25/12/2016 - 20:13

نظرية اللعبة للإرهاب... كيف يقوم "داعش" بردكلة الآخرين؟

متى بالضبط يصبح المتطرّف متطرّفاً عنيفاً؟ بينما يكافح العالم – الذي يستيقظ على وقع الهجمات الارهابيّة في بغداد، وبيروت، وباريس، والآن في كاليفورنيا ولندن أيضاً – لهزيمة تنظيم الدولة الإسلاميّة (المعروف بـ "داعش").

نظرية اللعبة للإرهاب... كيف يقوم "داعش" بردكلة الآخرين؟

متى بالضبط يصبح المتطرّف متطرّفاً عنيفاً؟ بينما يكافح العالم – الذي يستيقظ على وقع الهجمات الإرهابيّة في بغداد، وبيروت، وباريس، والآن في كاليفورنيا ولندن أيضاً – لهزيمة تنظيم الدولة الإسلاميّة (المعروف بـ 'داعش')، فإنّ أهميّة السؤال تصبح مضاعفة عن أيّ وقت مضى.

بدوره، حاول الرئيس الأميركي باراك أوباما أن يحلّ هذا اللغز عبر إضافة مكوّن جديد لوصفة مكافحة الإرهاب. في شباط/فبراير 2015، قام أوباما بجمع أبرز الخبراء الدوليين لمؤتمر قمّة لمواجهة المتطرّفين العنيفين، وقد تمّ تصميم استراتيجيّة جديدة للتعامل مع عمليّة الردكلة (التحوّل إلى التطرّف)؛ وعلى وجه الخصوص قدرة 'داعش' التي لا مثيل لها في تجنيد المقاتلين من لغات وثقافات ومناطق جغرافيّة مختلفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

تختلف مقاربة مواجهة المتطرّفين العنيفين عن المقاربة التي اتخذها محللو السياسات وصانعو القرار بشأن القاعدة. فبعد أن قامت الولايات المتحدة بمطاردة المنسّقين والقادة في الرتب العليا من التنظيمات الإرهابيّة، بدأت الآن بالانتباه إلى ما يُطلق عليهم 'المؤثّرون' على المستوى الإعلامي والدعائي، وبدأت بدراسة كيف يقومون، على وجه الدقّة، بتحريض الأفراد وحثّهم على العنف. بناء على ذلك، انتقلت استراتيجيّة مكافحة الإرهاب الأميركية من البُعد العملياتي – على سبيل المثال اغتيال زعماء القاعدة أو ما تطلق عليه وسائل الإعلام 'قطع رأس الأفعى' – إلى تحليل ما وصفته وزارة الأمن الداخلي بـ'ديناميكيّات الردكلة باتجاه العنف' والبحث في الأسباب التي تدفع بعض الأفراد للانخراط مع المتطرّفين العنيفين وارتكاب العنف، في حين لا تدفع البعض الآخر. وقد بدأ هذا المنظور الجديد بالتفاعل داخل أجسام الحكومة والناشطين والعلماء الذين لم يعودوا يكتفون بتحليل الشبكة الاجتماعيّة للإرهابيين وأنماط رسائلهم، وإنما بدأوا بترويج سرديّات مضادّة للتطرّف.

