د. فوزي الأسمر عملاق في حبه لفلسطين: وداعا../ د. مسعود إغبارية

تمت مواراة جثمان الصديق الحميم الدكتور فوزي يوسف الأسمر تراب فلسطين، تراب مدينة اللد، محققا بهذا حلما كان يحلم به بعد ان عاش في الولايات المتحدة الامريكية اكثر من أربعة عقود من الزمن ليرقد الى جانب صديق غال عليه وعلينا جميعا، الدكتور ابراهيم ابو اللغد

د. فوزي الأسمر عملاق في حبه لفلسطين: وداعا../ د. مسعود إغبارية

يوم الثلاثاء الأول من تشرين الأول (أكتوبر) 2013، الذكرى الثالثة عشرة لانتفاضة القدس والأقصى الفلسطينية، وبعد حوالي عشرة أيام من وفاته في العاصمة الأمريكية واشنطن، وفي موكب ضم مئات إن لم يكن أكثر من محبي ومعارف الفقيد تمت مواراة جثمان الصديق الحميم الدكتور فوزي يوسف الأسمر تراب فلسطين، تراب مدينة اللد، محققا بهذا حلما كان يحلم به بعد ان عاش في الولايات المتحدة الامريكية اكثر من أربعة عقود من الزمن ليرقد الى جانب صديق غال عليه وعلينا جميعا، الدكتور ابراهيم ابو اللغد، الذي هو نفسه عاد الى فلسطين بعد بقاء عدة عقود في الولايات المتحدة وساعد في إقامة وتأطير مؤسسات فلسطينية تعليمية، وبعد وفاته دفن في مقبرة يافا.د. فوزي الأسمر

وقفت الى جانب قبر فوزي كما وقفت الى جانب قبر صديقه ابراهيم ابو اللغد الذي كان لي شرف ان فوزي نفسه من عرفني به، ولم اأخل بدمع لانه خير ما املك لأعبر به عن حزني على فراقه. كانت هذه لحظات حساسة من مرحلة معاناة بدأت منذ سماعنا دخول فوزي المستشفى وزيارته للبلاد عام 2012 حيث كان مريضا. استمرت حين زرت واشنطن في شهر تموز 2013 وكانت زيارتي لفوزي مباشرة بعد وصولى مطار ريغن. سعدت حين قابلته في البيت، ولكنه كان يعاني، وكان الأمر واضحا وجليا. بكيت حالا بعد خروجي من غرفته في مستشفى واشنطن حين ودعته في تموز 2013 حين قلت لنفسي بعد ان استذكرت خلال ثوان عدة شريطا طويلا، سنوات طويلة، من صداقة بيننا: ربما سيكون هذا آخر لقاء مع فوزي. تفاءلت خيرا من التقرير الشفهي لطبيبه العربي الأصل في المستشفى. لكن قدر الله أن كان ذلك اللقاء آخر لقاء بيننا. الموت حق. خبر وفاة فوزي كان مؤلما، رغم انه كان متوقعا، ولكن الألم كان من نوع خاص شعرت به عدة مرات في حياتي فقط حتى الآن. ربما لأن فوزي صديق حميم وفي ومن الآن لم يعد موجودا، ربما لانه فارق الحياة بعيدا عن الارض الذي كثير ما حبها، ارض فلسطين، حيث ابتعد عنها جسدا وليس روحا وكان يقول لي دائما، ربما لانه كان الى جانبي في واشنطن لحظات صاعقة حين تلقيت نبأ وفاة والدي في قرية مصمص، عليه رحمة الله، فلم يغادر بيتي حتى الصباح.

لن انسى الايام الاخيرة التي قضيتها مع فوزي في تموز 2013 حين كانت الى جانبه اخته ليلى التي قدمت من البلاد كي تساعد اخاها فوزي في التغلب على معاناة المرض. حين كنت اوجه الشكر الى ليلى لأنها تقضي الوقت كل الوقت معه كانت ترتسم ابتسامة كبيرة على وجه فوزي، وكأنه يستغرب من هذا الشكر "الغريب". كي يحافظ على ابتسامة عريضة احضرت في آخر لقاء لي معه باقة ورد في وعاء اصفر اللون رسم عليه وجه مبتسم. كان فوزي مطمئنا حيث لم تكن الى جانبه ليلى واحدة بل ليلتين: اخته ليلى وابنته ليلى. أحب فوزي كثيرا أحفاده زياد وعمر وصهره حسين القادم من مصر.

