السينما الفلسطينية: مراحل من البحث عن الهوية الجماعية والسرديات المتعددة وداخل القصة أرشيف ضائع محته الحروب والشائعات / ابراهيم درويش

السينما الفلسطينية: مراحل من البحث عن الهوية الجماعية والسرديات المتعددة وداخل القصة أرشيف ضائع محته الحروب والشائعات 
/ ابراهيم درويش
في عدد الاربعاء من صحيفة 'الغارديان' (21/10/2009) كتبت سارة وود عن الارشيف الفلسطيني او ارشيف الثورة الفلسطينية 'الضائع' تحت عنوان 'عرض الصور المفقود: ارشيف الفيلم الفلسطيني' وارفقت مع المقال صورة لمصطفى ابو علي وخديجة ابو علي في مهرجان قرطاج- تونس عام 1980. وعلاقة وود بقصة الارشيف الضائع او المدمر تأتي من كونها 'فنانة تعمل على قطع الافلام الضائعة التي عثر عليها، وصنع افلام من افلام الاخرين، فعل استعادة او تفسير. ففي الغرب، قطع الافلام هذه مهمة ليست من الصعوبة بمكان. عليّ، مثلا، ان اعثر على صورة المكان الذي ولدت فيه كي اعرضه على غريب، عليّ فقط أن اعرف اين ابحث عنه'. وعن معرفتها بأرشيف الفيلم الفلسطيني الذي اقيم عام 1967 تقول انها في العام الماضي تعرفت على قصته، ذلك انه كان ارشيف للسينما السياسية يوثق للكفاح الفلسطيني وحركات المقاومة وكذلك ليحفظ حياتهم 'صورة عن حياة الشعب'، بافلام مصنوعة محليا لبلد وشعب عادة ما يقدم عبر عدسة الغربيين. وكان هدف الارشيف كما اراده صناع السينما والمخرجين الذين لم يعملوا بشكل مشترك في اثناء فترة السبعينات من القرن الماضي هو انشاء 'سينما الشعب'. وتمضي الكاتبة للقول انه بالنسبة 'لشعب لم يألف الفيلم ولا البنية التحتية لعرضه، وكانت النجاة وملاحقة الهموم اليومية اهم من مشاهدة الصور' (تعبير نمطي)، ولهذا فبعد ستة اعوام من قيام المشروع فقد اثناء حصار بيروت عام 1982.

البحث عن الأرشيف

وتحكي وود انها بدأت بالعمل على ارشيف فيلم ارادت صناعته ولانه لم يكن هناك فيلم فقد بحثت عن صناع الافلام حيث قدمتها المخرجة السينمائية آن ماري جاسر، التي نظمت مهرجانات في الضفة ونيويورك الى المخرج الفلسطيني الراحل مصطفى ابو علي (1940 2009) واحد من اهم رواد السينما الفلسطينية او ان شئت سينما المقاومة والذي توفي في شهر تموز (يوليو) الماضي مخلفا وراءه ثروة من الافلام المهمة التي ارخت لمسيرة الشعب الفلسطيني والمقاومة 'لا للحل السلمي' (1968)، 'الحق الفلسطيني' (1969)، 'بالروح بالدم' (1971)، 'العرقوب' (1972)، 'عدوان صهيوني' (1972)، مشاهد من الاحتلال في غزة' (1973) و 'ليس لهم وجود' (1974) وغيرها من الافلام. وتشير وود الى ان ابوعلي تدرب ودرس السينما في بريطانيا في ستينات القرن الماضي. وتقدم ملاحظات على افلامه التي نجت من الدمار والحرب، مثل 'ليس لهم وجود' الذي وصفته بانه انسن الجدل السياسي'. وتقول ان سينما مصطفى ابو علي مهمة ليس لمحتواها بل لانها اعادت تقديم الشكل السينمائي مشيرة الى تعاونه مع المخرج الفرنسي المعروف في حينه جون لوك غودارد، فقد انتقد ابو علي النظرة السينمائية الغربية للفلسطيني باعتبارها استشراقية. فأعمال ابو علي السينمائية كانت تحاول بناء مفهوم لها من خلال التفاوض بين الشكل الشعبي للسينما الغربية وسينما الافكار. فقد 'اعاد تخيل سينما لبلد ظل تاريخه حتى عام 1960 هو تاريخ محو واستبعاد'. وتعتبر وود فيلمه 'ليس لهم وجود' (رائعته) وتقول عنه ان الفيلم في لقطاته الوثائقية وصور الدمار وحنينية البنت التي تكتب رسالة تحت عين الشمس قدم لنا سياسة الحرب بقوة لا يمكن لسرد او صورة ان يقدمها بشكل كامل. وبسبب وجود عدد قليل من المخرجين والافلام فالفيلم الوثائقي الذي كانت تقوم باعداده اصبح في النهاية لعبة حدس. الفيلم الذي تشير اليه وود سيعرض على القناة الرابعة في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) وفي تيت مودرن في شهر كانون الاول (ديسمبر). التقت الكاتبة هنا بخديجة ابوعلي حباشنة، التي عملت على الارشيف منذ بدايته وحاولت انقاذه. ووصفت ابو علي نفسها اخرجت فيلم 'اطفال ولكن' (1980) الارشيف وأهميته، وبطريقة ذكرت الكاتبة بأهمية الافلام التي يعتقد انها ضاعت، وبالتالي اهمية جمع قطع قصة الارشيف والمخرجين الذين قدموا افلامهم.

