04/11/2011 - 02:36

شكرًا ميار لأنك جعلتني أصمد/ مريم فرح *

ميار طفلة ابنة عامين، عيناها صغيرتان، تمامًا كما أنها صغيرة. تركت غزة منذ خمسة أشهر عندما اكتشف والداها أنها مريضة بالسرطان. حملها والدها وأتى بها إلى مستشفى إيخيلوف في تل أبيب. بدأت فورًا العلاج الكيماوي، تساقط شعرها تمامًا. يقول الأب إن العلاج يجعلها عصبية وهي بحاجة إلى مهدئ بعد العلاج مباشرةً.

شكرًا ميار لأنك جعلتني أصمد/ مريم فرح *


- مريم فرح -

لم يعجبها خروف العيد، كان هذا واضحًا؛ فأي عيدٍ من دون منة أختها؟

تركت ميار خروف العيد والتصقت بوالدها تحاول تسليته ومداعبته. يبدو عليه اليأس أكثر منها. تركت ميار رسمة الخروف على الطاولة وأمسكت بالابتسامات اللاصقة وصارت تلصق بها على جسد أبيها- قد يبتسم أخيرًا.

ميار طفلة ابنة عامين، عيناها صغيرتان، تمامًا كما أنها صغيرة. تركت غزة منذ خمسة أشهر عندما اكتشف والداها أنها مريضة بالسرطان. حملها والدها وأتى بها إلى مستشفى إيخيلوف في تل أبيب. بدأت فورًا العلاج الكيماوي، تساقط شعرها تمامًا. يقول الأب إن العلاج يجعلها عصبية وهي بحاجة إلى مهدئ بعد العلاج مباشرةً.

اشتاقت ميار إلى منة الله، أختها. هذا ما ردّده أبوها. ميار ما زالت تلصق الابتسامات اللاصقة على أبيها. عندما سمعت أغنية نانسي عجرم “شاطر، شاطر” أخذت تردّد كلمة شاطر لأبيها في كلّ مرة تلصق عليه ابتسامة لاصقة، كأنّ الأدوار انقلبت. للحظة شعرت بها تواسيه، تبتسم له لتجعله يبتسم ويردّد الأغنية معها. انشغلت أنا بميار، جذبتني ابتسامتها وما تحمله من محبة لأبيها. اِحتجت لميار أكثر ممّا كانت هي بحاجة إليّ، احتجت لميار لتجعلني أصمد أمام كلّ ما شعرت به من هزيمة وحزن.

جلست ميار مع الباقين عندما شعرت بأنّ المزيد من الهدايا تنتظرها. تراقب والدها وهو يسجل رقم الهوية عند رجل الأمن الإسرائيلي. أمسكت بيده وأمسكت بالهدايا الجديدة. الآن ابتسمت ابتسامة الرضا الكبير وهي تحمل أغراضها الجديدة.

اِنتهت الزيارة وانتهت المغامرة. أمسكت ميار بيد والدها مجددًا ورمت باتجاهنا قبلة. حملها والدها ليذهبا في نزهة في حدائق المستشفى. الخروج من المستشفى ممنوع حسب القانون، فحصار غزة وصل قلب تل أبيب. هناك في مستشفى إيخيلوف، ما يجمع ميار بأمها وأختها منة هو نفس الإحساس بالحصار والصمود.

شكراً ميار لأنك جعلتني أصمد!


- ميار -

التعليقات