فوزي كان نجما ساطعا على الساحة الامريكية مثل الدكتور هشام شرابي والدكتور إدوارد سعيد والدكتور سميح فرسون والدكتور ابراهيم ابو اللغد والدكتور زياد ذيب حيث التقيت بهم جميعا خلال حفلات افطار الحمص والفول الاسبوعية التي كانت تتم في بيت فوزي وبيوت آخرين واي مناسبة اخرى في بيته وفي اماكن اخرى كان دائما يصر ان اكون معه.

كان فوزي الاسمر قوميا عربيا حتى النخاع. يحب أمته ويرى تحرير فلسطين جزءا من تحرير الوطن العربي كله. في لقائي الأخير معه وهو يعارك المرض بإبتسامة عريضة اصر ان يثبت لي ان رئيس طاقم الاطباء الذي يعالجه كان عربيا من لبنان.

أحب فوزي السفر ومهنته الصحفية استدعته ان يسافر كثيرا. وكان مطلوبا لمحاضرات في كثير من مناطق العالم وكان يتحدث عن الصراع وكان يتحدث عن المواطنين العرب في البلاد حيث كان كتابه الذي سرد به تجربته الذاتية "أن أكون عربيا في إسرائيل" احد مواضيع محاضراته. وكتب كتاب Through the Hebrew Looking- Glass كشف مدى تشويه الصورة النمطية للعرب في إسرائيل وآلاف المقالات والقصائد الشعرية معبرا عن حبه لفلسطين وللعرب جميعا، كان يحب الكتابة ولا يتردد من تطويع اكثر البرامج التكنولوجية من اجل الكتابة، غير انه لم يسمع كلامي ويطبع بالطريقة العمياء كما اجدها نفسي بثلاثة لغات. كان يقول لي انه يطبع اسرع مني، رغم انني كنت اعرف ان الامر ليس هذا وان طباعتي ليست فقط اسرع من طباعته وإنما اكثر متعة حيث لا يتطلب النظر الى مفتاح الحروف بتاتا والتركيز طيلة الوقت بالنظر على الشاشة ورؤية وضع الحروف في اماكنها ببث حي.

وصية فوزي: في أحاديثنا الكثيرة والطويلة في شهر تموز 2013 لم يذكر فوزي كلمة "وصية" ربما لانها توحي بالموت. بكلماته ايقنت انه كان يوجه لي العديد من الملاحظات. اذكر جدا ما قاله لي فوزي في احد اللقاءات 2013 ان علينا الحفاظ على الوطن، وان لا نسمح بأي انسان يحاول التلاعب بحقنا الثابت التاريخي على تراب فلسطين، وأن نعمل كل ما هو بوسعنا حتى يزداد وعي ابناء شعبنا بقضيتهم المقدسة. رأيت في عينيه حرارة وشعاعا. موجها الكلام الى حفيديه كان يقول إني ذاهب يا صديقي فما على هؤلاء وعليكم انتم ابناء فلسطين الحبيبة جميعا الا ان تحملوا الراية، راية الحفاظ على ارض فلسطين من الظلم والإستبداد.

أحداث واتصالات بيننا:

سأحاول فيما يلي استذكار احداث ومواقف ومراسلات كانت حتى الآن بيننا. تكشف في جوهرها اضواء على الفقيد وعن مدى العلاقة بيني وبينه.

- كان فوزي الى جانب الدكتور شرابي اول من استقبلنا في واشنطن بعد ان وطأت اقدامي انا وزوجتي حين لم نعرف السفر في الطائرة من قبل. كانت تلك الايام صعبة وتحمل فوزي الكثير من اجلنا. عرف اهل زوجتى في اللد واعتبرته زوجتى بمثابة اب لها. وهكذا عاملها طيلة الوقت. دائما كان يسأل عن احوالنا ولم تفته مناسبة عندنا إلا قدم وكان على رأس المستقبلين. كان بيننا الكثيرمن المواضيع المتفق عليها. ولكن كان هناك مواضيع خلاف. على سبيل المثال اختلفنا في البداية على حب سماع مطربة الشرق ام كلثوم. هو كان يحب سماعها وكنت أنا متحفظا الى حد كبير. تبين لاحقا انه على حق وخاصة حين اسمعنى اغنية "حديث الروح" من كلمات الشاعر الهندي محمد اقبال الذي حضر اول مؤتمر اسلامي للدفاع عن القدس في القدس عام 1931. اختلفنا في النهاية حول ما يجري في العالم العربي فحين اعتبرتها نفسي ثورة عربية ديمقراطية أصيلة، اعتبرها فوزي مؤامرة وتعاونا مع قوى الاستعمار، وكأن الوضع لم يكن هذا منذ عقود بل ربما قرون. ومات ونحن على خلاف واختلاف الرأي لا يفسد في الود قضية.

