"إنني أدعو إلى يهودية غير مرتبطة بعنف الدولة" / جوديث بتلر

ختاماً، إنني لست أداة لأية منظمة غير حكومية. إنني عضوة في الهيئة الاستشارية لـ"الصوت اليهودي من أجل السلام"، وفي كنيس كيهيللاه في أوكلاند كاليفورنيا، وفي اللجنة التنفيذية لـ"أساتذة من أجل السلام الفلسطيني-الإسرائيلي، في الولايات المتحدة الأمريكية"، و"مؤسسة مسرح الحرية في جنين." لقد تنوعت آرائي السياسية حول طيف واسع من الموضوعات، ولم تقتصر على الشرق الأوسط ودولة إسرائيل. وفي الواقع، فقد كتبت عن العنف والظلم في أنحاء أخرى من العالم مركِّزة بشكل خاص على الحروب التي شُنَّت من قبل الولايات المتحدة. وقد كتبت، كذلك، عن العنف الممارس ضد الأشخاص عابري-التصنيفات-الجندرية في تركيا، والعنف النفسي والتعذيب في غوانتانامو، وحول عنف الشرطة ضد المتظاهرين بشكل سلمي في الولايات المتحدة... على سبيل المثال لا الحصر. كما كتبت، أيضاً، ضد معاداة السامية في ألمانيا والتمييز العنصري في الولايات المتحدة.

- جوديث بتلر -

لقد نشرت صحيفة الجيروساليم بوست حديثاً مقالة تفيد بأن بعض المنظمات تعارض حصولي على جائزة أدورنو، وهي جائزة تُمْنَحُ كل ثلاث سنوات لواحد ممن يعملون في مجال النظرية النقدية على اتساعه. الاتهامات ضدِّي هي أنني أدعم حماس وحزب الله (وهو أمر غير صحيح)، وإنني أدعم حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (وهو أمر صحيح جزئياً)، وأنني معادية للساميَّة (وهو زعم باطل تماماً).    

ربما لا ينبغي أن أكون متفاجئةً كما أنا متفاجئة (الآن) بأن هؤلاء المعارضين لحصولي على جائزة أدورنو قد لجأوا إلى اختيار هذه الاتهامات الباطلة والفضائحية لعرض موقفهم. فأنا باحثة تلقَّت مدخلها إلى الفلسفة عبر الفكر اليهودي، وأرى نفسي كمن ينافح عن الأخلاقيات اليهودية ويكمل إرثها الذي يشمل أعلاماً نحو مارتن بوبر وحنه آرنت. فقد تلقَّيت تعليماً يهودياً في كليفلاند-أوهايو في (كنيس) تيمبل على يدي الرابي دانييل سلفر، حيث طوَّرتُ آراء أخلاقية صلبة مستندة إلى الفكر الفلسفي اليهودي.        

لقد تعلَّمت، وقبلتُ من ثَمَّ، أننا مدعوُّن من قبل الآخرين، ومن قبل أنفسنا، إلى الرد على المعاناة والدعوة إلى الخلاص منها. ولكننا حتى  نقوم بذلك، يتوجب علينا أن نصغي إلى (تلك) الدعوة، ونوجد المقوِّمات التي تمكِّننا من الرد، وفي بعض الأحيان يتوجب علينا أن نعاني التبعات (المترتبة) على جهرنا (بما لدينا) كما نفعل. لقد تعلَّمت في كل خطوة من خطوات تربيتي اليهودية أنه ليس من المقبول البقاء صامتةً في وجه الظلم. إن ظلماً على هذه الشاكلة هو ظلم قاس، إذ إنه لا يقول لنا كيف ومتى ينبغي علينا الكلام، أو كيف نتكلَّم على نحو لا يولِّدُ ظلماً جديداً، أو كيف نتكلَّم بطريقة يتم تلقِّيها وتسجيلها على نحو صحيح. إن موقفي الحقيقي لم يُسمع من قبل هؤلاء (النقَّاد) المتنطِّعين، ولربما لا ينبغي لذلك أن يدهشني، ذلك أن تكتيكهم هو تدمير الظروف (الموضوعية) للسماع.      

لقد درست الفلسفة في جامعة ييل وواصلت تناول أسئلة الأخلاقيات اليهودية على امتداد دراستي. وأنا ممتنَّة لهذه المصادر الأخلاقية للبنية (الفكرية) التي حظيت بها والتي لا أزال أحيا بها. إنه لمن غير الصحيح والعبثي والمؤلم لأي كان أن يجادل بأن من لديهم نقداً على دولة إسرائيل هم معادون للسامية، أو يهود كارهون لأنفسهم، إن كانوا يهوداً. إذ إن اتهامات من هذه الشاكلة تسعى إلى شيطنة من لديه رأي نقدي، وبالتالي التبخيس في هذا الرأي مسبقاً. إنه تكتيك إسكاتي: فهذا الشخص منذور للصمت، ومهما قال ينبغي أن يتم دحضه سلفاً أو لَيُّه على نحو ينفي صدقية فعل الكلام ذاته (وجدواه).         

