18/12/2011 - 09:28

تراتيل في رفض الجغرافيا الجديدة.../ يونس العموري

هل أتاكم حديث عاشقة بنفسجية لا تبيع مواويلها للغزاة ...؟؟ تلك التي كانت تسمى بنت الجبل وسيدته ... أميرة الليل وعروس الشمس ... مهد العشق وخباياه ... كاتمة اسرار المعمورة ... سيدة البعث الاول لرسالة الايمان بالانسان .... المنسجمة مع كينونتها بالبحر وامواجه وتلال شاهقة لا تخشى عنان السماء ... مليكة اللحظة وصانعة المجد الانساني ... هل اتاكم ضجيج صراخ آناتها للحظة الاغتصاب برمل الصحراء المكفهرة ... ممزقة كانت من وجع اللحظة .. جاءت تبغي نصرتها وللشد على ازرها فما كان الا الاعتداء الموجع وظلم ذوي القربى اشد مرارة واكثر ايلاما ....

تراتيل في رفض الجغرافيا الجديدة.../ يونس العموري

هل أتاكم حديث عاشقة بنفسجية لا تبيع مواويلها للغزاة ...؟؟ تلك التي كانت تسمى بنت الجبل وسيدته ... أميرة الليل وعروس الشمس ... مهد العشق وخباياه ... كاتمة اسرار المعمورة ... سيدة البعث الاول لرسالة الايمان بالانسان .... المنسجمة مع كينونتها بالبحر وامواجه وتلال شاهقة لا تخشى عنان السماء ... مليكة اللحظة وصانعة المجد الانساني ... هل اتاكم ضجيج صراخ آناتها للحظة الاغتصاب برمل الصحراء المكفهرة ... ممزقة كانت من وجع اللحظة .. جاءت تبغي نصرتها وللشد على ازرها فما كان الا الاعتداء الموجع وظلم ذوي القربى اشد مرارة واكثر ايلاما ....

هل أتاكم الحديث الجغرافي الجديد للمعنى المتربص للتاريخ ... فللجغرافيا مكان آخر ايها السادة برمل الصحراء .... وللوحات الممهورة بتوقيع سادة النفط زمن اخر ايها القادمون الى منصات التتويج بشكل هامشي وعابر .... والمرارة قد تصبح سيدة للموقف عندما وقفنا مندهشين للرسم المسخ المشوه الذي اعتدى على تراتيل المؤمنين القابعين تحت شجر الصنوبر ... وزهر اللوز يزهي بالوانه منذ الالاف القرون والحجر الكنعاني الرابض بالمكان هناك على تلال الكرمل ما زال يتربص الفرصة لينطق بعروبته وبلغة الضاد التي ما انفكت ان صرخت باسم ثكالى الجليل ورجال كان ان عادوا عند اول الصبح ببطن تلال الكرمل ... والمرج والسهل لا يقبل الا القمح زرعا ...

هناك حيث التلاعب بالمصائر كانت الجريمة شاهدة على الذبح الأخير للشاة المقاومة لحد السيف الملتمع بقيظ البيداء .... هناك حيث صار الخليج جزء من لعبة المساومة وفنون التجارة الرائجة بمصائر الشعوب ... واعلن الليل عن حلكة سواده اكثر والكل متدحرج مستسلما لوقائع خطوط الجغرافية المرتسمة بثنايا عباءة المنقلب على ابيه، السارق للعرش المنتحل لصفة الحاكم عبر الضجيج الكلامي من خلال الأثير ....

فيا امير الخصم والفتن انت واحد ممن يستهوي لعبة التمزيق والتفتيت والتقسيم ومن اطلق عليه يوما اسم لقب امير المقاومة لابد من ان امارتك قد صارت للمساومة وللبيع الرخيص في اسواق نخاسة ... نرفض تجارتك وعبثك ومحاولتك اليائسة لأن تصبح السيد الأمير ... قد تكون اميرهم وسيدهم لكن حتما لا تصلح لأن تكون اميرا في كتابة التاريخ ....

