الجمعية الدولية للمترجمين العرب: مشروع عربي لتعزيز حوار الحضارات

الجمعية تكرم في يوم ميلادها نخبة كبيرة من العلماء والمفكرين والمبدعين العرب، ايمانا منها بدورهم في نشر وتعميق الثقافة والفكر الانساني، وأعطاء صورة مشرقة ومشرفة للانسان العربي..

الجمعية الدولية للمترجمين العرب: مشروع عربي لتعزيز حوار الحضارات

مع بزوغ فجر الأول من يناير/ كانون الثاني 2005، يحتفل العالم كله بانطلاقة العام الجديد، لكن قلة من هذا العالم تعرف أن في هذا اليوم، هناك من يحتفلون بانطلاقة مشروع ثقافي عربي الأصول، تمكن خلال فترة قصيرة، نسبياً، من تحقيق انجازات عظيمة، لعل أبرزها سينعكس في الحدث المركزي الذي سيرافق احتفال هذه المجموعة..

والحديث عن الجمعية الدولية للمترجمين العرب، هذا الصرح الثقافي الذي يضيء في مطلع العام 2005، شمعته الثانية، في حدث فريد من نوعه، سيكون محوره الأساسي على شبكة الانترنت، لكنه سيعتبر حدثاً هاماً في حياة العلماء والمبدعين والمترجمين العرب، في كل أقطار المعمورة. ففي هذا اليوم، تحتفي الجمعية بتكريم 74 عالماً ومبدعاً ومترجماً عربياً، منهم من يقيم ويعمل ويبدع على أرض وطنه، ومنهم من حملته ظروفه أو عمله، إلى بلاد الغربة، فكافح وأعطى ومثل بلاده، شعبه، وأمته العربية خير تمثيل.

محفل دولي ومحاور عربي لليونسكو

لقد كانت فكرة إنشاء محفلٍ للمترجمين العرب أو الناطقين بالعربية يضمّهم تحت لوائه ويوحّد صفوفهم وجهودهم في خدمة لغتهم ومهنتهم وأمّتهم العربية ككل، هي فكرة طالما داعبت أذهان المترجمين الغيورين، وهي ظاهرة تنمّ عن تفاعل المترجم مع أمته ومشاطرته همومها وأحلامها. وكان الاستاذ عامر محمود العظم واحداً من هؤلاء المترجمين الغيورين الذين استهوتهم الفكرة طويلاً وشدّهم الحلم أبداً، فلم يأل جهداً في مناشدة المترجمين العرب كي يشاطروه الفكرة والحماس أولاً ثم كي يتآزروا لتنفيذها على أرض الواقع ثانياً. وهكذا أطلق عامر نداءه القديم المتجدد على المنتديات المهنية على شبكة الإنترنت، والتي يرتادها العديد من المترجمين العرب والناطقين بالعربية، وسرعان ما لقي النداء صداه في نفوس أفواج من المترجمين، وعلى رأسهم أعضاء ما كان يسمى "الفريق الاستشاري"، حتى انتهى الأمر إلى المجلس التأسيسي الذي تكاتف لإخراج بوابة الجمعية على شبكة الانترنت".

وحسب ما تقوله ادارة الجمعية في مفتتح بوابتها، كان واضحاً منذ البداية أن إنشاء موقع على الإنترنت (والبوابة فيما بعد) هو السبيل الصحيح لاستقطاب المترجمين العرب والناطقين بالعربية. وقد استفدنا من الإمكانات الهائلة التي توفرها شبكة الإنترنت للاتصال بالعلماء والمترجمين العرب والناطقين بالعربية في شتى أنحاء العالم، وقد أبدوا بدورهم تفاعلاً منقطع النظير مع المشروع وساهموا بحماس وتفانٍ في إخراج هذا الكيان من العالم الافتراضي إلى العالم الواقعي".

وهكذا بدأت هذه الفكرة تستقطب العلماء والمبدعين والمترجمين العرب، ويمكن القول إن الجمعية باتت وبحق تمثل الابداع والترجمة والثقافة والعلوم، في كافة الأقطار العربية، ومن هنا، ليس مفاجئاً قرار اليونسكو اعتبار الجمعية محاورا وحيداً لها في العالم العربي. فقد تم الاتفاق في إطار المباحثات والاتصالات المستمرة بين الجمعية الدولية للمترجمين العرب واليونسكو على قيام مجلة اليونسكو الخاصة بنشر أخبار الجمعية وقيام الجمعية في المقابل بنشر أخبار وأنشطة اليونسكو الموجهة للعالم العربي بشكل دوري عبر بوابتها.