إن الاتهام يرفض اعتبار الفكرة، أو مساجلة صدقيَّتها، أو فحص صور دلائلها، والإتيان على نتيجة منطقية على أساس السماع والتحليل. والاتهام ليس هجوماً على أشخاص لديهم أفكار قد يجدها البعض خلافية وحسب، بل هو هجوم على السجال العقلاني، على محض إمكانية السماع والكلام في سياق يمكن للمرء (من خلاله)، في الواقع، أن ينظر فيما لدى الآخر ليقول. فحين تَسِمُ مجموعةٌ من اليهود مجموعةً أخرى من اليهود بأنهم "معادين للسامية،" فإنهم يحالون احتكار الحق للتكلُّم باسم اليهود. ولذا، فإن تهمة معادة السامية هي، في حقيقة الأمر، غطاء لعراك يهودي داخلي (على نحو حصري).    

في الولايات المتحدة ذهلت من عدد اليهود الذين يسعون إلى التنكُّر من يهوديتهم لخيبة أملهم من السياسات الإسرائيلية بما فيها الاحتلال، وممارسات الاعتقال الإداري غير محدد الأمد، وقصف التجمعات المدنية في غزة. لقد اقترفوا خطأ بالاعتقاد أن دولة إسرائيل تمثَّل يهوديَّة عصرنا، وأنه إذا عرَّف المرء نفسه كيهودي، فإنه (حكماً) يؤيد إسرائيل وأفعالها. ومع ذلك، فلن تزال ثمة تقاليد يهودية تعارض عنف الدولة، وتدعو إلى تعددية ثقافية وعيش مشترك، وتدافع عن مبادئ المساواة، وهذا الإرث الأخلاقي الحيوي يُنسى أو يُهَمَّشُ حين يقبل أي منا إسرائيل كمعيار للتعريف أو القيم اليهودية.  

فاليهود الذين ينتقدون إسرائيل، من ناحية، يعتقدون أنهم ربما لن يمكنهم أن يكونوا يهوداً بأكثر من ذلك إذا كانت إسرائيل تمثَّل اليهودية؛ ومن ناحية أخرى، فإن من يبتغون سحق أيِّ ممن ينتقدون إسرائيل، يساوون بين إسرائيل واليهودية كذلك، ما يقود إلى نتيجة مؤدَّاها أن الناقد لا بد وأن يكون معادياً للسامية، وإن كان يهودياً، فلا بد أن يكون يهودياً كارهاً لذاته. إن جهودي البحثية والعامة لن تزال مكرَّسة نحو الخروج من هذه العقدة. فمن وجهة نظري، ثمة تقاليد يهودية، وحتى تقاليد صهيونية مبكِّرة، تقدِّر العيش المشترك وتقترح طرقاً تعارض العنف على اختلاف أشكاله، بما في ذلك عنف الدولة. ولعل من الأهمية البالغة أن يتم تقدير هذه التقاليد وبعثها لعصرنا، إذ إنها تعبِّر عن القيم الشتاتية، وتكافح من أجل العدالة الاجتماعية، والقيمة اليهودية ذات الأهمية القصوى (الساعية إلى)"إصلاح العالم."        

إنه لمن الجليِّ بالنسبة لي أن المشاعر تُسْتَنْفَرُ على نحو عال تجاه هذه المسائل التي تجعل الكلام والسماع (أمراً) بالغ الصعوبة، إذ يتم أخذ بضع كلمات خارج السياق، ويتم تحريف المعنى، ومن ثم يصبح بإمكانهم وسم شخص، أو بالأحرى، تصنيفه. وهذا يحدث لأناس كثيرين حين يقدمون رأياً نقدياً لإسرائيل، إذ يتم تصنيفهم كمعادين للسامية أو حتى كعملاء نازيين. إن هذه الصور من الاتهام يقصد بها أن تؤسس لأكثر الأشكال الدائمة والقاتلة من الوصم والشيطنة. إنهم يستهدفون الشخص بنزع الكلمات من سياقها، وعكس معانيها على نحو يجعلها تدين صاحبها، وهم، بالفعل، يبطلون آراء ذلك الشخص دون أدنى اعتبار لفحوى تلك الآراء. 

