار المخطوطات العراقية)، د. عبدالواحد ذنون (الاجازات العلمية الموقعة).

(اخبار الأدب)

التعليقات