لدى واشنطن بالتأكيد كمّ مهول من المعلومات حول أيدولوجيا داعش وأهدافها ورسائلها وحملاتها الاعلاميّة. ولكنّ التحدي، فيما يبدو، هو اكتشاف ما يمكن عمله بكلّ هذه المعلومات. لقد كشفت الواشنطن بوست مؤخّراً أنّ قسم الاتصالات الاستراتيجيّة لمكافحة الإرهاب يُعيد التفكير في استراتيجيّة إرسال الرسائل المضادّة بعد أن أثبتت لجنة خارجيّة ضعف فعاليّة هذه الاستراتيجيّة. على الرغم من أنّ القمّة التي عقدها البيت الأبيض لمكافحة التطرّف العنيف في فبراير شباط قد مهّدت الطريق لوزارة الخارجيّة الأميركية والأجهزة الأخرى لبدء التعاون مع شركاء محليين لمواجهة تنامي التطرف محلياً – تنمية المعارف الأساسيّة بالظاهرة، ودعم الأنشطة المحلين، والأصوات المعتدلة- حيث يواجه المحليون خطر تجاهل إمكانيّة تمدد الأيدولوجيات، العابرة للمناطق، التي تدفع الأفراد إلى التطرّف العنيف. على الرغم من أنّهم يستحقّون الشكر لبنائهم علاقات شراكة مع المجتمعات المحلية، فإنّ تطويرهم للبرامج المحلية لموجّهة التطرّف العنيف تميل، بشكل خاطئ، للتركيز على العلل العقلية والعوامل الاقتصاديّة. قد يُحسب لهذه الاستراتيجيّة محاولتها تطوير نوع من العزل الاجتماعيّ، ولكنّها تتجاهل أيضاً الطبيعة الاستثنائيّة لقدرة أيدولوجيا داعش على الردكلة العنيفة. باختصار، فإنّ سياسات مواجهة التطرّف العنيف لا تفعل سوى القليل للتعامل مع الأسباب العميقة والوسائل التي تردكل بها داعش الأفراد نحو العنف؛ إنها أيدولوجيا داعش.

لتحسين مشروع مكافحة التطرّف العنيف وإيقاف قدرة داعش على التجنيد، على واشنطن أن تبحث عن حلّ في نظريّة اللعبة.

نقطة شيلينغ للردكلة

في عام 1960، وفي ذروة الحرب الباردة، قدّم عالم الاقتصاد الأميركي، الحاصل على جائزة نوبل، توماس شيلينغ للعالم 'نظريّته الاستراتيجيّة'، التي تتبنّى نظرية اللعبة وتستدخلها في عالم العلاقات الدوليّة. في كتابه ' استراتيجيّة الصراع' سكّ شيلينغ مفهوم 'النقطة المحوريّة Focal Point'. (المعروفة بـ'نقطة شيلينغ') لوصف كيف يصل الأفراد والشعوب إلى اتفاق ما حين يجري النقاش بينهم. تتضمّن العمليّة توقُّع ما سيفعله الشخص أو الدولة الأخرى. لمزيد من التوضيح، طلب شيلينغ، في الخمسينات، من مجموعة من الطلاب أن يختاروا مكاناً في مدينة نيويورك، حيث يمكنهم أن يقابلوا غريباً دون أن يضطروا لتحديد المكان والزمان سلفاً. ودون أن يعرف أيّ من الطلاب ماذا اختار الآخرون، فإنّ معظمهم قد اختار أكشاك الاستعلامات في المحطّة المركزيّة الكبرى، بل واختار معظمهم الوصول عند ساعة الظهيرة.

قام شيلينغ بعدها بتجربة أخرى. فقد أعطى لمجموعة من الطلاب ورقة مخططة على شكل شبكة تحتوي على 16 مربّعاً متساوياً. ووعد الطلاب بأن يحصلوا على جائزة إن قاموا جميعاً باختيار المربّع نفسه. على المستوى الإحصائي، فإنّ نسبة 6% فقط ستختار نفس المربّع. ولكنّ ما حصل هو أنّ 60% اختاروا المربّع في الركن الأعلى الأيسر. وهذا يعني بأنّ البشر يمكن أن يصلوا إلى ذات النتيجة حتى يتمّ تحفيزهم بشكل مناسب دون أن يكون عليهم الحديث إلى بعضهم البعض حتى.

على الرغم من أنّ شيلينغ لم يكن يعرف بالطبع تطبيقات فكرته الممكنة لهزيمة داعش، فإنّ تطبيقها يبدو مناسباً بدرجة كبيرة جداً. إن طبّقنا سيناريو المربعات الست عشرة على تحوّل البشر إلى التطرّف، وهو الأمر الذي نحاول منعه، فإنّ هذه 'اللحظة النفسيّة'، كما يدعوها شيلينغ، عندما يصل الأفراد المتشابهون على المستوى العقلي إلى ذات المربّع: هي لحظة انخراط الأفراد في الإرهاب. إنّ نحو 20 ألف مقاتل أجنبي، معظمهم عاش في دول ديمقراطيّة ومزدهرة، قد قاموا بهذا الاختيار.

