12/12/2010 - 01:07

كَـــرْمِـــلْ / أحمد فوزي أبو بكر

كَـــرْمِـــلْ

كَـــرْمِـــلْ  / أحمد فوزي أبو بكر

مَعَكُمْ تَعودُ الأرْضُ لي

أنتم عتيقُ السّنديانِ يُعانقُ الغيمَ الخفيفَ

على زنودِ الكرملِ المتوغّلِ,المبتورْ .

مَعَكُم أساطيرُ الملوكِ الغابرينَ

تودُّ لو لُفحت بنارِ الأبجديّةِ في عروقي.

كلُّ الأغاني لا توازي قامةَ الوَرْدِ المحنّى بالترابِ وبالدّماءْ

.

لا خَمْرَ تَقْذِفُني إلى لونِ الخُرافةِ في غنائي

لكنّني ثَمِلٌ بوهجِ البرقِ فوق المارِدِ المُخضرِّ بينَ الأَزْرِقينْ

ثَمِلٌ أنا بالريحِ ,بالمطرِ القريبِ إلى حدودِ الأنفِ ,والشَّفَتيْنْ

بغزالةٍ لا تَجْرؤُ التحليقَ

بالتّيه الخرافيّ السّحيقْ .

بِعتْبةِ البيتِ القديمِ وشَجْرَةِ البلّوطِ

بالبحر المسجّى مثل مرآة العروسْ

بالشّوكِ في بدني يحرضّني على ذاتي

كَيْ ينبتَ النيرانَ زهراً فوقَ مأساتي

.

ثملٌ أنا بسحابةٍ سقطت على نصل الهواءْ .

فتقاسمتها الرّيحُ غيثاً ناعماً

وتَحَلَّقَتْ أرواحُها ناراً ونوراً وارتقاءْ

.

بالشّمسِ قد سيقَتْ إليَّ دَنَتْ كأحلامِ الظباءْ

رَقَصَتْ على أهزوجة الموج العتيِّ فأنهكتهُ

وكلّما تعبت بنشوةِ سُكرها

تأتي تُضَوّع عِطرها

تأتي فتخلعُ ثوبها

وحِلِيَّها من بين نهديها وتمشي

فوق صخرٍ من بداياتٍ قديمه

ستَنْتَهي في الماءْ

.

ثملٌ أنا بالعِطْرِ يختصرُ المكانَ

إلى كأسينِ محمولينِ فوقَ فراشةٍ بيضاءْ

في نارِ فوضى الإشتهاءْ

.

هوسٌ يلازمني لأصعدَ للكَمالْ .

هوسٌ يجرّحني لأرْجَعَ للزّمانْ .

قَمَري ينامُ على بساطِ الرّيحِ يُرْهِقُني

قمرٌ تقنّع بالسّحابْ

هل يستوي القمران في هذا المساءْ!!؟

يتسابقانِ الإنحناءَ للَيْلكٍ

في ظلِّ سيفِ الخِضْرِ حُلماً  إِنْ يُراوِد سَكْرَتي

فَسَأستفيقُ منَ القصيدةِ فوقَ أعتابِ القيامةْ

فأنا وأشعاري على باب السّماءْ


التعليقات