الأعباء الاقتصادية تلقي بظلها على شارع المتنبي في بغداد

الآن، وبعد كلّ الأزمات التي مرّ بها العراق منذ الإطاحة بالنظام عام 2003، فإنّ "الأولوية الآن لدى المواطن العراقي صارت تكمن في التغلب على مصاعب الحياة الاقتصادية، ففي ظل الاحتياجات المختلفة المُلِحّة، لم يعد لدى الناس اهتمامٌ بشراء الكتب".

الأعباء الاقتصادية تلقي بظلها على شارع المتنبي في بغداد

عرايقات وعراقيون يشترون الكتب في شارع المتنبي في بغداد، العراق (رويترز)

كان شارع المتنبى الواقع على ضفة نهر دجلة في بغداد على مدى عقود مركزا للحياة الثقافية في العراق، جامعًا مكتباتٍ عديدةً امتلأت بالكتب عن آخرها، مختصرًا العالم العربي بجملة انتشرت في الساحة الثقافية في العالم العربي، القائلة بأنّ "القاهرة تكتب، وبيروت تطبع، وبغداد تقرأ".

ويقول أحد أصحاب المكتبات في شارع المتنبي في بغداد، واسمه أبو حسام، إنّه كان يبيع في اليوم الواحد نحو 40 كتابًا، قبل ما يقارب عقدين من الزّمن، وهذا لنهم العراقيين للمعرفة وتعطشهم للقراءة، الذي كان أقوى من تحكّم النظام العراقي السابق بقيادة صدام حسين بالمسموح والممنوع بيعه من الكتب.

أمّا الآن، وبعد كلّ الأزمات التي مرّ بها العراق منذ الإطاحة بالنظام عام 2003، فيقول أبو حسام إنّ "الأولوية الآن لدى المواطن العراقي صارت تكمن في التغلب على مصاعب الحياة الاقتصادية، ففي ظل الاحتياجات المختلفة المُلِحّة، لم يعد لدى الناس اهتمامٌ بشراء الكتب ولا مالٌ يمكنهم تخصيصه لذلك".

ويضيف أنّ "ارتفاع قيمة الجمارك أدّى لارتفاع تكلفة استيراد الكتب"، قائلًا أنّ "قبل 2003 كانت تجارة الكتب جيدة، وكان يمكننا استيراد الكتب من الخارج"؛ عدا عن تأثير الانتخابات على تجارة الكتب، فيقول إنّ "عدد الذين يشترون الكتب ليس كما كان قبل الانتخابات".

وعن أنواع القرّاء والكتب المقروءة، يقول الأستاذ في جامعة المستنصرية، عبد الستار جبر، إنه يعتقد "أنّ أكثر أنواع الكتب رواجًا هي الرّوايات، فقد شهدت الرواية في العراق اهتمامًا كبيرًا في الأعوام الأخيرة في التأليف، فقد تمّ إصدارأكثر من 1200 رواية عراقيّة بعد عام 2003"، مرجعًا هذه الحقيقة إلى محاولة العراقيين إيجاد فسحةٍ لهم من الواقع الّذي يضيق عليهم.

 

التعليقات