بحسب نظريّة شيلينغ، فإنّ هؤلاء الأفراد سيتخذون قرارهم عبر 'سلوك عقلاني... يقوم على أساس نظام قيم داخلي وصريح'. بالنسبة للجهاديين، فإنّ نظام القيم هذا هو السلفيّة. نظراً لحقيقة أنّ معظم السلفيين في العالم ليسوا عنيفين، فإنّه لا يمكن القول بأنّ الأيدولوجيا السلفيّة هي الدافع الوحيد الذي يشجّع على العنف. علاوة على ذلك، ونظراً إلى أنّ داعش تنشر كمّاً كبيراً من الرسائل غير العنيفة – لقد كشفت مؤخّراً عن مجموعة الكتب التعليميّة في الجغرافيا، والتاريخ، والشعر العربي لتكون مادّة 'تعليميّة' للجهاديين المستقبليين – فإنّ ما يجذب الأفراد حول العالم إلى داعش ليس هو العنف وحسب.

ما يجذبهم هو قدرة داعش على ترويج وتأييد رؤيتها في ضوء الظروف التي تعيشها المجتمعات المسلمة أو يلاحظها المسلمون. فبالنسبة للمحرومين اقتصاديّاً واجتماعيّة بسبب الحياة في العالم المتطوّر، وبالنسبة لأولئك الذين عايشوا أو شهدوا الاضطراب العنيف في سوريا، فإنّ داعش تقدّم لهم وعوداً بدولة إسلاميّة حقيقيّة وهادئة، بفرص مفتوحة لكلّ من يقبلون بسلطتها. كما إنّ الطبيعة الطائفيّة والوحشيّة للنظام الشيعي العلوي للرئيس السوري بشار الأسد يزيد في دعم قضيّة داعش لأنّه يُصادق على دعاواها بأنّ الرؤية السنيّة هي وحدها العادلة والمنصفة.  فإنّ مجلّة الجماعة المعروضة بعناية، 'دابق'، تقدّم دوماً صوراً وقصصاً عما تقدّمه داعش لمواطنيها ( على سبيل المثال، الرعاية الطبية للأطفال، إصلاح الجسور والطرق، إلخ ) مع تعريف بالمقاتلين الذين قُتلوا، في سبيل الدفاع، كما يزعمون، عن هذه المشاريع.

على نحو جوهريّ، فإنّ أولئك الذين قبلوا رؤية داعش قد اختاروا الارهاب لا باعتباره غاية، وإنما باعتباره وسيلة للانخراط في قضيّة يمكنهم من خلالها أن يجدوا تحققاً جسدياً وروحيّاً لما يُريدون. لقد لاحظ شيلينغ في عام 1980 بأنّ ' الإرهاب معدٍ في تصوّراته وعلاوة على ذلك، فإنّه يبدو أكثر سهولة كلّما تعاظم حضوره'. بالإضافة إلى ذلك، فكلّما زاد نمو الإرهاب محليّاً، يؤكّد شيلينغ، ' كلما أصبح من الأسهل النجاة به لأنّ القوى المكافحة للإرهاب تصبح مفرطة و'مُشبعة'.