مراحل أربع

قصة الارشيف الفلسطيني الضائعة هي قصة السينما الفلسطينية الثورية والسياسية وهي قصة الافلام القصيرة التي حاول صناع الارشيف بناءها ومعها بناء الذاكرة البصرية لفلسطين، فهو لم يكن عن سينما الثورة لانه كانت هناك للثورة وحداتها المختلفة وافلام فصائلها. فقد كانت عن مؤتمرات الثورة ونشاطات الفدائيين وعن صور الاخرين عن فلسطين فصناع السينما الفلسطينيون كانوا بحاجة الى لقطات توثيقية لصناعة الأفلام التسجيلية او الدرامية 'الروائية'، ومن هنا صار الارشيف بمثابة مصدر بصري له يخدم اعمالهم. وفي مرحلة انفقت الثورة على شراء لقطات او مشاهد من افلام قديمة غربية لإغناء الارشيف. وفي هذا السياق تطرق كتاب صدر بالانكليزية العام الماضي (في الحقيقة مترجم عن العبرية ـ 2005) من اعداد كل من نوريث غيرتز، الجامعة المفتوحة في لندن/ وجامعة تل ابيب وجورج خليفي/ معهد الاعلام الحديث، جامعة القدس وهو نفسه مخرج افلام وشقيق المخرج المعروف ميشيل خليفي. والكتاب الصادر عن دار نشر جامعة ادنبرة يحمل عنوان 'السينما الفلسطينية: الفضاء والجرح والذاكرة' يحاول استعراض مظهر الهوية للسينما الفلسطينية باعتبارها منذ نشأتها حاولت التعبير عن سينما 'شعب' وظلت والحالة هذه مغروسة في حاضر جامد متمسك بالماضي ولأنها سينما وطنية فلم تقدم الا سردا من بعد واحد وهو سرد الجرح والنكبة وان كانت الفيلم يدور في الحاضر. كما ظل السرد يحاول تحدي السرد المضاد له وهو السرد الصهيوني الذي استبعد الفلسطيني من نظرته، مع ان الاخير ظل مثل الشبح يطارده لا يكاد يفارقه. ومن هنا يطرح الكتاب اهمية كل سرد للاخر على مجال تشكيل الهوية وفهم ما جرى عام 1948 حيث وجد الفلسطيني نفسه بلا ارض ٍ ولا وطن ٍ وضائعاً بين السرديات الكثيرة. واهمية الكتاب انه يتكئ على العديد من الادبيات التي صدرت عن السينما الفلسطينية، مشيرا الى ان هذه السينما تم الاحتفاء بها عالميا لكنها ظلت بلا مشاهد محلي/ ممنوعة في الداخل بسبب الاحتلال وممنوعة من الدول العربية الخائفة من الثورة / وفي مرحلة قادمة سيتم الاحتفاء بالسينما الفلسطينية التي قدمها مخرجون تحرروا من السياق الواحد والسرد الحدي للراوية الوطنية، فهذه السينما رغم حرفيتها وقدرتها على اختراق الحدود المفروضة عليها غالبا ما ظلت عرضة للتشكيك فيما يتعلق بمصادر تمويلها وهوية صانعيها، فلسطينيين / اسرائيليين. وفي سرده لمراحل تطور السينما الفلسطينية