في اللجوء؛ نطرز... كي لا ننسى!

تستخدم مريم الأيوب (58 عاما)، اللاجئة المقيمة في لبنان، مهنة "التطريز" التراثية، لتذكير المحيطين بها بالوطن السليب "فلسطين".

في اللجوء؛ نطرز... كي لا ننسى!

مريم الأيوب (58 عاما)

تستخدم مريم الأيوب (58 عاما)، اللاجئة المقيمة في لبنان، مهنة 'التطريز' التراثية، لتذكير المحيطين بها بالوطن السليب 'فلسطين'.

 لكن المفارقة تكمن، أن الأيوب نفسها، لم تر فلسطين يوما، حيث ولدت في مخيم اللجوء ببيروت عام 1958، بعد أن هُجّر أهلها من قرية مجد كروم، قضاء عكا عام 1948.

 وتعتقد اللاجئة، أن مهنة التطريز، قادرة على إبقاء ذكرى الوطن حية في نفوس الأجيال الجديدة من الفلسطينيين، الذين لم يتمكنوا من معاينة وطنهم.

وتصف الأيوب، الأم لأربعة أبناء، بالقول 'نعلّم تراثنا الفلسطيني الذي ورثناه من أهلنا اليوم لأولادنا وبناتنا، كي نحافظ على هذا الإرث التاريخي الذي يربطنا بوطننا المسلوب'.

وتعمل الأيوب، على توريث هذه الحرفة التراثية للفتيات والسيدات الفلسطينيات، حيث أضافت 'حاليًا أعمل على تعليم الفتيات والسيدات هذه الحرفة لعدة ساعات بشكل شبه يومي'.

وتعلمت المرأة الفلسطينية، هذه المهنة، على يد ذويها، منذ كانت في الحادية عشر من عمرها.

وأشارت إلى أن للفلسطينيين لباس تراثي خاص، يُعرف بلباس الفلاح الفلسطيني، يتم تطريزه يدويًا بزخارف متعددة الأشكال والألوان، و'بشكل دقيق يحتاج لتركيز عال'.

وأوضحت الأيوب أن الأجيال الجديدة من اللاجئين الفلسطينيين، يتعلمون هذه الحرفة 'بشغف وحب ورغبة'.

وقالت 'كثير من الفتيات يطلبن منا تعليمهن بمبادرة منهن، ونحن في الذكرى الـ68 لنكبتنا، نؤكد على تمسكنا بهذا التراث الذي يذكرنا بوطننا فلسطين'.

وتابعت الأيوب 'مع كل ذكرى للنكبة يحل علينا، نشعر بأسى أشد من الأيام العادية، فالأمل الوحيد لنا هو أننا صامدون مهما حصل حتى نعود إلى فلسطين'.

ولا تزال الأيوب، تذكر قصة تهجير أهلها من قرية مجد كروم، إلى لبنان، عام 1948، وتقول 'خرجوا إلى جنوب لبنان، بعد وقوع مجزرة دير ياسين على يد العصابات الصهيونية، حاملين معهم مفاتيح منازلهم، ظنًا منهم أنهم سيعودون خلال أسابيع قليلة... ومازالت مستمرة هذه الأسابيع حتى يومنا هذا'.

والنكبة، مصطلح يطلقه الفلسطينيون على استيلاء 'المجموعات اليهودية المسلحة' على أراض فلسطينية وتهجير أهلها عام 1948، لإقامة دولة الاحتلال الإسرائيلي، وعلى إثر ذلك هُجّر الآلاف من الفلسطينيين من أراضيهم وفقدوا مساكنهم، وتوزعوا على بقاع مختلفة من أنحاء العالم.

اقرأ/ي أيضًا | صفد .. عائدون

ويحيي الفلسطينيون ذكرى 'النكبة' في 15 أيار/ مايو من كل عام، بمسيرات احتجاجية، وإقامة معارض تراثية تؤكد على حق العودة، وارتباطهم بأرضهم التي رحل عنها آباؤهم وأجدادهم عام 1948.

التعليقات