- مما أذكره دائما هو انه حين كنت اتصل به هاتفيا وأنا في ضيق معين كان يعرف حالتي النفسية من صوتي. اعترف له بهذه القدرة ولم اجدها عند غيره حتى اليوم. دائما كان جوابه، طبعا إن كان يملك فسحة من الوقت، انتظرني سوف آت اليك. وكان يأتي وكنت بالفعل بحاجة اليه لنتحدث.
- تذكرت سنوات طويلة حين كنا نلعب في ملاعب الجامعة، جامعة ماريلاند، كولج بارك، لعبة الراكيت بول بمشاركة صديق عزيز آخر، الدكتور ياسر يعقوب ابن قرية برعم الجليلية الذي اكن له كل الاحترام والتقدير لصداقتنا مباشرة ولتواصله المستمر مع فوزي، حيث يسكن قريبا منه في العاصمة الامريكية، حتى ساعاته الاخيرة.

- من عاش في أمريكا يشعر بما اقوله حيث ان تقدير فوزي لي وصل الى حد انه كان يسمح لي مشاهدة لعبة فريق واشنطن بالكرة القدم الامريكية، "الريدسكينس" معه ومع زوجته المرحومة ماريا، حين كانا يصلا كلاهما قمة في الانفعال. حب فوزي لهذا النوع من الرياضة، وهي عظيمة بكل المقاييس، جعلني احبها كثيرا. وما زلت أتمتع بهذه اللعبة الامريكية الرائعة دعما لنفس الفريق الذي احببناه كلانا حتى العظم.

- بعث لي فوزي قصيدة كان قد نشرها في مجلة الآداب اللبنانية تحت عنوان "الناي المتجول" بتاريخ 1 شباط 2007. لم استطع نشرها هنا لأسباب فنية. القصيدة تركت عندي انطباعا لم اعهده من قبل وربما من بعد. اضع بين يديكم ردي على هذه القصيدة المعبرة عن الكثير من المشاعر والأحاسيس كما ورد بدقة على الشبكة العنكبوتية:.
"صديقي وأخي العزيز الدكتور فوزي الأسمر حفظك الله وأطال في عمرك
تحية وحارة من الأعماق وبعد،
لا اخفي عنك انك فاجأتني بصورة كبيرة. عرفت انك شاعر، ولكن لم أعرف او لم أكن متأكدا انك شاعر في القمة، بل في قمة القمم. ربما أعلى من هذا. لا أبالغ يا فوزي. قصيدتك شدتني ان أبقى في أرض الوطن. هذه ضربة قاضية لمشروع السفر للعيش بعيدا عن الوطن. هنيئا لك يا ابا ليلى. زادت من قوة الحبال التي أحاول تمزيقها في الأشهر الأخيرة حتى أسافر عبر البحر الأبيض. أتى أمس صالح دراوشة وهند لزيارتنا. وسألني هل أخطأت في قدومك من أمريكا؟ قلت له نعم. بعد قراءة قصيدتك يا فوزي أتراجع، وجوابي الآن لا. أتراجع بإباء. ليس هذا ضعفا في شخصيتي، ليس هذا ذبذبة، وإنما كشف الستار عن عالم لم أكن اعرفه جيدا. أيقنت بعد قراءة قصيدتك يا فوزي ان حياتي في هذا الوطن هي جنة بعينها، رغم الصعوبات والمآسي. سوف ابعث هذا الرد لصالح لأنني اقدره كثيرا. لا اعرف انه سيغير موقفه الآن بعد ان يقرأ القصيدة. كما اعرفه..أستطيع المراهنة بأنه سيغير موقفه..أنا متأكد. سوف ابعثها له انا بنفسي. وسوف ابعث له هذا الرد بعد إذنك أبا ليلي.

