تحية ‘السوار‘ في يوم المرأة العالمي

"ليس صدفة أن نختار التعاون مع مسرح الميدان على عرض هذه المسرحيّة، لنستنكر بهذا أيضًا اغتصاب النساء كأحدى الجرائم السياسيّة، سواءً كان اغتصاب السجينات السياسيّات، أو استعمال اغتصاب النساء كسلاح حرب كما جرى في كوسوفو وكما جرى ويجري في كونجو

تحية ‘السوار‘ في يوم المرأة العالمي

"ليس صدفة أن نختار التعاون مع مسرح الميدان على عرض هذه المسرحيّة، لنستنكر بهذا أيضًا اغتصاب النساء كأحدى الجرائم السياسيّة، سواءً كان اغتصاب السجينات السياسيّات، أو استعمال اغتصاب النساء كسلاح حرب كما جرى في كوسوفو وكما جرى ويجري في كونجو"

 

 

 

يقترن الثامن من آذار هذا العام بثورات التحرر والنضال من أجل الديمقراطية وإسقاط كافة أشكال القمع، في تونس أولاً، وفي مصر ثانيًا، والآن في ليبيا واليمن والبحرين وسائر مناطق العالم العربي. 

نحن إذ نحتفي في هذا اليوم من هذا العام على ضوء هذه الثورات التي ردّت إلينا الأمل بأنفسنا وبشعوبنا ومستقبلنا،

لا بدّ لنا إلا أن نؤكّد على أهميّة التحرر لجميع أفراد المجتمع نساءً ورجالاً، ومناهضة جميع أشكال القمع والتمييز وأهمية محاربة العنف ضد النساء، إذ لا تزال النساء في مجتمعاتنا تعاني من أشكال العنف المتعدّدة؛ النفسية منها والجسدية والجنسية والإقتصادية، ومن تقييد حريّاتها الشخصيّة.

نستذكر الثورات أيضًا لنؤكّد على أهميّة كسر حاجز الصمت والخوف لنأتي بالتغيير الذي نريده ولنصمّم حياتنا كما نريدها أن تكون، إذ أنّ ظاهرة العنف ضد النساء لن تنتهي إلا إذا كسرنا حاجز الصمت حولها باعتبارها "عنفًا أسريًّا" يندرج ضمن خصوصيّات الأسرة، علمًا أنّ  تعنيف النساء بجميع أشكاله يحدث في معظم الحالات داخل إطار العائلة ومن قبل المقرّبين. يحدث قتل النساء عادةً داخل بيوتهن ومن قبل المقرّبين منهنّ، وجرائم الاعتداء الجنسيّ عليهنّ يكون في حالات كثيرة من  قبل أقرب المقرّبين، كما وأن تعنيفها اقتصاديًا قد يكون أيضًا من قبل الأب أو الزوج أو الأخ...

 

لا زلنا نشهد كل عام على جرائم قتل النساء وإخفائهن بحجج واهية تدّعي لنفسها الشرف. وكذلك على جرائم العنف الجنسيّ ضد النساء من كل الأعمار، فقد وصل جمعية السوار خلال العام 2010، سبعمائة وواحد وثلاثين توجّهًا، من نساء وفتيات تعرّضن للعنف الجنسيّ.

نحن إذ نقدم المعونة والدعم المعنوي والاستشارة النفسيّة والقانونيّة لتلك النساء، فإننا لا نزال نرى الخوف والخجل عند النساء ضحايا هذه الجرائم، وتبقى معظم هذه الجرائم في طيّ الكتمان ولا تتقدم النساء للقضاء لجعل قضيّتها قضية عامة، ويبقى مرتكبو جرائم العنف الجنسيّ دون أي مساءلة أو عقاب.

 

نحن نرى أن مناهضة ظاهرة العنف ضد النساء والقضاء عليها لا تكون بإقامة المزيد من الملاجئ، على الرغم من أهميّة وضرورة وجود بيوت آمنة كملاذ للنساء المعنّفات، وإنما بنقل المسؤولية تجاه هذه الظاهرة للمجتمع بجميع أطره، هيئاته  ومؤسساته.   

 

ليس صدفة أن نختار التعاون مع مسرح الميدان على عرض هذه المسرحيّة، لنستنكر بهذا أيضًا اغتصاب النساء كأحدى الجرائم السياسيّة، سواءً كان اغتصاب السجينات السياسيّات، أو استعمال اغتصاب النساء كسلاح حرب كما جرى في كوسوفو وكما جرى ويجري في كونجو.

 

نجدّد العهد على شرف هذا اليوم لمواصلة النضال ضد كافة أشكال القمع والتمييز وتقييد الحريّات العامّة والخاصّة، واحترام حقوق الإنسان في كافة المجالات، ونؤكّد على حقّ النساء في العيش بحياة كريمة خالية من كل أشكال القمع والتمييز.

 

نقدّم تحياتنا في هذا اليوم للنساء التونسيّات والمصريّات واليمنيّات والليبيّات والبحرينيّات والعربيّات جميعهن على مشاركتهن الشجاعة في ثورات بلادهنّ من أجل الديمقراطية والتحرر. كما ونقدّم ألف تحيّة للنساء الفلسطينيات وهن يواصلن مسيرتهنّ النضاليّة من أجل الحفاظ على بيوتهنّ ووطنهنّ وحرياتهنّ تحت وطأة الاحتلال، في جميع مناطق فلسطين.

التعليقات