( ليست القصيدة للفخر، أو تعظيم الذات، إنّما محاولة مجاراة للشعر القديم، ومعارضةٌ أسلوبية
لأستاذ كلَّ من جاء بعده، كبير شعراء الأقدمين أبي الطيّب المتنبي)
"كأنّي عجيبٌ في عيونِ العجائب"- المتنبي
عتابٌ إلى حبٍّ يَصُبُّ نوائبي
وينأى بها والليلُ مقلةُ غائبِ
فيا ليت ذكراها ارتواءٌ لراغبِ
وليتَ الهوى فيضٌ لصادٍ وطالبِ
مسيرِ فؤادٍ صارَ رهنَ الغياهبِ
ولم تنقطعْ حتّى بدتْ كركائبي
شموخًا جنيبًا في كِيانٍ مجانبِ
شروقٌ تجلّى في طموحِ المَغاربِ
ويخلطُ سخفُ الدهرِ بين المناصبِ
تضيقُ على الرِدفينِ ملءَ الجوانبِ
مراتبَ أهليهِ وشرَّ العواقبِ
ويرعاهُ محتالٌ ولعبةُ كاذبِ
يعلّي غبارُ الزيفِ قامةَ عائبِ
ودهرٌ تعامى عن وكورِ العقاربِ
فإنْ لا تُنقّى لا تطيبُ لشاربِ
فلا تكترثْ يا دهرُ لستُ بذاهبِ
كرمزٍ شدا في كلِّ شطحةِ كاتبِ
فأرقى صفاتُ المَرْءِ جودُ المواهبِ
عجيبين لو تُحصى صُنوفُ العجائبِ
أنا المدُّ في بحر العُلا والمراتبِ
أنا الحَّدُ في فجرٍ جَلتْهُ مناقبي
إلى المجدِ إنَّ المجدَ ضربةُ صائبِ
وتجهلُ عمقَ البحرِ صُغرُ القواربِ
علوًا فشمسُ الشعرِ تحتَ حواجبي
خيالاً تعالى فوق وهمِ السحائبِ
ليُرسي على شمسٍ شروقَ مراكبي
وأربطُ قرنيَّ السَّنا بذوائبي
وتمطرُ أحوالي رعودُ التجاربِ
فأجري دماءً في عروقِ الكواعبِ
وطاووسُ جنٍّ لو يموجُ كلامُهُ
يسوقُ سفينَ السِّحرِ نحو الكواكبِ
وأصبحتُ شيطانًا له بغرائبي
بيانٌ وعزمٌ كانتفاضِ القواضبِ
فإمّا العُلا أو انتحارُ المحاربِ
التعليقات