إنني معني ان يغير موقفه كما غيرته أنا خلال ساعات، ربما اقل من 13 ساعة بعد قراءتي قصيدتك. بدأت أتجلى... نعم هكذا اشعر ولا أريد ان اخفي شعوري عنك يا فوزي. القصيدة رائعة يا فوزي، لدرجة أنني بدأت اكتب هذا الرد بشكل يشبه الشعر. لم أكتب مثل هذا الأسلوب في حياتي. ربما سحرت..لا اعرف..لا اعرف. الكلمات عذبة، معبرة، تخرج من القلب. لا اشك في هذا. القصيدة تغطي الكرة الأرضية شوقا لوطنك يا ابا ليلى. ربما تساؤلك، قتلني وأنا انظر من الشباك جهة شجرة اللوز التي زرعتها أمي وأبي في كرم أبي.. أوافقك على تساؤلك، وجوابي قاطع لا ينفع شيئا. "ماذا ينفع الانسان لو ربح الدنيا كله وخسر اللوز الأخضر في كرم أبيه؟" كلماتك تذكرني بما صنعته الغربة بشاعرنا الحبيب محمود درويش حين قرأت قصيدة له عام 1972\73 نشرها في مجلة شؤون فلسطينية على اغلب الأحيان في مكتبة جامعة حيفا. يقول فيها: (هذا ما زال عالقا في رأسي، ربما هناك لخبطة هنا او هناك) لكن الصورة كما يلي: "أطوف البلاد التي سأحب...ولكن قطرة ماء في منقار قبرة على جدران حيفا تساوي كل البحار." (عذرا أستاذ محمود درويش إذا خانتني ذاكرتي). قصيدة محمود درويش العملاق صنعت في أحشائي صرخة كبيرة. وها هي قصيدتك يا فوزي تصنع بركانا في أعماق الأعماق...هي أشبه بالزلزال...هكذا وقعها علي. اخبرني يا فوزي، واعرف فيك الصراحة..هل تفكر جديا في العودة؟ أرى الجواب في قصيدتك نعم. أراه هكذا وراء كل كلمة، كل حركة في قصيدتك. أعاهدك، إذا قدمت الى البلاد يا فوزي...لن أغادر البلاد لأسكن في المهجر. هذا عهد..هذا عهد...والعهد هو العهد..... أخوك، مسعود اغبارية (مصمص، 13 أيار، 2007)".

- كنت أكتب مقالات هنا وهناك وكان فوزي اول من يقرأها ويقيمها. بعد قراءتها كان رده حاسما إما عد وراجع كذا وكذا او كان يقتصر على ثلاث كلمات: "إبعثه، مقال جيد". أذكر مرة انه بعد ان لمس عندي قدرة على الكتابة طلب مني ان اكتب لصحيفة "القدس العربي" في لندن فرئيس تحريرها، عبد الباري عطوان صديق له. وأشار لي انهم يدفعون هناك مبلغ 50 جنيه مقابل كل مقال. كتبت مقالين وتم نشرهما. سافرت الى لندن وتوقعت الحصول على مبلغ 100 جنيه استرليني. اتصلت برئيس التحرير ودعاني للإستقبال في مكتبه. قلت له ما حدث أجابني انه لم يطلب منى ان اكتب المقالين حتى يدفع لي المبلغ. شعرت ولو للحظات انني في مطب. لم يقبل عبد الباري عطوان ان يستمر ما شعرت به اكثر. بشهامة العربي وبخطا حثيثة اندفع عبد الباري وطلب مني مرافقته بنك محادي لمكتب الصحيفة. سحب منه المبلغ وناولني إياه. هذا موقف جليل وهذا هو عبد الباري عطوان صاحب فوزي الاسمر. هذا هو عبد الباري الذي وقف مع فوزي آخر ايام حياته حين بدأ ينشر مقالات فوزي الصحفية بعد ان توقف نشرها في صحيفة "الرياض" السعودية.

