31/10/2010 - 11:02

أسفار بوح خاص/ قصص قصيرة /سعاد جبر

أسفار بوح خاص/ قصص قصيرة /سعاد جبر
في مساحة ما من جينات الزمن واسر اللحظات ، سلطت بوصلة الوقت بندولها الزمني في مقاطع أنفاس الحياة …تعبث ..تهذي ..تتراقص في الحراك المسعور في إشعاعات فراغ منمنمة متعاقبة في الزمن الضائع ،تخترق مساحات المكان وذاكرة الأيام ، وتتمطى هالتها في كنه فراغ الجوهر والجسد ، وترسم بندولا غاضباً متولدا من رحمها ، يتسارع في عبث المسارات ، غايته الأستدارة المجنونة ، حيث بحر الفراغات ولحن زمن يمخر ضجرا .يستصرخ في بساط صفحة عمر ترامى على قارعة الحياة .

نزعة سادية متولدة من ضيق أفق الذوات ، ومخاض ديار الحب والإخاء ، على لسان أساطيرها العتيقة ، تبث نيرانها المستعرة ..تنفث دخانها المسموم في الأجواء ، في جنبات أوديتها الساقطة ، تسكن قلاع المكر العابث ، وفي كهف لسانه تتراكم بإلتواء أفاعي الوأد المتراقصة على قرع جوقة الخداع المتناثرة في معبد الكذب ، وقداسة قشور الصعود .

تتلوى في بركانية متوحشة فيتعرى جسد الحرية ويغد بوابة الأسر، تختال واهمة في شبح عملاق لا يلبث أن يؤول مع أنفاس الحرية إلى سراب يتلوه سراب في مقبرة الزمان ، وحتى يستيقظ الزمان ، هل سيلفظني المخاض آنذاك ، إلى أبجديات الأحرار . فأعي حقيقة الوهم في انعكاسات ظلال اللاشئ في مرأى جمعية الأشياء .

امتدد الزمان بين عيني ، فغدت مفرداته مطواعة بين يدي ، وتناثرت اشراقاتها في الأفق فتواعدت مع مفردة ثلجية ، في عمر أمتي الجريح ، وتواكب الأثير في تناسخ لامتناهي لذبذبات أرواح سكنت بطن التاريخ ، فتحركت بين عيني ، عند جدار متحف العمر القديم ، وتهت بين مقاطع فصوله بين الوجود والعدم ، ولامست يدي فصول دفئ حرارة أجسادهم ، ونالتهم مني اثر شحنات أمتي القارصة برودا وسقوطا ـ على غير عادة الشحن في بث الغليان ـ ، تتمادى بطواعية مؤلمة في اسر اللحظات وعذابات موائد الخداع في لفظ الحقائق وابتلاع حبات دواء مصنعة للسذج من الأنام في أسواق بيع الذوات بأبخس الأثمان .
------------------------------------------------
الكاتبة سعاد جبر: كاتبة وناقدة واعلامية من الأردن

التعليقات