سيقولون لم نأتي بالجديد ... وسيقولون هو الواقع وللواقع قوانين ... وربما يقولون انتم من رستيم خريطتكم ولن نكون اكثر منكم حرصا ولن نكون الكاثوليك اكثر من قداسة البابا .. والبابا لديكم كان ان منح صكوك الغفران .... سيقولون وويقولون ... ولنا ان نقول ايضا ان رجالنا كانوا قد قالوا وما زالوا يقولون ... والاطفال رافضين لكل منطق تغيير الاسماء والعبث بكنى عائلاتهم ... والحائرات المنتظرات لصهيل الخيل لن ييأسن من الانتظار وان شابت خصلات شعورهن وستبقى النار بالخيمة موقدة للفرسان القادمين ....

سقولون قد فات اوان الغضب ولن يغضبوا ... وهل للغضب من مكان في ظل افتعال الهدوء والتهدئة والكل يغني على ليله...؟؟ وهل من معنى للحكمة والتعقل حينما يصبح الجنون جزء من الممارسة الفعلية لمن يظن ذاته متحكما بشطب الخطوط وتسمية الاشياء بغير مسمياتها ..؟؟ وهل من مكان للأمراء في الصف المدرسي ليتعملوا الجغرافيا ...؟؟
هل اتاكم حديث الجليل لأبناء الجليل حينما عبروا رمال صحاريكم ورسموا الحروف الابجدية لتعليم ابناءكم وعلموكم ركوب الصعب وتشييد مدائنكم ...؟؟ هل تنتظرون محو اسم فلسطين بفارغ الصبر ليُصار الى تسميتكم بسادة المنطقة حتى تستون على العرش المهلهل ....

ام انها قصة الجمال وغضبها هي التي لابد ان تكرر ذاتها ... فقد يحكى ان غضبت الجمال يوما على صاحبها فتوقفت أمام الصيوان الفصيح وطالبت صاحبها بالخروج لمقابلتها. وما أن خرج الرجل حتى تقدم أكبر الجمال عمرأ وقال ما قال بحضرته خاتما جوالات كلامه باجابة بليغة ... وقال منشدا ....

" إنني أكبر بعير لديك وأكثرهم خدمة عندك وقد طلبت مني الجمال أن أتحدث بإسمهم اليك. فالكل اليوم غاضب منك وعليك . لقد خدمناك في بداية عهدك وخدمناك حين لم تمتلك شيئاً وأخلصنا اليك في البرد والحر وحملنا لك الأحمال في البراري والقفار في المدن والقرى والبوادي ورمال الصحارى ولم يصدر عنا أي تذمر ولم تنبس شفاهنا بشكوى فرافقناك رحلة العمر وأكلنا المر والحلو ولا نذكر أننا في يوم من الأيام طلبنا أي مطلب أو سألناك سؤال . وإننا للمرة الأولى في حياتنا نغضب والجمال كما تعلم غضبها شديد ...

واستغرب صاحب الجمال ما يسمع وقاطع البعير قائلا ... ما سر غضبكم فإنني أطعمتكم خير الزاد وأسقيتكم أعذب المياه وبنيت لكم ما يقيكم وهج الشمس وقيظها وبرد الشتاء وزمهريره
فأجابه البعير والله يا سيدي إنك صادق فيما تقول فإن بطوننا ممتلئة وراحتنا متوفرة وعيشنا يسير. ولكن يعز علينا أن تربط عشرين جملا بذيل حمار ...

فإن كنتم تعتقدون ان اطفال الأرض السمراء سيقبلون بعض من فتات نفطكم وعطاياكم بهدف الاعتداء على مراتع لعبهم وعلى قمرهم فأنتم الواهمون ... واللاهثين خلف الحقيقة في ميادين اسم فلسطين ما زالوا يحفظونها جيل بعد جيل ... والرسم على جلودهم محفور ... وشواطىء عكا لتعلمون انها رافضة للعبرنة والتأويل ... والجبال ما زالت بالتين والزيتون مقسمة ولن تقبل الدين الجديد ... ولن تربط جمالنا بذيل الحمار ولن تكون ...
 

التعليقات