12/02/2011 - 13:47

انها الحرية الان تهز عرش الجور / أحمد يعقوب

انها الحرية الان تهز عرش الجور

انها الحرية الان تهز عرش الجور / أحمد يعقوب

حقا انها مصر....تصنع المفاجاءات في سياق صناعتها للتاريخ...ف 25 يناير 2011 ، هو مفصل تاريخي..وسنتعامل جميعا مع ما قبل وما بعد هذا التأريخ..تجسدت هناحقيقة الصراع وسماته..انها الثورة تجمع ما بين كلاسيكيات الثورة الفرنسية وما بعد حداثة ليتوار...جيل الجوع والحرمان ،جيل الانترنيت والقرن الحادي والعشرين،في مواجهة الطغمة المالية ، القطط السمان وسايس البعير ..فربما نسمي هذه السنةبــ" عام الجمل".لا اريد هنا ان اكون سلفيا واعود الى سلفيات الثورة والثوار.لكن عام الجمل اعادنا الى اصول الثورة.زالى تلك المرأة التي كانت تطهي الحجارة كي تخدع ابناءها لينامو من شدة الجوع..لكن هنا في "عام الجمل" في مصر وقبلها في تونس فلقد تفتت الحجارة من شدة الغليان...وبلغة السياسة فان الشعب المقهور الجائع المذلول و المنكوب بكل اشكال الاضطهاد، لم يعد قادرا على التحمل بعد..والطغمة المالية الفاسدة التي استنفدت كل اشكال القمع والتضليل.. لم يبق لها من الوسائل لتديم بقاءها..وهنا يحدث زلزال الثورة...جيل من المصريين يمثل اكثر من 65 % من سكان مصر..اقصد هنا الشباب الذي ولد منذ اعلن النظام في مصر قانون الطوارىء عام 1981، ولدو ونشأو في مناخ القطط السمان..لم يعرفو رئيسا اخر ولا ديمقراطية حقيقية ولا تعبير عن الرأي ولا حرية تفكير ومعتقد..وشاهدو الصراع الطائفي يتفجر ويزداد حدة.. وشاهدو الصراع الطبقي يقوطب المجتمع بين 70 ثريا و85 مليون جائع...لم يكن يهم حاجة الى ثراءة ثورة الزنج او كارل ماركس ولا الغفاري او غيفارا ،ولا شتراوس ولا ابن خلدون ..تفاصيل الغليان كانت واضحة في جوف البركان تماما مثل اغاني بحبك يا حمار التي كانت تطفو على السطح .وتوهم بان المسار الهابط هو المسار السائد....يكفي ان تهبط في مطار القاهرة ..وان يستقبلك احدهم بجملة "الحمد الله على السلامة يا بيه" ويده ممدودة...لماذا يجب ان ادفع "بقشيش".لمجرد هبوطي في مطار ما.. ولا اتحدث هنا عن الرسوم الرسمية..وعندما يستدعيك امن الدولة في المطار لمدة نصف ساعة فقط،فانك تفقد انسانيتك للوهلة الاولى فتصبح "يا لاه". وفي تخشيبة المطار تمتد لك عدة ايادي ،منها العسس، التي تطلب البقشيش ،ومنها التي تدفعك بصفتك بهيمة...وكنت أتساءل: معقولة يا مصر؟؟هذه ملاحظات عابرة في ساعات عابرة..ماذا عن عقود من السنوات لفت شعبا باكمله؟؟النظام المصري طبق قوانين الطوارىء لأكثر من ثلاثين سنة..الشباب المصري ولدو وعاشو مع هذا القانون المستبد..وعندا اعلن الشباب المصري والشعب المصري قوانين طوارئهم..غضب النظام...الشباب الذين اعمارهم 17 سنة الى 30، ولدو وعاشو وهم يشتهون ملاعق غذاء جيد..بينما القطط السمان وابائهم كأنهم ولدو وفي افواههم ملاعق من ذهب

.

في المعنى السياسي قطفت الثورة في مصر الكثير من منجزاتها..تمثلت برضوخ النظام لمطالب عدة..ولاتزال الثورة في ميدان التحرير وكل ميادين مصر..تمضي نحو تعميق محتواها الاقتصادي الاجتماعي نحو تاسيس نظاما سياسيا جديدا،نحو تاسيس حقبة جديدة في الشرق الاوسط ،فمصر هي قوة عظمى اقليميا، وان كانت هذه 

 

 

الحقيقة قد غيبت بفعل الطغمة المالية

المثقف الفلسطيني ، وما يسمى بمثقف غرامشي، ابن الثورة والانتفاضتين قد اصابه الاحباط واليأس ،ومنهم من غسل يديه..من الثورة والثوار.. ولكل مبرراته وذرائعه.. اهمها ان العمق العربي للفلسطيينين غارق في واد آخر..وان الثورة تحولت الى سلطة فاسدة..وان اوسلو لم يكن السفينة الى بر الامان،وان الانقلاب الدموي كان بمثابة وصمة عار على الجبين، وان استزلام بعض السياسين الفلسطينيين بامريكا وغيرها..وحتى اللحظة ورغم اندلاع الثورة في مصر وقبلها في تونس.. وبروز اشارت لانتقالها الى بلادان عربية وغير عربية..فلا يزال بعض المثقفين يضعون اقدامهم على قطارين.. قطار الثورة وقطار الانظمة.. وسيقفزون الى القطار الي ستابع سيره .. وهم لا يعرفون انه قد ينفلخون ويتمزقون من القفزة

اسسنا مع مجموعة من المثقفين الحقيقيين صفحة على الفيس بوك.هي صفحة فلسطينيون مع الثورة في مصر..وعبرنا من خلالها عن وقوفنا الكلي مع الثورة والثوار.

الثورة في القرن الحادي والعشرين ثورة الحداثة وما بعد الحداثة في وجه الحراثة وما قبل الحراثة ( البعير والبغال)..هذه الثورة ابرزت المثقفين الحقيقيين..فهناك مثقف غرامشي العضوي وهناك المثقف المستنير نموذج الارسوزي.. والمثقف الفقيه. .الشيخ والامام..لكن المثقف الحقيقي الذي يتعامل مع كل الظواهر بالعقل الناقد ولا سلطة عليه سوى سلطة التفكير الناقد ولا يوجد عنده تاباوات ولا مصالح شخصية

المثقف الحقيقي هو الذي يساند الثورة في مصر وتونس وقبلها وبعدها في 

فلسطين

اكتب هنا باختصار شديد وتكثيف مقتصر..فالثورة في الشارع المصري لا تزال في خطر..الطغمة المالية لن تسلم بسهولة ،وسوف تستشرس وتطلق كل غرائز البقاء الحيوانية وما قبلها ومابعدها،تحت يافطة الصراع من أجل البقاء..والشارع المنتفض لا يمتلك سوى ارادته ودمه واصراره في الصراع من اجل الاعتراف.

 

 

انها الحرية الان تهز عرش الجور ..تهز عرش الفساد..تهز عرش  نهم المافيا وعصاباتها وبلطجياتها

 شكرا لشعب تونس..شكر ا ل بو عزيزي.. لقد نفختم الرماد حول عنقاء الثورة...هل كانت العنقاء سليلة عليسة قرطاج.؟؟ 

..أرشح محمد بو عزيزي الى جائزة نوبل للسلام..لقد افتتح حقبة جديدة للسلام والديمقراطية في منطقة يتواجد فيها اعتى الطغاة والمستبدين والفاسدين

 

 

شاعر ومترجم عضو الامانة العامة لاتحاد الكتاب الفلسطينيين/غزة

 

التعليقات