إهدأ !
فعواصف ُ الصحراءِ ما حكمتْ عليك َ
بأن تبقى هنا أو بالرحيلْ
هي لا تراكَ
هي لا تراكَ لأنَ لونكَ باهتٌ
ولأنَ سروَ الشمس ِ حين تلوحُ
ما عادت تميلْ
هي لا تراكَ ألا ترى ؟
فاحملْ شراعَكَ وابتعدْ
رتبْ حجارةَ لعبةِ الشطرنج ِ في ثوب ٍ جديدْ
واصنع قلاعا ً من حديدْ
واذهبْ إلى ليل ٍ يطول ُ فلا ترى
شفقا ً يبوح
عن فارس ٍ من دون ِ سرج ٍ أو سراج
لا غابة ً تحنو له ُ
لا ماردا ً يبني له ُ أسطورة َ الأمجاد ِ
سورا ً من رمادْ
هي لا تراك َ ألا ترى ؟
لم تبق َ إلا قطرة ٌ سوداء ُ عالقة ٌ هناك ْ
لم تبق َ إلا نقطة ٌ غبراء ُ في صدر ِ السهاد ْ
إهدأ
ها أنت َ منبعث ٌ إلى صبح ٍ جديد ْ
وشموع ُ ليلة ِ أمس ِ باتت ْ ذاوية ْ
ما عدت َ تمشي فوق َ جمر ٍ كاذب ٍ
هو جمر ُ حبات ِ القلوب ِ الخاوية ْ
لا تستحي إن كان َ صدرُك َ مثقلا
بالتيه ِ بالكلمات ِ بالآهات ْ
هي رسمة ٌ تحكي فصول َ حديقة ٍ
جفـّت ْ وما بعـَثت ْ حياة ْ
لا تستحي واحزنْ على أنشودة ٍ
ذهبت ْ هباء ً في فضاء ٍ من سبات ْ
هي لا تراك َ
لأن َ صدرَك َ أبيض ٌ ولأن َ قلبك َ أبيض ٌ
ولأن َ في عينيك َ زهر ُ اللوز ِ متسع ٌ لكل ِ الناس ِ
في عينيك َ مُتسع ٌ
ولأن َ سهما ً قد أصابك َ عند َ منعطف ِ الطريق ْ
فإذا ذهبت َ ولم تعُد ْ
قالوا: حريق ٌ أو غريق ْ
هوذا المسار ُ يضيق ُ حينا ً يلتوي حينا ً
ويغفو عند َ قارعة ِ المضيق ْ
أوليس َ أجدر َ أن تكون َ مسافرا ً في قارب ٍ
فقد َ الشراع َ وغاص َ في رفق ٍ
ببطن ِ البحر ِ في نوم ٍ عميق ْ ؟
إهدأ
فأنت َ اليوم َ مولود ٌ جديد ْ
لك َ كل ُ ألعاب ِ الطفولة ِ والغواني والسماء ْ
لك َ علبة ُ الأسرار ِ, سر ّ ُ الكون ِ, مفتاح ُ الضياء ْ
لك َ نجمة ٌ عليا , لك َ نجمة ٌ سفلى
لك َ ملعب ٌ
حبٌ, فضاء ْ
فعلام َ تجمع ُ كلّ َ أنفاس ِ العذاب ِ
بدمية ٍ أبت ِ البقاء ْ
وتُصر ُّ أن تبقى لديك َ إليك َ لك ْ
وتُصر ُّ أن تَحكي لنا قصصا ً عليك ْ
إهدأ
لـَعلك َ لا تفيـق ُ على رجاء ْ
فالله ُ يهدي من يشاء ْ
والله ُ يعطي من يشاء ْ
هي لك َ هي لك ْ
Farhat_social@yahoo.com
التعليقات