يشير الكاتبان هنا الى المراحل الاربع التي مرت بها صناعة الفيلم الذي ظل بلا مشاهد محلي، نظرا للظروف التي مرت على الشعب الفلسطيني. فالمرحلة الاولى تعلم اعمال الفلسطينيين قبل النكبة، خاصة تجارب ابراهيم سرحان الذي ينسب اليه تصوير اول شريط مصور عن زيارة الامير سعود بن عبدالعزيز الى فلسطين وفيلم آخر هو 'احلام تحققت' وعلى العموم تظل هذه الفترة التي يؤرخ لها ما بين 1935 1948 محل جدل وتطرح فيها اسماء متعددة لكن السينما كملمح من ملامح الحياة كانت موجودة في الحياة الفلسطينية، على صعيد المشاهدة والاهتمام والسؤال يظل حول السينما الوطنية التي حاولت إما التصدي للدعاية الصهيونية او تأكيد الوعي الوطني بالارض والانسان. وتظل هذه المنطقة على الرغم من جدلها من اكثر المناطق التي جرى البحث فيها عبر عدد من الدراسات، وتم توثيق شهادات لسرحان وغيره من زملائه في المهنة الاولى. لكن مرحلة التجربة والتشكل لم تعقبها بعد النكبة محاولات بناء فالفترة ما بين 1948 الى 1967 يطلق عليها اسم مرحلة الصمت مع وجود بعض الاشارات عن محاولات لسرحان انتاج فيلم هو 'معركة في جرش' (1957) لا علاقة له بالقضية الفلسطينية وقد منعته السلطات الاردنية لاعتقادها انه شوه اسم المدينة السياحية ثم عادت وسمحت به بعد ان اجرى المخرج تعديلات عليه، وهناك فيلم آخر ينسب الى هذه الفترة قدمه المخرج الفلسطيني عبدالله كعوش 'وطني، حبي' (1964) عرض في عمان وبقية المدن. لكن فترة الصمت هذه اعقبتها فترة غنية تحولت فيها السينما لادارة دعاية وتأكيد للهوية الوطنية، وما يميز هذه الفترة ما بين 1968 1982 هي التركيز على الهم التسجيلي لهموم الثورة وانتج فيها حوالي 60 فيلما تسجيليا ولم ينتج الا فيلم روائي 'عائد لحيفا' لقاسم حول (1982). وتظل هوية السينما هنا موضوع نقاش هل هي سينما الثورة ام سينما ثورية افكار ومبادئ؟ ولا شك ان المرحلة غنية من ناحية انفتاح الثورة الفلسطينية على التجارب الاخرى واهتمام الكثير من المخرجين الغربيين بالثورة مثل فانيسا رديغريف و جون لوك غودارد 'هنا وهناك' (1970). وعلى الرغم من ثراء هذه الفترة الا ان المشكلة التي واجهت العمل السينمائي تنبع من كثرة دوائر الانتاج السينمائي حيث اضحى لكل فصيل وحركة اطارها السينمائي الخاص على الرغم من ان ابو علي يحكي للكاتبين انه حاول انشاء جماعة السينما الفلسطينية،عام 1972 من اجل اعطاء صفة مستقلة للسينما داخل منظمة