31/10/2010 - 11:02

ظلال الكلام و ديوان فايز خضور

-

ظلال الكلام و ديوان فايز خضور
في تجربة جديدة لوزارة الثقافة في سورية، صدر كتابان للشاعر فايز خضور الأول بعنوان ديوان فايز خضور وهو بطبعة جديدة متكاملة تضم قصائد ما بين عامي (1958 ـ 2000) ويضم هذا المجــــــلد المجموعات الشعرية السبع عشرة، دون ذكر عنــــــاوين المجموعات، وانمــــــا تمت مراعـــــــــاة التسلسل الزمني لكتابة القصائد وليس التسلسل الزمني لنشرها في مجموعات مستقلة.

ومن أجواء فضائه الشعري نقتطف هذه المقتطفات:

لست ممن يبوح افتراءً
وليست خطاياي
أكفان مستلب الوعي، ممن يكتم عيب انهزام...!!
النار تطعم نسلها
ما شاء قيوم الطبيعة
أن يمُن به علي ألقِِ
التأجج كي يظل رسيس موقدها،
بساطاً مخملياً
للعبادة...!!

تلك هي أجواء فايز خضور التعبيرية، في رومانطيقيتها، عن مشاكل الانا والآخر، يحررها بصدق داخلي: يصوغه فنياً لاقناع الخارج بهذا الصدق الناهض تلقائياً في فناء الحقيقة الكلية.
أما الكتاب الثاني فهو مختارات نثرية بعنوان ظلال الكلام ويتضمن مختارات من أعمال الشاعر بين عامي (1965 ـ 2001) ويضم ثلاثة أبواب:

الباب الأول: النصوص الابداعية (مسرح ـ قصة ـ نثر فني/قصيدة النثر).
الباب الثاني: انطباعات نقدية في الأدب والحياة.
الباب الثالث: مختارات من الحوارات التي أجريت مع الشاعر خلال حياته الطويلة... ومن خلالها نجد فايز خضور متكاملاً، لأن هذا الكتاب بحد ذاته يشكل اضاءات لا بد منها علي مسيرته الحياتية والفنية.

يقول كولن ولسون: أن جميع الشعراء ذوو طبيعة مزدوجة واحدة تستثيرها الانفعالات اليومية، وأخري تستجيب للتأثيرات الجمالية . هذا ما يراه ولسون، وهو ما ينطبق علي الشاعر فايز خضور بجدارة، فهذا هو الشاعر يدين أحادية النظرة، يطأ الكلمة ذات الدلالة المباشرة، لأنها مشاع مستهلك، يتنكر لحضارة منهوكة، تجتر معادلات النزعة الانسانية العقيمة، فيرسم عالمه الشعري مازجاً كل شيء بارادته، هو، كفعل استفزازي عنيد للآخر، ولكن لماذا؟

لأنه جاء بارادة الآخر لا بارادته هو ، فلم يختر قط والديه، ولا اسمه، ولا تشكله... ولكنه أمام الورقة البيضاء يختار ما يريد، فيكتب بلغة فريدة بين الشعراء، لغة هي مزيج من بوح نبي وتأمل فيلسوف ورؤية فنان.


مصطفي خضر
أنا الشاعر من يتكلم

ضمن سلسلة أدباء مكرمون الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب، قدم مجموعة من الباحثين عدداً من الدراسات والشهادات في الشاعر مصطفي خضر، وألحقوها بمختارات شعرية، لكنهم تركوا المقدمة للشاعر نفسه الذي يوضح في سطورها الأولي أنه ما زال كائناً قيد الانجاز ، ومن ثم يقول عن الشاعر ويصفه هو كائن قيد الانجاز، يريد لسيرته في لحظة ما أن تنمو، وأن تتكامل علي نحو ما، وهو يتجاهل زلزالاً حديثاً يؤهل العالم والكائنات لنهاية مفتوحة، بينما يهجم نثر الحياة علي كل شيء! .

