31/10/2010 - 11:02

الناقدة الأدبية عبلة الرويني لعرب 48: تجربة أمل دنقل الشعرية باقية رغم مرور اكثر من عشرين عاما على رحيله

-

الناقدة الأدبية عبلة الرويني  لعرب 48: تجربة أمل دنقل الشعرية باقية  رغم مرور اكثر من عشرين عاما على رحيله
تعتبر عبلة الرويني من أهم الناقدات في مجال النقد الأدبي في مصر، بل والوطن العربي كله فضلا عن أنها زوجة الشاعر الراحل أمل دنقل أحد ابرز شعراء العربية في النصف الثاني من القرن العشرين. والشاعر التمرد الأول وزعيم الشعراء الخوارج والشعراء الخوارج _حسب تعبير عبلة الرويني _هم الشعراء الذين ارتبط اسمهم بالتغيير ورفض الواقع وكسر الثابت والساكن والسائد من الأدب وإنتاج وإبداع الجديد .

ورغم أن عبلة الرويني من المقلات في الأحاديث الصحفية وتمتنع عن إجراء أي حوار خاص بالشاعر الراحل أمل دنقل إلا أنها جعلت الاستثناء الوحيد هو عرب 48 لأنه حوار لجمهور عربي تطل عليه للمرة الأولى وهو جمهور لا يعرف الكثير عن أمل دنقل بسبب العزلة التي كانت مفروضة عليه لفترة طويلة.



*سألناها في البداية عن كتابها الأخير(الشعراء الخوارج ) والذي أثار ضجة كبيرة ومعركة على صفحات الجرائد بين مؤيد ومعارض ؟

**قالت في البداية هناك فرق كبير بين الاختلاف والخلاف فالأول محمود والآخر مذموم، وهذه المعركة التي تتحدث عنها إنما هي اختلافات في وجهات النظر وشكل القراءة وما حدث بالنسبة لكتابي الأخير هو نوع من السجال وهو درجة رفيعة من درجات الحوار واقصر الطرق للوصول إلى الحقيقة والرأي الصواب.

*ولكن لماذا استخدمت لقب الخوارج لتطلقيه على شعراء الرفض والتمرد رغم ما تحمله كلمة (الخوارج )من مدلولات سياسية وتاريخية يرفضها اغلب المجتمع العربي؟

** أنا لم اقف عند المصطلح السياسي او الديني لكلمة الخوارج وأستطيع القول بأنني حررت الكلمة من مدلولها ومعناها القديم لأنني ضد ثبات المفردة ومن حقي وحق كل مبدع أن يستخدم أي فردة بتشكيلها اللغوي وبأية دلالة أريدها والخروج هنا هو كسر السائد والساكن والثابت وهذا الاستخدام لا يعني الخروج فحسب بل يعني أيضا تحرير المفردات .

*لماذا بقي أمل دنقل رغم رحيله قبل اكثر من عشرين سنة ؟

**أولا بقي أمل دنقل جماليا لان قصيدته بالمعنى الجمالي لا زالت صالحة لهذا العصر ولا زالت تقرأ وتطبع حتى الآن، كما أن قصيدته حديثة وحداثية_على المستوى الجمالي_ تواكب عصرها رغم مرور كل هذا الوقت.
وعلى المستوى الفكري أظن أنها اكثر القصائد حضورا في علاقتها بالواقع ورغبتها في تغييره وهي أيضا قصيدة مرتبطة بالتاريخ والمتتبع لتاريخ مصر والوطن العربي يكتشف أن هذا التغيير التاريخي مرتبط بشكل أساسي بالتغيير الاجتماعي وهو ما يوجد في قصيدة أمل دنقل وهذه هي الأسباب التي أبقت أمل دنقل حتى الآن .