إنها لأكبر الإساءات والتجريح المؤلم أن يوصف، من يتحدَّرون منا من اليهود الأوروبيين الذين قضوا خلال الإبادة النازية (وقد أبيدت عائلة جدتي في قرية صغيرة جنوب بودابست)، بالتواطؤ مع العداء لليهود أو يُدْعَوْنَ بالكارهين للذات. وكذلك فإنه لأصعب من ذلك تحمُّل هكذا اتهام حين يسعى المرء إلى التأكيد على أثمن ما في اليهودية للتفكير في الأخلاقيات المعاصرة، بما في ذلك الرابط الأخلاقي مع أولئك الذين جُرِّدوا من أرضهم، وحقِّهم في تقرير المصير؛ ومع أولئك الذين يحافظون على ذاكرة ظلمهم حيَّة؛ ومع أولئك الذين يسعون إلى عيش حياة سوف، ويجب، أن تستحق أن يؤسَّى عليها. إنني أؤكد أن هذه القيم كافة إنما تنبع من مصادر يهودية هامة، ما لا ينبغي أن يعني أنها مشتقَّة فقط من هذه المصادر. ولكن، بالنظر إلى التاريخ الذي تحدَّرْتُ منه، فإنه لمن الأهمية القصوى بالنسبة لي، كيهودية، أن أجاهر بالقول ضد الظلم، وأن أكافح ضد كافة أشكال العنصرية. إن هذا لا يجعلني يهودية كارهةً لذاتها. إنه يجعلني واحدة ترغب في التأكيد على يهوديةٍ لا يشوب تعريفها عنفٌ الدولة، ويهودية تُعْرَفُ بـ(انحيازها) إلى جانب نضال واسع من أجل العدالة الاجتماعية.                 

لقد نُزِعَت أقوالي حول حماس وحزب الله من سياقها وحُرِّفت آرائي المعروفة والمتواصلة على نحو سيئ. فقد كنت دوماً ميَّالة إلى الفعل السياسي اللاعنفي، وقد كان هذا المبدأ على الدوام مميزاً لآرائي. قبل عدة سنوات، سُئلتُ من قبل أحد أفراد جمهور أكاديمي إذا كنت أعتقد أن حماس وحزب الله ينتميان لليسار العالمي، فرددت بنقطتين. أما نقطتي الأولى، فكانت وصفية: هذه المنظمات تعرِّف نفسها كمنظمات معادية للامبريالية، ومعاداة الامبريالية هي إحدى مميزات اليسار العالمي؛ وأما نقطتي الثانية، فكانت نقدية: كما في أي جماعة في اليسار، على المرء أن يقرر إذا ما كان مع الجماعة أو ضدها، كما ينبغي أن يقيِّم مواقفهم على نحو نقدي. أنا لا أقبل ولا أصادق على جماعات اليسار العالمي برمتها.

لقد جاءت هذه الملاحظات، في الواقع، في أعقاب محاضرة أعطيتها في ذلك المساء ركَّزت على أهمية العزاء الجماعي والممارسات السياسية للاعنف، المبدأ الذي وضَّحته ودافعت عنه في ثلاثة من كتبي التي ظهرت حديثاً، وهي:  حياة قلقة-مستباحة: قوى العنف والعزاء؛ وأطر الحرب: متى يؤسى على الحياة؟؛ وطرق متفرقة: اليهودية ونقد الصهيونية. لقد أجريت معي مقابلات حول آرائي بخصوص اللاعنف من قبل مجلة "غيرنكا" ومجلات إلكترونية أخرى، وهذه آراء من السهل إيجادها، إذ كان المرء معنياً بمعرفة موقفي من هذه المسائل. وفي الواقع فإني محط سخرية بعض أعضاء اليسار، ممن يؤيدون أشكالاً من المقاومة العنفية، إذ يعتقدون أنني فشلت في فهم هذه الممارسات.  

إنه لصحيح أنني لا أؤيد ممارسات المقاومة العنفية، كما لا أؤيد عنف الدولة، ولا يمكنني تأييد ذلك، ولم أفعل ذلك يوماً. قد يجعلني هذا ساذجة بأكثر من كوني خطيرة، لكن هذا هو رأيي. ولذا، فقد بدا لي على الدوام أنه من العبث أن تُجَيَّرَ ملاحظاتي لتعني أنني أؤيد أو أدعم حماس وحزب الله! لم يسبق لي أبداً أن اتخذت موقفاً من أي من هاتين المنظمتين، تماماً كما لم أقم أبدأ بدعم أية منظمة (يدور الجدل حولها) كجزء من اليسار العالمي. إنني وبصورة غير مطلقة داعمة لكافة الجماعات المشكِّلة حالياً لليسار العالمي. إن القول بأن هذه المنظمات تنمي إلى اليسار لا يعني القول إنه ينبغي لها أن تنتمي له، أو إنني أؤيدها أو أدعمها بأية طريقة من الطرق.      