- في 4 أيار 2010 بعثت لفوزي هذه الرسالة بعد ان بعث لي مواد عن محاضرة القاها البروفسور جون ميرشهيمر مؤلف كتاب "اللوبي الإسرائيلي" في واشنطن. انقل رسالتي كما وردت الشبكة العنكبوتية وبدون اي تحرير:
"الاخ والصديق فوزي، تحية حارة وبعد،
حقا، بعد ان قرأت محاضرة البروفسور جون ميرشهيمر، وجدت بها تحليلا عميقا عما يجري في هذه البلاد. إنه مطلع على كثير من الاحداث. إنه فخر له، لك والقائمين على المركز الفلسطيني في واشنطن ان يقرأ الانسان مثل هذا الكلام المكتوب من احرف من ذهب بلغة صديقنا الدكتور انيس قاسم.
كما ترى بعثت المقال الى مجموعة من الناس لتقرأه وتعي ما يدور في هذا العالم عسى ان احصل على أجر من الله وأدخل به الجنة. إنه من منطلق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يا اخي العزيز. إن كان لك اتصال مع المسؤولين على المركز الفلسطيني، وأنا متأكد ان لك مثل هذا، بلغ سلاماتي وتحياتي الحارة للقائمين على المركز الذين بادرو لدعوة هذا الاستاذ العملاق الذي هز، وما يزال، الاوساط الاكاديمية في إسرائيل وخارج اسرائيل. ربما نستطيع اعتبار هذا المقال، نقلة نوعية منذ مقاله الذي نشره مع بروفسور وولتس (جامعة هارفرد) ومن ثم صدر في كتاب لهما تحت عنوان اللوبي الاسرائيلي في واشنطن. هل انا محق في هذه النظرة؟ اشكرك يا فوزي على ارسال مواد لي. انها وسيلة خلاقة، يتحدث عنها ميرشهيمر، لنجاح القضية الفلسطينية في مواجهة الاعداء والحاقدين والمتخلفين على كافة المستويات. مقال مثل هذا زاد الامل في حل قريب رغم الصعوبات ورغم التضحيات الكبيرة المتوقعة. مع اطيب التمنيات، مسعود".

- بعد أن وصلتني تفاصيل عن ترتيبات الجنازة والمراسيم من صديقي واعز صديق على فوزي (بشهادة فوزي شخصيا) ياسر يعقوب، بعثت واخبرت الجميع. لم انس ان فوزي مثلي كان خريج الكلية الارثوذكسية العربية في حيفا فأبرقت حالا هذه الرسالة التي اضعها بين اياديكم الى مسؤولي رابطة خريجي الكلية الارثوذكسية العربية بالنص التالي:
الاخت العزيزة هيام عبد (رئيسة رابطة خريجي الكلية الارثوذكسية العربية في حيفا) والدكتور جوني خرعوبة عضو الإدارة المحترمين. قد بعثت لكم هذا من بين من بعثت لهم ولكنكما انتما في مكان خاص لي ولفوزي ولآلاف الخريجيين. ربما انكم علمتم اننا كبني بشر وكعرب وكفلسطينيين وكخريجي الكلية الارثوذكسية العربية في حيفا (هو نفسه خريج ومن اوائل الخريجين وكا يعتز بهذا طيلة الوقت)، قد فقدنا صديقا حميما من اعز ومن انبل ما عرفته في حياتي. كان يرافقني بشكل مستمر حين كنت في رئاسة رابطة خريجي الكلية وكان دائما يعبر عن استعداده للمساعدة ولم يبخل باقتراحات كثيرة قسم منها عرفتموه وقسم آخر سوف نتحدث عنه. أرجو من الرابطة تكريم هذا الفارس العظيم، وإن كان هناك وفد ارجو ان تعلموني حتى اشارك معه. وإن امكن ارجو من كل واحد منا عمل كل ما يستطيع من اجل تكريم فوزي. إنه يستحق كل خير. اكتب لكم والدموع تتساقط من عيني. هذا واقع ولا ابالغ به شيئا. ألى لقاء قريب. مسعود.

- أكرر ما كتبته إنني بهذه المناسبة اقدم احر التعازي الى اهله الكرام في مدينة اللد، أخته ليلى و اخيه إميل وعائلاتهم، وفي يافا، أخيه رمزي وعائلته، وفي واشنطن ابنته ليلى وزوجها حسين واحفاده عمر وزياد، والى نفسي.
وإليك فوزي اقول وداعا، نم قرير العين. شعبك وأمتك بدأت تصحى من سبات دام عقودا بل قرونا وإن غدا لناظره قريب.
رحمك الله يا فوزي يا من عرفتك خير الرجال وخير الأصدقاء وخير الاوفياء. إنا لله وإنا اليه لراجعون
 

التعليقات