*لماذا تأخر الاحتفاء بأمل دنقل عشرين عاما ؟

**أنت بالتأكيد تتحدث عن الاحتفاء الرسمي بأمل دنقل لان الاحتفاء الشعبي به لم يتوقف أبدا من يوم رحيله وحتى اليوم، وهذا هو الاحتفاء الحقيقي الذي كان يريده أمل دنقل ويسعى إليه، وهو أن تبقى قصائده وشعره بين الناس. وحتى اليوم تجد قصائد أمل دنقل في هتافات المتظاهرين في كل أنحاء الوطن العربي مثلما حدث عندما هب الشعب المصري بسبب العدوان الأمريكي على العراق وكذلك تجدها على رأس بيانات كتائب شهداء الأقصى ،وفي احدث رواية لعزمي بشارة تجد مقاطع من أشعار أمل تتصدر بعض فصول الرواية ،وفي الجامعات العربية تجد عشرات الرسائل والدراسات عن شعر أمل دنقل ،وفي اكبر ميادين مدينة رام الله وتحت صورة للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات تجد مقاطع من شعر أمل. والحال هكذا فلا يهم أن يأتي الاحتفاء الرسمي بأمل او لا يأتي
وربما جاء هذا الاحتفاء لسبب ما ربما ظنوا أن قصيدة أمل فقدت خطورتها او أرادوا تجميل صورتهم وربما رأوا الحقيقة الجمالية في شعر أمل ساطعة واكبر من أن ينكروها ومن المحتمل أن يكونوا قد أدركوا قيمة ومعنى إنجاز أمل دنقل خاصة وان المسؤول عن الاحتفال هو ناقد كبير وصديق حميم لأمل دنقل وهو الدكتور جابر عصفور، لهذه الأسباب مجتمعة او بعضها احتفلوا بذكرى أمل دنقل والاحتفال الرسمي لا يعني شيئا بل الاحتفال الحقيقي والحضور الباقي هو قراءته حتى الآن وحضوره وتأثر الجماهير به.

*هل توجد قصائد لأمل دنقل غير منشورة حتى الآن ؟

**لا توجد سوى بضع قصائد كتبها في صباه ولم يضمها في أي ديوان من دواوينه مما يعني عدم رضاه عن مستواها الفني وأنها خارج تجربته الجمالية خاصة وانه كتبها في سن الخامسة والسادسة عشرة وهي قصائد خاضعة للفحص والدراسة لمن يريد دراسة التطور الشعري لأمل دنقل .

*هل كانت هناك قصائد لأمل دنقل يعيد صياغتها من جديد ؟

**بعض القصائد كان أمل يغير في مفردة منها ثم يعيد نشرها مرة أخرى في جريدة او مجلة بهذا التغيير ربما نشر نفس القصيدة للمرة الثالثة بتغيير مفردة أخرى وقد تلاحظ ذلك عند مقارنة بعض القصائد المنشورة عدة مرات على فترات زمنية متباعدة وعندما يعاد طبع الديوان يعتمد القصيدة بأخر تعديلاتها.

*هناك بعض المختارات الشعرية من شعر أمل دنقل طبعتها هيئة الكتاب المصرية مع حذف مقاطع منها مثل قصيدة "كلمات سبارتاكوس الأخيرة " ؟

**نعم حدث ذلك للأسف في مطبوعات مكتبة الأسرة التابعة لهيئة الكتاب وهي نسخة مصورة من طبعة اليونسكو التي أصدرتها المنظمة الدولية من خلال مشروع كتب في جريدة، وكنت أنا التي قمت بإعداد هذه المختارات وأرسلتها إلى بيروت حيث المسؤول عن طبعها في اليونسكو ولكنه حذف منها المقطع الأول من قصيدة "سبارتاكوس" (المجد للشيطان معبود الرياح ) ليضمن دخول الكتاب(كتاب في جريدة ) إلى السعودية دون الرجوع إلى معدة المختارات وبالفعل دخلت النسخة المعدلة إلى السعودية واعتبر المسؤول عن اليونسكو أن ذلك إنجازا كبيرا يحسب له وقد سجلت اعتراضي الشديد على ذلك فور صدور الجريدة .

التعليقات