تفكيك الإطار الراديكالي

ليست الأيدولوجيا وحدها ما يجنّد المقاتلين في سوريا. إن كان الغرب جادّاً في منع حدوث 'نقطة محوريّة' للردكلة والتحوّل نحو التطرّف، والقضاء على إمكانيّة ذلك قبل أن يوجد، فلن تكون مكافحة سرديّة داعش أمراً كافياً. ذلك أنّ 'النقطة المحورية' تحتاج نظرياً إلى أساس؛ فقبل أن يختار الجميع نفس المربّع من بين 16 مربعاً، لا بدّ أن يكون هناك شبكة مربّعات، أو ما يطلق عليه الاقتصادي البريطاني مايكل بشاراش 'الإطار'. لقد ساهم باشاراش إسهاماً كبيراً في نظريّة اللعبة عبر شرحه كيف تقوم الإطار بخلق نقطة شيلينغ. وقد عرّف الإطار بأنّه 'مجموعة من المفاهيم والتوقّعات التي يستعملها المرء للتفكير بالعالم'. في حالة تجنيد داعش للمقاتلين، فإنّ المهمة لا تكمن في دحض الدعاية السياسيّة لداعش، بل في منع المجنّدين المحتملين من وضع هذا الإطار من الأصل.

تساعد داعش في تأسيس هذا الإطار بطريقتين. فهو يوفّر الإغراءات الماديّة (المحظيات/الزوجات، والمال) كما يقدّم الإغراء الأيدولوجي؛ الوعد بإقامة مجتمع سني قويم تقوم مبادؤه، كما يزعم، على التمثيل الحقيقي لرؤية النبيّ محمد. وقد أثبت داعش أنّه قادر على تحقيق الأمرين. فقد تمكّن بسرعة من السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي في العراق وسوريا وطبّق نسخة من الشريعة. وقد تحصّل داعش على مئات الملايين من الدولارات عبر عوائد النفط، وفدية الرهائن، وبيع القطع الأثريّة المنهوبة، والضرائب، على سبيل المثال لا الحصر.

عندما يفشل هذا الإطار فإنّه سيصبح المحفّز الأساسي الذي يُبعد المجنّدين المحتملين عن الالتحاق بداعش. لقد نشرت النيويورك تايمز مؤخّراً مادّة بعنوان 'وعود الدولة التي لم تتحقق'، وهي تتحدّث عن استياء 'مواطنين' سابقين في الدولة الإسلاميّة من الضرائب الباهظة المفروض من التنظيم، وعجز التنظيم عن دفع مستحقّات مقاتليه، وإغلاق العديد من المستشفيات والمدارس لأنّها تشكّل 'ضغوطاً على التنظيم ويمكن أن تقدّم فرصاً لأعداء التنظيم الكُثُر'. إن أخذنا بالاعتبار أنّ وعود الدولة العادلة والفعّالة، هي الإطار الذي يُوصل المجنّدين إلى 'النقطة المحوريّة' للإرهاب، فإنّ على الغرب أن يستمرّ بتدمير هذا الإطار عبر شلّ قدرات الدولة. من منظور مكافحة التطرّف العنيف، فإنّ هذا الهدف يمكن أن يتحقق عملياً بدلاً من الاستمرار بالخطابات، عبر إيقاف تدفّق المال وتعطيل قدرة التنظيم على الوصول إلى الموارد الطبيعيّة. ستزيد هذه التكتيكات 'الضغوط' على فعاليّة الدولة وستمنع الواقع العملي على الأرض من إثبات صحة سرديّة داعش.