وقد بدأت المرحلة التالية من المباحثات بين المنظمتين التي يقودها ممثل الجمعية في فرنسا، عضو مجلس الخبراء، الدكتور محمد عمر أمطوش والمتعلقة بتقديم واعتماد ودعم المشاريع الثقافية في المجالات التي تهم الجمعية.

وفي تلخيصه لما تم التوصل إليه خلال الفترة الماضية، قال د. أمطوش، "إن المناقشات والمفاوضات جارية مع الفيدرالية الدولية للمترجمين للاتفاق على طريقة ووسيلة لتمثيل الجمعية العربية في حضنها وإشراكها في أنشطتها. كما أن هناك اتصالات مشابهة مع جهات أكاديمية غربية".
يشار إلى أنه تم، مؤخراً، ترخيص الجميعة كجمعية دولية في بلجيكا.

تعزيز حوار الحضارات

في توضيحها للأهداف التي قامت لتحقيقها، تقول جمعية المترجمين العرب على موقعها، إن أهدافها تتلخص في النقاط التالية:

تعزيز حوار الحضارات عن طريق الترجمة.

الدفاع عن مصالح أعضائها على شتى الأصعدة المهنية والاقتصادية والمعنوية وغيرها.
خدمة التراث العربي.
بلورة الوعي الإجتماعي والنهوض الفكري والحضاري.
لمّ شمل المترجمين الناطقين باللغة العربية.
إتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من المترجمين المبدعين لنشر أفكارهم وأعمالهم.
تيسير ملتقىً للمترجمين العرب يناقشون فيه شؤون مهنتهم ويتبادلون من خلاله أفكارهم.

وبهذه الروح بدأت الجمعية عملها وانطلقت لتحقيق انجازات هامة على صعيد الترجمة ونشر الثقافة. ومن أبرز المشاريع التي عملت عليها الجمعية كان تأسيس المشروع العالمي للترجمة والنشـــر ( مُتَرْجِمُونَ عَرَبْ بِلاَ حُـدُودْ )، الذي ينسقه الأستاذ ابراهيم سعدالدين.

وقد تم الإعلان رسميّاً عن تأسيس المشروع في يوليو/ تموز 2004 واستكمل هيكله التنظيمي وباشر عمله الفعلي في شهر أغسطس/آب الماضي، أي أن عمره لا يتجاوز الخمسة شهور. لكن استعراض التقرير الذي أعده الاستاذ سعد الدين يوضح الانجازات الهامة التي تم تنفيذها في إطار هذا المشروع.

وفي تصريح خاص أدلى به الاستاذ ابراهيم سعد الدين، حول المشروع، قال: "المشروع هو أحد الإنجازات المهمة للجمعية الدولية للمترجمين العرب. وهو يستهدف إشاعة قيم الاستنارة والحرية الفكرية، ومد جسور التواصل الحضاري وفتح منافذ الحوار والتفاعل بين الثقافة العربية وغيرها من الثقافات المعاصرة في عالم اليوم الذي يموج بمختلف التيارات الفكرية ويحفل بأرقى المنجزات العلمية والتقنية المتلاحقة.


ويسعى المشروع إلى تحقيق أهدافه من خلال ترجمة أحدث الإصدارات العالمية في مختلف فروع العلم والمعرفة إلى اللغة العربية ، ونشرها على أوسع نطاق من خلال وسائل النشر الإلكتروني والورقي

لتيسير وصولها إلى القراء والباحثين العرب بالصورة الملائمة والتكلفة المحدودة، من أجل إشباع حاجاتهم المشروعة للبحث والمعرفة. وبالمقابل،ترجمة عيون الفكر والأدب والتراث وقمم الإبداع الثقافي في مختلف فروع العلم والمعرفة بالوطن العربي في ماضيه الزاهر وحاضره المعاصر، ونشرها باللغات الأجنبية في مختلف أنحاء العالم من أجل إبراز الوجه الحضاري والإنساني للثقافة العربية" .

وحول الطاقم العامل في هذا المشروع، قال الاستاذ سعد الدين: "يجري العمل بالمشروع على أساس تطوعي من خلال فريق عمل يضم نخبة متميزة على أعلى مستوى من التأهيل والكفاءة في مختلف التخصصات بالترجمة والتحرير والنشر، جميعهم من المتطوعين للعمل دون مقابل، نظراً لعدم توفر مصدر تمويل للمشروع حتى الآن".