التحرير ومن اجل توحيد كل جهود انتاج السينما الفلسطينية. المرحلة الرابعة في تاريخ الفيلم الفلسطيني تبدأ من عام 1980 الى الوقت الحالي وتعلم سلسلة من الجهود المستقلة والاصوات الفردية التي حاولت تقديم صوتها الخاص ومن هنا تعرف احيانا بالسينما المستقلة او السينما الشخصية ويقف في مركز الحركة السينمائية الجديدة الفلسطينية التي نالت حظا في المنتديات والمهرجانات الدولية وحصلت على جوائز دولية ورشحت فيلم 'الجنة الآن' لهاني ابو سعد. وجيل السينما الجديد متقارب في تجاربه وعلاقاته ومعظمه من داخل الاراضي المحتلة ـ 1948 ويقف في مركزه ميشيل خليفي وايليا سليمان وعلي نصار وتوفيق ابو وائل اضافة لرشيد مشهراوي وصبحي الزبيدي وعزة الحسن وليانة بدر وغيرهم. وهذا الجيل يمثل السينما الفلسطينية في تعدد اصواتها ورؤاها من الداخل والخارج، اصوات المخيم والمنفى في امريكا ومناطق الشتات الفلسطيني الاخرى وهو الجيل الذي كان قادرا على التحرر من الماضي الجامد بالتركيز على الحاضر وتنويع زاوية الالم التي لم تعد جماعية كما كانت في اعمال الفنانين الرواد بل صارت مزيجا من الشخصي والجماعي بل احيانا طغى الهم الشخصي والنجاة على الحواجز على هم الجماعة، وهذه السينما تتميز بتقنياتها التي تجمع بين الرواية والتسجيل ومثلما تحاول الخروج من دوامة الالم العام تعمل على مزج الاجناس الروائية والسينمائية في قالب جديد. يلخص هاني ابو اسعد حال السينما الجديدة كمنجز مشترك بعبارات تقول ان خليفي فتح الطريق ورمى فيه الحصى مشهراوي وعبده سليمان فيما ساق فيه ابو اسعد سيارته عليه بسرعة 120 كم في الساعة. ومثلما عانت سينما المقاومة من قلة الدعم وتعدد الجهود فسينما الجيل الجديد تعتمد في انتاجها على الدعم الاجنبي، وبعضها انتج بدعم اسرائيلي والقليل منها ما لقي دعما عربيا او بجهود فلسطينية. وتظل السينما مجالها المهرجانات الدولية والمحلية فيما لم يعرض الكثير منها في مهرجانات عربية بسبب الظرف الملتبس الذي رافق انتاجها. ومع ذلك فالفيلم الجديد كما يشي تحليل كل من غيرتز وخليفي متعدد الاصوات والتجارب التي تحاول سرد التاريخ الفلسطيني وتوثيق التجارب الوطنية والشخصية. وهي في هذا المجال تقدم مساحة جيدة للدراسة حول الكيفية التي تصارعت فيها سرديات متشابهة وتماهت فيها الحدود بين ما هو ماض وحاضر، وبين الهوية الوطنية وضدها. بعد كل هذا نعود الى حكاية الارشيف الوطني الفلسطيني

