عادة ما يذكرها من تقدم به السن، تداعيات لمناسبات متعددة وعلامات النشوة تعلو لذكرى مشابهة. منذ الطفولة تحوم كل هذه التفصيلات في فراغي، فضائي رغم تكرارها بقيت لا أفقه شيئا مما يقال عاجزا فك الرموز معولًا على الزمن الذي قد ينيرني ويُسقط الغشاشة من ناظري ووعييي، علني أتذوق طعما من ذاك الجمال الذي يبدو أنه لن يعود...!
وهماً، هو كالحقيقة... ذكرى الشباب الذي لا ينسى بطولاته. أم أن الوهن يحيى باستحضار صلابة وقوة الماضي البعيد؟ ما زلت أتمتع ببعض من قوة الشباب التي تمضي كما يفارق اللون ما تبقّى في الرأ س من شعرٍ فتصبح بداية لحنين وذكرى حين كنت بهزة رأس أبعد ما يحجب وصول انعكاس الضوء إلى قزحيتي التي تضاعفت هي الأخرى كفاتحة للمزيد.
قد يشكو قارئ المبالغة في التبسيط! وما هي إلا سمة التعاطي في حياة مبرمجة، يكفيك لمساً لتصول وتجول باختلاف الفصول وهو ما كان سابقا غير معقول!! سأبطئ وأتروى لعدم الوقوع في المتاهة، وبالتالي إخفاق الهدف...
سأحاول مجدداً صياغة الفكرة بما أتمتع من مخزون لغوي عله يكفي عرض الصورة. من هنا... "زمان كان أحسن " راحة بال، الناس قلوبها على بعض ولبعض، الدنيا كانت غير!! هذا بعض ما يتناقلوه من كلام في حضرة الذاكرة دون تفصيل أو تفسير قانعين مقتنعين بأن "زمان كان غير"...
سأبني في مخيلتي تصوّراً لذاك الزمان آملا أن أحسن الاختيار، ربما أحظى بقليل من تلك النشوة والسعادة الغائبة. ملعون أبو المعرفة! يصدح صوت أم كلثوم على مدار ساعة يختصر عبق سنوات من مشاعر كاتب إبداع ملحن، اهتزاز أوتار عشق ولع وحنين يفوح معها عطر ما بين القصريين، قصر الشوق وسكّر السكرية روائع محفوظ، دلع العندليب يقابل صوت يصدح من جبل لبنان ممزوج بكلاسكيا الرحابنة و"جنون" زياد.
يُدخلنا الغزالي حارات بغداد، ومن قاسيون الشام يطل علينا نزار... أكتفي بهذا الحد طرباً! حان زمن "الثورات".. ثورة ناصر، تحرير الأمة، خطابات ناصر توحّد العرب تجسّد تطلعاتهم. بناء القومية والوحدة العربية،إنشاء دولة تصون ذالك البناء... هل أستمر ؟؟ ملعون ابو المال!
أهز رأسي مجددا لأصحو هذه المرة عائدا إلى زماني، مكاني إلى الأبتذال في زمن احتكار الزمن الثقافة والفن، اعتقال الفضاء وتلويث الهواء...! أحزم حنيني وورثتي من ذكرى أسلافي مبتعدا عن مفسدي الزمن متلفي العقول هاربا إلى ملاذي لنيل بعض من الجمال و"السلام " ختام..!!
التعليقات