وما الذي حققه هذا المشروع منذ تأسيسه؟

"رغم مرور أقل من خمسة شهور على انطلاق المشروع إلاَّ أنه تمكن من إنجازالكثير من أعمال الترجمة التي تتميز برقي المستوى والدقة العلمية وسلامة اللغة والأمانة الموضوعية، وهذه الأعمال يجري نشرها تباعاً بالموقع الإلكتروني للجمعية وسوف تصدرقريباً بمشيئة الله في صورة ورقية لتكون متاحة لأكبر عدد من القراء".

أين مأمون هذا العصر؟

سألنا الاستاذ سعد الدين حول البرنامج المستقبلي للمشروع، فقال: "لدى المشروع خطة طموحة لترجمة ونشر العديد من الإصدارات المهمة خلال عام 2005 غير أن عدم وجود مصدر دائم للتمويل يحد كثيراً من حركة المشروع ويقلل من حجم إنجازاته. لذلك فإننا نناشد جميع منظمات ومؤسسات العمل العربي المشترك وصناديق التمويل العربية والمؤسسات الثقافية ودور النشر ورعاة الفكر والثقافة في الوطن العربي أن يمدوا جسور التعاون والتنسيق بينهم وبين هذا المشروع الحضاري الرائد، ويقدموا له الدعم اللازم لمواصلة مسيرة التقدم والنهوض ولارتقاء بالثقافة العربية، وصنع غَدٍ أكثر إشراقاً بالعلم والمعرفة للإنسان العربي".

ومثل الاستاذ سعد الدين، يطلق مؤسس الجمعية الاستاذ عامر العظم صرخة الى المتمولين العرب، متسائلاً: "أين مأمون هذا العصر"؟

ويؤمن العظم بأن "المال العربي الذي يصرف الأموال الطائلة على مغنية أو راقصة في ليلة واحدة يمكنه أن يحقق مشاريع وطموح المترجمين العرب على الأرض العربية".

وقال: "نستغل هذه المناسبة العظيمة للدعوة الى حشد جميع الصفوف وقيام المؤسسات والمنظمات العربية المختصة بدورها الفاعل وتسخير المال العربي في خدمة مشاريع الأمة الحضارية ودعم الإبداع والمبدعين ورعاية مشاريع الترجمة من وإلى العربية لنعرف الآخر بنتاجنا الفكري والثقافي والحضاري ودعم ورعاية الجميعة ومشاريعها وأنشطتها المختلفة."

ولدى الاستاذ العظم الكثير من الأحلام التي يتوخى تحقيقها، ومنها أن يرى شعار الجمعية "ينتصب كبيرًا وعاليًا على مقر الجمعية الدولية للمترجمين العرب في إحدى الدول العربية في مبنىً يتألف من 11 طابقا حيث يضم مبنى الجمعية عشرات الإدارات ويوظف مئات الأساتذة والمترجمين العاملين كخلية النحل. كما يحلم برؤية أكاديمية عربية عالمية متميزة في الترجمة، توظف الكثير من الأساتذة وتدرس جميع الطلاب العرب أينما كانوا".

وقال في حديث خاص أدلى به بمناسبة الاحتفاء بميلاد الجمعية، إن "الجمعية حققت إنجازات طيبة في عامها الأول برغم شح الموارد وفي ظل عدم وجود أي نوع من الدعم المادي واعتماد الجمعية على تمويل شخصي من الإدارة وعلى العمل التطوعي بالكامل للأعضاء. ومع ذلك، فقد اكتسبت مصداقية دولية وباتت مرجعية علمية وفكرية في مجالات اللغة والترجمة والثقافة والأدب والفكر، وهي مصدر اعتزاز وفخر للجميع. ولدينا مشاريع عديدة في هذا العام سنعمل جاهدين على تحقيقها إن شاء الله ونطمح لأن يكون لنا مقر على الأرض العربية بدعم من أهل الحل والعقد العرب".

ويتمنى العظم افتتاح فروع نشطة للجمعية الدولية في كل البلدان لتقوم بتطوير واعتماد المترجمين مهنيا وماديا وتحافظ على حقوقهم وتشجعهم وتساعدهم على الترجمة والنشر وتعقد المؤتمرات والاجتماعات في كل مدينة. كما يتمنى تأسيس دار المترجمين العرب للنشر والترجمة وان تقومهذه الدار بإعداد القواميس وترجمة الكتب وتوزيعها ونشرها عبر فروع الجمعية الدولية.