حكاية الأرشيف

يسجل الكاتبان هنا قصة الارشيف كما جمعاها من مصادرها خاصة خديجة ابوعلي. وحكايته بدأت من الحاجة حيث تراكمت اشرطة وعلب السينما في الدوائر المتعددة التابعة لكل فصيل فلسطيني، وكانت اكبر مجموعة هي تلك التي تعود الى مؤسسة السينما التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية. وكانت كل الافلام مخزنة في البداية في علب وكل علبة تحمل تاريخ وموضوع الفيلم لكن كثرة استخدامها عنت ان هناك حاجة الى تنظيم المادة السينمائية اكثر حيث تم اتخاذ قرار عام 1975 بانشاء الارشيف في قاعة معهد الفيلم في الفاكهاني، غرب بيروت. واحتاج امر تنظيم المادة السينمائية وامتار من اشرطة السيلولويد وقتا طويلا حيث تم في النهاية التوصل مع فريق من المساعدين عمل مع ابو علي الى تنظيم المواد وتعليم كل شريط باسمه على العلبة وببطاقة داخلها. ونتج عن هذا العمل كما تقول رواية ابو علي الى ان المكان تحول في النهاية الى ارشيف حقيقي. واحتوى الارشيف على اشرطة وافلام للمعارك والشهادات للفلسطينيين والنقاشات السياسية والمناسبات الاجتماعية والمناسبات الادبية التي وثقت لرموز الحركة الادبية التي اصبح بعضهم الان في عداد الموتى اضافة للمؤتمرات الصحافية للساسة. وتصوير لزيارات الوفود الاجنبية واجتماعاتهم مع قادة المنظمات وزياراتهم للمخيمات وتوثيق شبه دقيق/ ساعة بساعة للحرب الاهلية في لبنان. كما احتفظ الارشيف بنسخ اصلية من الافلام التي قام بانتاجها معهد الفيلم الفلسطيني وافلام اخرى تبرعت فيها دول صديقة ومخرجون اجانب تعد بالمئات كما انه احتوى على صورة حية وخام عن الحياة في فلسطين قبل حرب عام 1948 حيث تم شراؤها من مصادرها الاجنبية خاصة وكالة فيز البريطانية وكذلك لقطات عن الضفة وغزة صورتها وكالات الانباء. ولأن مسؤولي المعهد خافوا من المستقبل وامكانية ضياع المادة المهمة فقد درسوا امكانية طباعة نسخ اضافية ونقلها الى مكان آمن خارج لبنان وبحسب ميزانية تلك الايام فقد كانت كلفة المشروع ربع مليون وهو مبلغ قدرت القيادة في حينه انه كبير. وهذا امر مثير للاستغراب. واثناء الاجتياح اللبناني وبسبب القصف الاسرائيلي على مراكز المنظمة في الفاكهاني فقد درس مسؤولو المعهد امكانية نقل المادة الى منطقة بعيدة عن المعارك حيث تم استئجار ارضية بيت في حي السادات وتم نقل الافلام اليها بعد تركيب جهاز تهوية في المكان. وعند رحيل المقاومة من لبنان تقول خديجة انها تحدثت مع ياسر عرفات وابو جهاد حيث قالت لهما ان الارشيف هو امانة في عنقيهما. ومع ان ابو جهاد ابدى اهتماما مبدئيا بنقل الارشيف الا انه عاد بعد ايام وقال ان نقله مستحيل لكنه اكد لها قائلا انه حصل على موافقة السفارة الفرنسية في بيروت لحماية الارشيف حتى يتم نقله للخارج، فيما تم دفع اجرة مقدمة لصاحب الشقة ولمدة عامين وطلب من عاملين في المعهد حراسة الارشيف. ولكن ظروف الحرب التي تبعت خروج المقاومة اجبرت صاحب الشقة عمر رشيدي للخروج من لبنان فيما حاول العاملان البحث عن جهة تحمي الارشيف حيث توجها نحو الهلال الاحمر الفلسطيني الذي امن نقله لمستشفى عكا ووضع كما ورد في شهادة ابو علي في ظروف غير مناسبة هناك. وهنا تنتهي قصة الارشيف حيث اختفى بعد ان تم نقله من المستشفى ومنذ تلك الفترة لم يعرف عن مصيره اي شيء سوى شائعات تقول ان جماعة فلسطينية انشقت عن منظمة التحرير وموالية لسورية وضعت يدها عليه، فيما تقول شائعة اخرى ان مسؤولا كبيرا في حزب الله حاز عليه. وثالثة تقول ان عمال المستشفى خافوا على المستشفى ومصيره قاموا بدفنه في مقبرة فلسطينية. وايا كان الامر فالارشيف يحتاج الى ظروف خاصة لخزنه وبعد اكثر من عشرين عاما من الاختفاء وربما الحفظ في ظروف غير مناسبة يخشى ان تكون ذاكرة جيل قد محيت وجهد عمر ضاع كما ينقل الكاتبان عن ابو علي.

' ناقد من اسرة 'القدس العربي

- عن القدس العربي-





.

التعليقات