ولكنّ الغرب يساهم في صعود هذه الأُطر. في عام 2013، وضع الرئيس أوباما خطّاً أحمر يتمثّل باستعمال الرئيس السوري بشار الأسد للأسلحة الكيميائيّة. وعندما تمّ اكتشاف، بعد عدّة أشهر في أغسطس، بأنّ الأسد قد استعمل الأسلحة الكيميائيّة فعلاً، قررت الولايات المتحدة ألا تفعل شيئاً. وقد أعربت السلفيّة الجهاديّة بأنّ هذه الحركة تمثّل نوعاً من الموافقة الضمنية على قمع الأسد للسنّة السوريين. في العدد الرابع من مجلّة دابق، الذي صدر في أيلول/سبتمبر 2014، نشر التنظيم قصّة طويلة عن دعم واشنطن لإيران ذات الأغلبيّة الشيعيّة، بعنوان 'الصليبيّة في خدمة إيران وروسيا'. وأشارت المقالة إلى كيف يقوم نظام الأسد بـ'إخفاء الأسلحة الكيميائيّة عن الغرب ويستعملها دون أدنى رادع'. ومن ثمّ، فإنّ تراخي أوباما قد قدّم، بطريقة غير مباشرة، دعوة للقتال ستزيد من قوّة داعش وجاذبيّة قضيّتها. في تموز/يوليو 2014، وفي افتتاحيّة 'نيويورك تايمز'، لاحظ شمس الدين زاوغي وبيتر فان أوستايين بأنّهما، بعد مقابلة المقاتلين الأجانب الذين عادوا إلى بيوتهم، أدركوا بأنّ هؤلاء المجنّدين قد ذهبوا للقتال بسبب 'براميل الأسد، والتعذيب في السجون، والهجمات الكيميائيّة'. وقد شرح زاوغي وأوستايين بأنّ قسوة الأسد ' تستدعي رغبة قويّة في الدفاع عن المسلمين' وانتقدا الغرب لـ'وقوفهم مكتوفي الأيدي مما يحدث في سوريا'. كما لاحظا بأنّ فرقة صغيرة تتكوّن من حوالي 350 مقاتلًا بلجيكيًا في سوريا (كان هذا في تموز 2014) 'قد بدأ غالبيّتها كمثاليين حالمين'. مؤخّراً، السبت الماضي، قام المهاجم بالسكين في أنفاق لندن بالتأكيد على هذه المسألة، حين صرخ: 'هذه من أجل سوريا'.

كما شرح بشاراش، فإنّ هذه 'قصّة الاستدخال التدريجي لما هو خارجيّ'. وقد يتضمّن هذا الاستدخال، كما يشرح بشاراش، 'الميل للشعور بالعار عند الفشل في فعل هذه الأفعال، بخاصة حينما يتمّ ملاحظة هذا الفشل من الآخرين'. عندما قام نظام الأسد باستعمال الأسلحة الكيميائيّة ضدّ شعبه، فإنّ هذا قد قاد الجهاديين المحتملين إلى استدخال هذه الحالة. وعندما دخل داعش إلى مسرح الأحداث، قدّم نداءً سنيّاً للقتال وسمح للمجنّدين المحتملين بأن يعبّروا عن إحباطهم.

إنّ سياسة استهداف عمليّة التجنيد لداعش يجب ألا تتضمّن مواجهة جهازها الأيدلوجي وحسب، وإنما يجب أن تتضمّن إعادة صياغة قصّة الأحداث. والهدف من فعل ذلك يجب أن يكون منع حدوث 'لحظتين نفسيتين' بين الجهاديين المستقبليين المحتملين: الأولى: هي تأطير الصراعات الإقليميّة في مصطلحات طائفيّة، والثاني: التصوّر بأنّ داعش هو الحلّ لهذه الصراعات. ولإنجاز ذلك، على الغرب أن يشكّل استراتيجيّة تدعم الفاعلين المحليين الذين يريدون إعادة بناء الدولة المستقرّة التي تتعايش فيها الطوائف المختلفة (ولا تزال هذه الأصوات موجودة) وأن يستمروا، في الوقت نفسه، في تدمير البنية التحتيّة وقدرات الدولة لدى داعش. وبذلك يمكن أن يُظهر الغرب لا بأنّ سرديّة داعش خاطئة وحسب، بل وأنّها غير واقعيّة أيضاً. وبما أنّه من غير الممكن عقد شراكات دون شروط، وبما أنّه لا توجد استراتيجيّة فعاليّة على الأرض للاستئصال التام لخطر الإرهاب، فإنّ مقاربة الاحتواء – التي تُشرك المجموعات المحليّة الملتزمة بهزيمة داعش – قد تكون هي المقاربة الأنجع، والأكثر واقعيّة للقضاء على النقطة المحوريّة للتحوّل إلى التطرّف والانخراط مع داعش.

اقرأ/ي أيضًا | ما هي الشعبوية؟

التعليقات