انجازات ومشاريع: دورة لترجمة الوثائق وأخرى للغة العبرية

في تقرير سنوي أعده العظم حول انجازات الجمعية خلال العام المنصرم، تتضح ضخامة هذا المشروع الحضاري القيم الذي يؤكد أنه ان كان هناك من يستحق تكريمه، فهي هذه الجمعية بالذات.

ومن أبرز الانجازات التي ورد ذكرها في تقيرر العظم:

أجراء 34 حوارا مع عالم وأستاذ ومبدع ضمن باب ضيف الجمعية.
نشر 45 بحثا بالعربية و16 بحثا باللغة الإنجليزية.

تنظميم دورتين في اللغة والترجمة، إحداهما انتهت وأشرف عليها الدكتور عبدالرحمن السليمان من بلجيكا، والدكتور ممدوح النادي من أمريكا، والدكتور أحمد الليثي من بريطانيا. وهي دورة لترجمة الوثائق الرسمية. أما الدورة الثانية، فهي دورة لتدريس اللغة العبرية للمترجمين العرب، يشرف عيلها ويديرها المترجم والصحفي الزميل وليد ياسين.

وفي حديث خاص للدكتور عبد الرحمن السليمان، قال إن دورة ترجمة الوثائق الرسمية التي انتهت مع انتهاء العام المنصرم، بدأت في الأول من تشرين الأول وثابر حتى نهايتها ثمانية أشخاص أدوا كل شيء بنجاح نسبي.

وقد تكونت مادة الدورة من 10 وثائق رسمية معقدة، لكن د. السليمان يشهد لطلبة الدورة بأنهم "تغلبوا على الصعوبات بنجاح".

وأشار إلى أنه هذه الدورة هي الأولى من نوعها وهدفها تكوين المترجمين الذين درسوا الترجمة دراسة نظرية وتعريفهم بالوثائق الرسمية من مختلف الأقطار العربية وكيفية ترجمتها إلى اللغة الإنكليزية.

وأضاف أن الجمعية ستبدأ في منتصف فبراير 2005 ، دورة جديدة مهنية لتدريب المترجمين على الوثائق القانونية والمالية.

أما دورة اللغة العبرية فما زالت في بداياتها، وتهدف الى تمكين المترجمين العرب من اللغة العبرية، قراءة وكتابة وترجمة، حسب ما يقوله المشرف على الدورة، الأستاذ وليد ياسين.

وحول كيفية استقبال المترجمين العرب لفكرة هذه الدورة، قال ياسين: "يمكنني القول، إن ردود الفعل صدمتني بايجابيتها الشديدة. فلقد لقيت الدورة تحمسا كبيرا من قبل المترجمين والمترجمات العرب، وتسجل للدراسة فيها قرابة 50 مترجما ومترجمة. وهذا بحد ذاته كان محفزا كبيراً لي على خوض هذه التجربة التي أعتبرها فريدة. فمسألة التعليم عبر الانترنت، من خلال دروس منشورة ولقاءات عبر برنامج المحادثات الحية، مسألة تنطوي على الكثير من التحدي. واذا ما تكللت هذه الدورة بالنجاح، وأومن أن هذا هو ما سيحدث، فسنعمل على تكرارها وتوسيعها".

وحسب ما يقوله العظم، ستواصل الجمعية خلال العام الجديد، تنفيذ مشاريع عديدة، منها إفتتاح دورات جديدة.

يشار إلى أن عدد أعضاء الجمعية يصل اليوم إلى 1200 عضو من أكثر من 60 بلدا (حوالي 700 عالم ودكتور و300 مترجم محترف و200 مترجم مبتدئ وطالب). ويتوقع العظم أن يصل عدد الأعضاء خلال العام الثاني إلى 3000 عضو.

كما يشار إلى أن منتديات الجمعية، التي يصل عددها إلى 70 منتدى، أصبحت تشكل مصبا علميا للخبرات ومرجعية للطلبة والباحثين في مختلف التخصصات والمجالات المتعلقة بالترجمة، بمدارسها المختلفة، واللغات وغيرها من المواضيع الفكرية والثقافية والأدبية.

وتجد في الجمعية تمثيلا لمعظم لغات العالم، حسب ما توصل إليه إحصاء للاعضاء. وتجد بين اللغات الممثلة في الجمعية الصينية واليابانية والمالاوية والأوردو والبلغارية وغيرها.

التكريم

لعل حملة تكريم المبدعين والمترجمين والعلماء العرب، هو أبرز حدث يمكن للجمعية الدولية للمترجمين العرب الاعتزاز به بكل فخر. فمن خلال القاء نظرة على العلماء والمترجمين والرواد الذين تقرر تكريمهم هذا العام، نجد عددا كبيرا من المبدعين العرب، منهم من ناله قسط من الشهرة، ومنهم من هضم حقه في بلده، وبقي في الظل، فجاء تكريم الجمعية لفتح الأبواب أمامه واضاءة شعاع من الشمس في طريقه.