ثمة نقطتان أخريان: إنني أدعم حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها بطريقة جدّ محددة. إنني أرفض بعض النسخ وأقبل أخرى. بالنسبة لي، فإن حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات  تعني أنني أعارض الاستثمار في شركات تصنِّع معدات عسكرية هدفها الوحيد هو هدم البيوت. إنها تعني أنني لا أتحدث في المؤسسات الإسرائيلية إلا إذا اتخذت موقفاً حازماً ضد الاحتلال. إنني لا أقبل أي نسخة من المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات تمارس التمييز ضد أفراد بناء على مواطنتهم في دولة، وأحافظ على علاقات تعاون وثيقة مع كثير من الباحثين الإسرائيليين. أحد الأسباب التي تدفعني إلى تأييد حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات ولا تجعلني أؤيد حماس أو حزب الله هي أن حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات هي أكبر حركة سياسية مدنية لاعنفية تسعى إلى منح الفلسطينيين المساواة وحق تقرير المصير.       

من وجهة نظري أن شعوب هذه الأراضي، يهوداً وفلسطينيين، يجب أن يجدوا طريقة للعيش سوية على أساس المساواة. ومثل الكثيرين، أتطلع إلى كيان ديمقراطي على هذه الأراضي وأؤيد مبدأ تقرير المصير والعيش المشترك لكلا الشعبين، وفي الواقع، لكل الشعوب. وأمنيتي، كما هي أمنية عدد متزايد من اليهود وغير اليهود، أن ينتهي الاحتلال، ويتوقف العنف بكافة أشكاله، وأن يتم ضمان الحقوق السياسية الأساسية لكافة الشعوب في (هذه) الأرض عبر تركيبة سياسية جديدة.      

ثمة ملاحظتان أخيرتان: إن الجماعة الداعمة لهذا النداء هي "باحثون من أجل السلام في الشرق الأوسط"، وهي تسمية خاطئة في أحسن أحوالها، والتي تزعم على موقعها الإلكتروني أن "الإسلام تاريخياً (وبالتوارث)" هو "دين معاد للسامية." إن هذه الجماعة، وليس كما أفادت جريدة الجيروساليم بوست، ليست جماعة كبيرة من الباحثين اليهود في ألمانيا، ولكنها منظمة عالمية مقرها أستراليا وكاليفورنيا. إنهم منظمة من أقصى-اليمين، وهم لذلك جزء من الحرب اليهودية الداخلية. إن أحد أعضاء هيئتها (الإدارية) السابقين، جيرالد ستينبيرغ، معروف بمهاجمته لمنظمات حقوق الإنسان في إسرائيل، شأنها شأن منظمة العفو الدولية، ومرصد حقوق الإنسان. إن رغبتهم في شمل منظمات مراقبة خرق حقوق الإنسان في إسرائيل (في هجومهم) تجعلهم بوضوح مؤهلين للاتسام بـ"معادة السامية."             

ختاماً، إنني لست أداة لأية منظمة غير حكومية. إنني عضوة في الهيئة الاستشارية لـ"الصوت اليهودي من أجل السلام"، وفي كنيس كيهيللاه في أوكلاند كاليفورنيا، وفي اللجنة التنفيذية لـ"أساتذة من أجل السلام الفلسطيني-الإسرائيلي، في الولايات المتحدة الأمريكية"، و"مؤسسة مسرح الحرية في جنين." لقد تنوعت آرائي السياسية حول طيف واسع من الموضوعات، ولم تقتصر على الشرق الأوسط ودولة إسرائيل. وفي الواقع، فقد كتبت عن العنف والظلم في أنحاء أخرى من العالم مركِّزة بشكل خاص على الحروب التي شُنَّت من قبل الولايات المتحدة. وقد كتبت، كذلك، عن العنف الممارس ضد الأشخاص عابري-التصنيفات-الجندرية في تركيا، والعنف النفسي والتعذيب في غوانتانامو، وحول عنف الشرطة ضد المتظاهرين بشكل سلمي في الولايات المتحدة... على سبيل المثال لا الحصر. كما كتبت، أيضاً، ضد معاداة السامية في ألمانيا والتمييز العنصري في الولايات المتحدة.       

هذه المقالة هي رد جوديث بتلر المنشور على موقع "موندووايس-حرب الأفكار في الشرق الأوسط" الإلكتروني بتاريخ 27 آب 2012، على المقالة الاحتجاجية المنشورة في صحيفة الـ جيروساليم بوست الصهيونية بتاريخ 26 آب 2012، بعنوان: "فرانكفورت تمنح (جائزة) لداعية أمريكية لمقاطعة إسرائيل،" بعد أن رفضت الصحيفة المذكورة نشره في اليوم التالي.  (المحرر). 

 

ترجمة: عبد الرحيم الشيخ.

التعليقات