فيما أتت كلمة اتحاد الكتاب التي كتبها الأستاذ ممدوح سكاف لتكريم الشاعر مصطفي خضر، تقول أن هذا التكريم جاء احتفاء بدور الشاعر مصطفي خضر الريادي المشهود في تاريخ حداثة القصيدة علي صعيد القطر، وتقديراً لتجربته الابداعية علي مستوي انجاز نص شعري مشغول بروح الشعر وحيوية الفكر وتقانة الصياغة وبراعة التناول ... وللشاعر مصطفي خضر العديد من المجموعات الشعرية والكتب الأخري، نقتطع من قصيدة جنية الحبر هذا الجزء:

حجرةً للحب أم ظل يوشّيه الشرر
جوقة من ثمر ينسجها الماء
وناي لجواد الرعد، نار وثمر...
ولنوي في فلقِ دونه الحبر
اذا ما فاضت الحنطة
في تلك السُرر !
ذهب يكتمه الينبوعُ،
والوقت يلبي كائنات ولدت
من نعمة الماء،
ومجموع من الماء يوافينا !
ولدنا، وتفتحنا، اشتعلنا
في حواس المد والجزر،
وكانت ضفة تقطع أجزاء النهر
لمدي من سوسن أو بيلسان أو زهر...
وجليد يتلاشي...

يقع الكتاب في 190 صفحة من القطع الكبير.


بين أصابع الوقت

ضمن متاهة هذا العنوان تحاول سمر مهنا صنع تجربتها الشعرية الأولي، بلغة نثرية جميلة، تعيد صياغة ولادتها من أرث لا يغيب فتقول:

قبل ولادتي
قبل تكويني في رحم الذاكرة
وربما قبل نشوء الماء
والضياء
أمسكت بي قبضة الجبال
اذ كانت قبل ذلك وريثة لحقول المسافات، وكانت أنشودة يتطاير عزفها بين الليل والليل والنهار والنهار.
أهي الحرف الذي ولد يوم تمددت خيوط الشمس، يوم أزهرت سوسنة البراري فكان البدء، وكانت الكلمة؟..
لقد حلقت في فضاء الصورة الشعرية مع أن سفينتها تناطح هذا العباب، تتثاقل فوق كثبان حمقاء، وتعود تذكرنا بالجذور:
كهودج يسري من غير زمام
سفينتي
تلاطم عصف روحي
كما الوجع
تسأل الغرقي في قاع المحيط
لما كانت حياتكم كالسحاب؟ .
وفي صورة تكاد تفصح عن الكثير مما تريده الشاعرة:
سفينتي
مهزومة أمام الضباب
والغبار
تطاردها فلول الوقت
وشيء من ثرثرات الكلام
تسأل عن مينائها لا تجد سوي
العاصفة
سفين.
ثم تعلن تحررها الأخير من بيادر الوقت، لأنها امتلكت روحها:
لن أرهب ما بيدك
من بيادر الوقت
خطوتي خاتم روحي
علي درب السنين



للحب رائحة الخبز

صدرت الطبعة الأولي من المجموعة الشعرية الجديدة للحب رائحة الخبز للشاعرة والاعلامية بهية مارديني التي أهدت مجموعتها: الي كل عصفور يعشق الحرية والحب ويري الشمس ليل نهار... .

تقع المجموعة في 99 صفحة من القطع المتوسط، وتضم مجموعة من القصائد القصيرة التي تشكل في مجملها لوحة جميلة لعاشقة تعرف معني الحب، وتقدر أهمية وجوده علي الأرض. في قصيدتها وقت آخر تقول:

ظننت أنك لي
سيد ممتلكاتي
فارس قصائدي
فأهديتك شفتيّ الجافتين
لتبللهما بأمل الندي
لكنك / كبرت في الظل
أورقت في الألم...
سرقت صوتي / ومضيت
الي وقت آخر..

وتؤكد الشاعرة مارديني علي ضرورة حضور الرجل في حياة المرأة فتقدمه في احدي قصائدها علي شكل فارس يحررها من سبات مميت حيث تقول:

بالرغم من أنك لم تفعل شيئاً
فقد أشعلت جنوني
أغرب حين تغرب
وأشرق عندما أجد سماءك
تضطرم بجذور الحنين الأزلي
بالرغم من أنك لم تقل شيئاً
فقد نبشت الماضي بسحر سنبلة
أيقظت جسدي
من سبات مميت



"القدس العربي"

التعليقات