وفي حديث مع رئيس الجمعية الاستاذ عامر العظم، قال "إن تكريم المجموعة الأولى من المبدعين والعلماء ورواد الجمعية، يأتي انطلاقا من الأسس والأهداف الحضارية التي قامت عليها الجمعية الدولية للمترجمين العرب، وتقديراً منها للعلماء والمفكرين والباحثين والمبدعين والمترجمين البارزين، ووفاءً منها لمن ساهموا في إثراء ميادين اللغة والترجمة والثقافة والفكر والأدب بطريقة ساهمت في خدمة التراث والفكر الإنساني، وأعطت صورة مشرقة ومشرفة للإنسان العربي. "

واعتبر العظم هذا الحدث مناسبة تستحق عليها التهنئة الأمة العربية كلها، قائلاً: " إذ تزف الجمعية هذه الكوكبة من فرسانها وفارساتها في هذا اليوم المهيب، عيد المترجمين العرب، فإنها تهنىء الأمة بهذا الحدث التاريخي السعيد وتدعو جميع العلماء والأساتذة والمفكرين والمبدعين والمثقفين والمترجمين إلى الإحتفاء بهذه المناسبة واللحاق بهذا الركب الحضاري العظيم."

من جهتها ترى الأستاذة راوية سامي، نائبة الرئيس، أن موقع الجمعية الدولية ومنتدياتها، باتا من أرقى المجتمعات الافتراضية العربية، بل والعالمية المتوفرة على الشبكة، حيث صارت منتديات الجمعية في مدة لا تزيد عن ستة أشهر تشكل مخزونا علميا كبيرا ومصدرا ثريا للباحثين والدارسين في مختلف مجالات اللغة والثقافة والفكر والأدب والترجمة ومختلف ضروب الإبداع، حيث يقوم بإثراء المنتديات المختلفة ثلة من كبار الأستاذة والمبدعين العرب من مختلف التخصصات ومدارس الترجمة."

وتعتبر الاستاذة راوية أن الجمعية "ضربت مثالا عربيا فريدا في نجاح العمل التطوعي العربي وقدرة العقل العربي على التعاون وتنسيق المشاريع عبر الإنترنت، كما أسهمت بشكل ملحوظ في زيادة اهتمام فئات العاملين في اللغة والترجمة إلى أهمية استخدام الحاسوب وضرورة تطوير مهارات الجميع فيه."

كما ترى في منتديات الجمعية الدولية "نواة حضارية ترسم صورة للحوار العربي في أبهى حلله وتعتبر لبنة أساسية في إعداد الأمة للحوار مع الآخر، الأمر الذي يلعب فيه المترجم والمفكر العربي دورا أساسيا ويجب إعداده له في بيئة حضارية راقية من هذا النوع الذي طال انتظار الجميع وشوقه إلى وجودها وهذا ما لا يفتأ أعضاء الجمعية الكرام يعبرون عنه في مناسبات عدة حيث أسهمت في لم شمل جميع العرب من كل البلدان العربية والأجنبية وإبراز المبدعين منهم ووضعهم في مكانتهم اللائقة إضافة إلى استقطابها لمجموعة كبيرة من المستعربين وخلق أجواء حوار راقية تسودها المودة والألفة ولا تخل بالموضوعية العلمية والأدبية."

قائمة العلماء والمبدعين والمترجمين الذين تقرر تكريمهم، تضم نخبة كبيرة من الأساتذة والمفكرين والأدباء الشعراء والمترجمين العرب، من المحيط إلى الخليج. وقد قررت ادارة الجمعية تقديم شهادات تكريم خاصة للنخبة الاولى من المفكرين والمبدعين الذين ساهموا بترسيخ الثقافة العربية ونشرها، وشهادة أخرى لعدد من رواد الجمعية الذين ساهموا في إثراء نشاطات وفعاليات الجمعية في مختلف الميادين، ودعم وتعزيز مسيرة النهوض. كما قررت الجمعية تكريم المجموعة الناشطة في اطار برنامج "مترجمون عرب بلا حدود"، تقديرا لتفانيهم في انجاح هذا المشروع.

وننشر إلى جانب هذا التقرير صور وأسماء المبدعين والمترجمين الذين يشملهم قرار التكريم.

التعليقات